Thursday 4th March,200411480العددالخميس 13 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

هواية التحديات! هواية التحديات!
فهد بن أحمد الصالح

* كانت الرياضة الأصل تنحدر لمنحنى صعب!!
* وكان الغبار يكتسح الزمان والمكان معا!!
* الشيب يملأ رؤوس الرجال والمرض يفتك بخيرة الأفراس!!
* لم تفد كل محاولات الإنعاش المصطنع.. فالحمّى تسري في الميدان سريان السمّ في الجسد!!
* صرخ بهم الانتماء.. ونادتهم الوطنية.. فإذا بهم يجلسون على دكة الأحلام ينتظرون فاجعة الأيام..!!
(2)
* كانوا اثنين وثالثهم الصبر!!
* كانوا سواسية في زمن المكر!!
* لا يشبههما أحد طلائعهما تنمّ عن شيء ما يعتزمان فعله..!!
* كل الأصوات من حولهما تنتقد!!
* كل الضفادع أمامهما(تنهش)!
* كل الحناجر تصيح وتصيح.. اسقطوا الرجال.. اذبحوهم من الوريد إلى الوريد..!!
* مزقوا أشلاءهم حتى لا يجمعها الزمن..!!
* أضرموا النار في ردائهم فإنه حق الحياة الأرواح!!
(3)
* اطرقوا برؤوسهم.. وراحوا يفكرون ملياً في لحظات التشكيك القديمة التي أصابتهم في مقتل البساط الأخضر..!!
* قال أحدهم: (إنها سفينة بلا أشرعة وزورق بلا مجاديف.. الوقت لا يكفي لإشغال النفس بميدان لا يسمن ولا يغني من جوع).
* قالها ثم نهضوا من مقاعدهم، وقالوا بصوت واحد (النداء.. النداء.. لبيك وطني)!!
* وضعوا أيديهم وتعاهدوا على المضي لصرح.. الصرح، ولمجد.. المجد، حتى لو كلفهم ذلك ما يملكون من جهد وعمل ووقت ومال..
* وضعوا أيديهم ومضوا وسط صيحات المتخاذلين ونداءات الأقزام والبراغيث.. لم يصغوا لهم، واكتفى أحدهم بوضع لافتة كتب عليها (القافلة تسير و....)!!
(4)
* عندما احتفظت الأسود بشراستها.. خلخلوا رؤوسهم الصغيرة وقرروا أن يبتدئوا بالأمسيات الشعرية..!!
* ابتسم الكثيرون بلؤم وقالوا: ما لهؤلاء وهذا.. انهم يحسبونها لعبة يلهون بها!!
* احتفظوا بهدوئهم المعتاد ثم ابتدأت منافسات دورة (عز الخيل) لوجه السعد على رياضة الفروسية (سلطان بن محمد بن سعود الكبير).
* عادوا لعرك رؤوسهم من جديد؛ فالتحدي بات يكبر ويتنامى شيئا فشيئاً.. صمت (المدير) برهة فأجابه (النائب) بفكرة فكانت فكرة استقطاب العلماء والمفكرين ليتوجوا الجائزة (الأم) بالصفوة من القوم!!
(5)
* قالوا إنها مسألة وقت وسيسقطون كما سقط غيرهم.. فجلسوا القرفصاء وشمروا عن سواعدهم ينتظرون لحظة السقوط المر لينهشوا جسد الفريسة..!!
* ولأنهم من زمن آخر فقد كانت النرجسية تجعلهم يتنكرون لذاتهم ويواصلون المسير إلى علياء العزة.. والشموخ.. والكبرياء.. كانوا يأكلون ويشربون وينامون في الميدان.. يوزعون الابتسامات لكل العاملين معهم.. قد يكونون خائفين.. محبطين.. محطمين لكنهم لم يهربوا ولم يتزعزعوا قيد أنملة من مكانهم.
(6)
* حين أتت القاصمة غادروا في سراة الليل..!!
* كانت المياه تغمر الأمكنة.. أوثقوا عماماتهم على أفواههم واتفقوا مجدداً على المسير.. فإما أن تحل العمائم بالطلب الحلم..!! أو أن تكون موثقة ويكون معها الرحيل المر..!!
* دخلوا عليه في قصره.. بعد أن حكى صوت المطر (للأمير الإنسان: فيصل بن خالد بن عبد العزيز) مدى المأساة وقمة المعاناة في المحافظة البكر..!!
* قال لهم وابتسامته لا تفارق محياه:
* هونوا عليكم يا رجال ولنبدأ بما هو اهم وأعظم وأجل!!
* قالوا له: أيها الشيخ.. ابن الشيخ.. حفيد الشيخ اننا اليوم بين مفترق الطرق فإما أن نكون بكم وإما أن نكون من المغادرين غير مأسوف علينا!!
* وعندما التمس الحاجة أشار فخط توقيعه ودون العبارة الشهيرة (يعتمد)..!!
(7)
* راح الرجال يديرون دفة هذه الرياضة الأصيلة في بناء ميدان جديد عبر كل الشطآن والمرافئ والحدود والأزمنة..
* طرقوا كل الأبواب وكل النوافذ وحتى الحيطان، كل ذلك من أجل الوطن، من أجل الأرض، من أجل تلك النواصي التي ينعقد فيها الخير إلى يوم القيامة إن شاء الله.
* تسوست أنياب الأسود بعد أن أصيبوا بالفجيعة وجاءوا اليوم ليلحظوا وقت القطاف، بعد أن عرفوا أن الرجال الحقيقيين كالأسمنت الذي تستند إليه ناطحات السحاب، لا يهربون في الخطوب، ولا ينهزمون في المواقف والأحداث..
* أجل قد جاء الميدان ليتوج العمل المخلص الدؤوب، ولتكون بصمة حقيقية لرياضة الفروسية وللمنطقة ككل..
* بصمة في كل شيء، في العمل، في التعامل، في الميدان، في الشعار الجديد، في استقطاب الرجال والتزام الصمت!!
لا أقول ذلك لأنني أعرفهم جيداً.. ولا لأنني قريب منهم فأجس نبضهم.. ولا لأنني استرق الحديث فأسكبه.. بل لأنها أمانة القلم.. وروح الحقيقة التي يجهلها الكثيرون..
(8)
لا أعرف فيما يفكرون الآن بعد أن حققوا جل طموحهم.
* ولا أعرف هل ما زالوا مصرين على الرحيل حين تمتمت به شفاههم!!؟ ذلك الرحيل المرفوض منا جميعاً بعد أن أوصلوا الميدان إلى القمة.. القمة التي يتربعون عليها وهم يضحكون!!
* ولا أعرف أية خطوة عملاقة قادمة سيقفزون بها ليفجروا باقي التحديات القائمة أمامهم، لا أعرف.. لا أعرف، ولكنكم بالتأكيد تعرفونهم ويعرفهم جميع الرياضيين في المنطقة، هم أصدقاء للبعيد قبل القريب، أصدقاء للجميع، انهما (مدير ونائب ميدان فروسية المجمعة)، ولعل مشكلتهم الوحيدة أن هوايتهم التحديات وترويض الأعاصير.
إلى سلطان بن محمد
* لأنك فوق كل تعاريف الأشياء.. وكل زغاريد الأعياد.. وسمر الليالي الملاح.. فإننا نشتاق للخوف في عيون الخصوم.. للرعب الذي يسكن أضلع الجيران.. للأمنيات الغارقة في عيونهم وجفونهم وتجاويف عقولهم..!!
* للحب الذي تزرعه في كل الميادين لتقطفه وفاء وشموخاً وعزة..!!
* إننا نثق بك ونثق بدورة (عز الخيل) التي لن تغادر دون أزمنة المجد العتيد.. أزمنة المجد التي أوجدت (عز الخيل) لتبقى وتستمر.. سنقولها لك واثقة بكل الحب (كل عام وأنت الحب في بلد الحب)..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved