Thursday 4th March,200411480العددالخميس 13 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
ليان!
خيرية إبراهيم السقاف

من عالمكِ الفسيح..
وبراءتكِ المفعمة بالعفوية
(ليان) كنت تسألين يا صغيرتي: (عاشوراء) أتعني أنَّهم (عاشوا) (رافعين..) الرؤوس، أم ماذا؟
بعمركِ الوردي الغض..
كنتِ تربطين بين قصة كانت مساءات جميلة وأمُّكِ الرائعة تقصُّ عليكِ فيها تفاصيلها: (كيف صعد محمد بن عبد الله الفتى القرشي الأمين إلى الجبل، وبسط حيرته في الغار بين يدي ربِّه.. وإلى أن جاءه ناموس الوحي فدعوته الأولى، فهجرته، فنشره لدعوته، فوصول ..أبطال.. الدعوة إلى أقاصي الأرض فالمسلمون.. (عاشوا)رافعين رؤوسهم لا يخذلهم أحد لأنَّ معهم الواحد الأحد).
اللَّحظة ببراءتكِ سمعتِ كلمةَ (عاشوراء)، والتقطِّتِ شيئاً عن أهمية صيام هذا اليوم الفضيل، وتلمَّستِ شيئاً واعظاً يربط بين اللَّفظة في سمعكِ ومدلولها في قصة أمِّكِ..
ببراءتكِ ليان تسألين: (لماذا لا تتمُّون الجملة، لماذا تنطقونها ناقصة فتقولون (عاشورا)..
وحتى استوى لكِ المعنى..
وإلى أن تفهَّمتِ مدلولاً مفارقاً بين جملة (عاشوا رافعين رؤوسهم) وبين (عاشوراء)..
تناثرتْ أسئلتكِ المنقِّبة، واستفهاماتكِ المحْرجة، وحيرتكِ البريئة..
فأنتِ في زمن صعب يا ليان، زمن تحتاجين فيه لِلتعقيم المستمر من (فيروسات ومايكروبات) ما تفرزه معطيات الإنسان اليومية مما يتحرّك أمامكِ على شاشة العرض، وساحة الأرض..
تحتاجين إلى شريان يضخ لكِ كلَّ يوم غذاء جديداً سليماً خالياً منها كي تقفي في توازن بين ما تسمعين وما عليكِ أن تفعلي، بين ما ترين وما عليكِ أن تسلكي، بين ما يمكن، وبين ما لا يمكن في نطاقات الصواب والخطأ، والمقبول والمرفوض.
وأنتِ (ليان) غرسة لا تزالين في طلعة وقفتكِ على الأرض.
فيكِ السمع لاقط..
والعين بصيرة..
والعقل يتشكَّل..
والدولاب يلف.. والطاحونة تفرز..
والأبواب المحكمة يدكُّها التيار..
كوني بذرة نور يا فوح الضوء..
في وسط تداخلات..
( رافعة الرأس..) تعيشين.. فتثمرين..
وكلُّ عاشوراء
وأنتِ والأجيال كلُّها في خير تتطلعون لعاشوراء تأتي وتأتي والمسلمون جميعهم في عزِّ رؤوس مرفوعة يعيشون.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved