خريطة إسلامية بلون الدم

اصطبغت الخارطة الإسلامية بلون الدم، حيث لقي أكثر من 240 شخصاً مصرعهم في انفجارات وأعمال عنف في يوم عاشوراء بالعراق وباكستان في وقت لا تزال الاتهامات بالإرهاب تنهال على العالم الإسلامي على الرغم من أن الوقائع تثبت في كثير من الاحيان أن الجناة بعيدون كل البعد عن الإسلام.
ومع ذلك فإن كل هذه الفظائع تحدث في بلاد المسلمين حيث تقع المسؤولية بصفة خاصة على المتطرفين الذين سمحوا لأنفسهم الانقياد وراء مبررات تسوغ لهم ارتكاب كل أنواع القتل والترهيب وللأسف تحت عناوين دينية.
ان الخلافات بين بعض الطوائف الإسلامية، والتي قد تصل في أحيان إلى حد الاقتتال، يجب ألا تصرف الأنظار عن حقيقة أن هناك من غير تلك الطوائف المصطرعة من يسعى إلى تأجيج نيران الخلافات بين تلك الطوائف، وأن هؤلاء لا يترددون في ارتكاب أفظع الأعمال بما في ذلك التفجيرات وسط الحشود من أجل أهدافهم ولضمان استمرار المواجهات بين المسلمين.
ولن يكون مثل هذا التفسير مبرراً لالقاء اللوم على الآخرين في كل مرة، بل الأجدى والأنفع أن تنصرف الجهود لاصلاح البيت الإسلامي واعادة ترتيبه من الداخل، ولعل الخطوة الأولى إلى ذلك تكون بالتوافق بين عقلاء مختلف الجماعات والطوائف على أن الخلافات العقائدية لن يسمح لها بهدم النسيج الاجتماعي الإسلامي وتفتيت أواصر المجتمع، وذلك من خلال ترسيخ آليات للحوار تفي بالغرض المطلوب وتتحسب لتجاوز كافة التوقعات الخطرة ومواطن الجدل غير المجدي.
ومثل هذه الحالة السوية تتيح بكل سهولة رصد الذين يسعون لاحداث الفتنة وكشف مؤامراتهم بل وابعادهم نهائياً من مجتمع معافى يعلي من شأن الحوار ويحترم وجهات النظر ويزداد ثراء بالتنوع الموجود فيه بدلاً من أن يكون هذا التنوع سبباً في تقويضه وذهاب ريحه.