Sunday 7th March,200411483العددالأحد 16 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد عامين من إطلاقها في قمة بيروت بعد عامين من إطلاقها في قمة بيروت
المبادرة العربية للسلام تعود من جديد في قمة تونس

  * القاهرة - مكتب الجزيرة - علي البلهاسي:
أقر وزراء الخارجية العرب في اجتماعات الدورة الـ 121 لمجلس الجامعة ضرورة تحريك مبادرة السلام العربية التي كانت قد تبنتها قمة بيروت 2002 والتي قدمها صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد الامين ويأتي هذا القرار ليعيد المبادرة للاضواء مرة اخرى كي تطرح على القمة العربية القادمة بتونس والتي تناقش إحياء عملية السلام من خلال المبادرة العربية وخطة خارطة الطريق ومطالبة المجتمع الدولي التحرك لتنفيذ هذه الخطة وتطويرها لتشمل المسارين السوري واللبناني ولتحريك عملية السلام واخراجها من حالة الجمود واليأس التي اصابتها في الفترة الاخيرة بعد انشغال الادارة الامريكية بمسألة الانتخابات الرئاسية وتمادي اسرائيل في ممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.
وكانت المملكة العربية السعودية قد قادت الجهود في اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب الاخيرة بالقاهرة لاحياء المبادرة وتأكيد الرغبة العربية في تحقيق السلام وبحث سبل اعادة تفعيل المبادرة وايجاد آليات لتنفيذها على ارض الواقع لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي وحل القضية الفلسطينية.
وتؤكد الرؤية السعودية ضرورة اقامة الدولة الفلسطينية المستقله لتكون عاصمتها القدس كما تؤكد مسئولية اسرائيل السياسية والقانونية في ايجاد حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وتدعو لتنسيق التحرك العربي في مختلف المحافل الدولية للدفاع عن حقوق الفلسطينيين وقضيتهم.
وتطالب الادارة الامريكية والاطراف المعنية بالعمل على تفعيل خريطة الطريق وتهيئة الاجواء لتنفيذ التزام الرئيس الامريكي بوش باقامة الدولة الفلسطينية المستقله والتزام اسرائيل بتنفيذ ذلك وفقا لقرارات الشرعية الدولية وكذلك تأكيد الرفض العربي لأي اجراءات احادية الجانب من اسرائيل لفرض الامر الواقع ورسم الحدود خلافا للشرعية الدولية ومطالبة المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف عدوانها ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني والرئيس عرفات والتأكيد على وحدة الصف الفلسطيني.
دعم عربي ودولي
المبادرة العربية للسلام رغم مرور عامين على اقرارها ما زالت تحظى بدعم وقبول عربي ودولي واسعين وقد لاقت المساعي السعودية لاحياء المبادرة الدعم نفسه بعد تأكيد عدة اطراف على اهمية المبادرة العربية كطرح عربي يحظى بالاتفاق والقبول الجماعي لاقامة وتحقيق السلام مع اسرائيل.
وقد نفى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان تكون هناك مبادرة تجرى صياغتها كبديل لمبادرة قمة بيروت قائلا ان مباردة الامير عبد الله لاتزال حية وان كل الافكار التي ستطرح في قمة تونس ستكون على اساس المبادرة العربية مشيرا إلى انه سيجري تأكيدها وليس احياؤها بالفعل دون تغيير في حال قيام اسرائيل بتنفيذ التزاماتها.
كما دعت فرنسا الدول العربية إلى الاستفادة من القمة المنتظرة في تونس من اجل اعادة احياء مشروع السلام الذي تضمنته مبادرة الامير عبد الله بن عبد العزيز وتبنته قمة بيروت العربية وقال مصدر فرنسي رفيع المستوى انه مع ما وصلت اليه عملية السلام من طريق مسدود اصبح من الضروري ان يعيد العرب تأكيد رغبتهم في التوصل إلى حل سياسي للنزاع مع اسرائيل مشيرا إلى استعداد فرنسا للترويج للمبادرة العربية في الاوساط الدولية.
وتطرح الرؤية الفرنسية امكانية ان يدخل العرب بعض التعديلات على المبادرات السابقة لتتواءم مع التطورات والتغيرات التي حدثت او اطلاق مبادرة جديدة تكون مبادرة بيروت اساسا لها الا ان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى نفى طرح اى مبادرات جديدة وقال ان المبادرة الاساسية المطروحة هي مبادرة بيروت وان أي تحرك عربي سيكون باتجاه تنشيطها او تحريكها فقط.
حل شامل للصراع
ويؤكد المراقبون ان المبادرة العربية للسلام ستبقى هي الحل الامثل لتحقيق السلام في المنطقة مشيرين إلى ان المبادرة تقدم حلا شاملا للصراع حيث تقوم اساسا على انسحاب اسرائيل من الاراضي العربية والفلسطينية المحتلة وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس وحل عادل لمشكلة اللاجئين على قاعدة الشرعية الدولية مقابل تطبيع عربي شامل مع اسرائيل.
وقال المراقبون ان ما يؤكد اهمية المبادرة العربية هو القبول الدولي بها وفي ذلك تأييد 59% من الاسرائيليين لها في استطلاع اجري بعد قمة بيروت وكذلك اشارة مبادرات السلام الاخرى التي طرحت ومنها خريطة الطريق إلى المبادرة العربية كإحدى مرجعياتها حيث اكد على الأهمية المتواصلة للمبادرة العربية وبأنها جزء اساسي من الجهود الدولية الهادفة لتحقيق سلام شامل على جميع المسارات بما في ذلك المسار السوري والمسار اللبناني كما تشير وثيقة جنيف بوضوح إلى ان المبادرة العربية احدى مرجعيات مذكرة التفاهم.
ويؤكد المراقبون ان القمة العربية القادمة مطالبة بتفعيل المبادرة العربية عبر خطوات عملية مثل البدء بتشكيل وفد عربي للتفاوض لاحراج الطرف الآخر (الإسرائيلي) الذي دائما ما يرفض ذلك مما يدعم الموقف العربي ويزيد الضغط على الجانب الاسرائيلي.
ويشير المراقبون إلى ان هناك فراغا دبلوماسيا في المنطقة حاليا في ظل عدم وجود آلية لاقامة السلام والامن وحل النزاع رغم وجود مبادرات مهمة في هذا الاطار على رأسها المبادرة العربية للسلام والمطلوب هو آلية يمكن من خلالها تنفيذ المبادرة واطلاق عملية تفاوضية تسهم فيها كل الاطراف المعنية للتوصل إلى سلام عادل وشامل وهو ما يجب أن تسعى اليه وتدعمه القمة العربية القادمة في تونس


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved