Tuesday 9th March,200411485العددالثلاثاء 18 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شعراء بلا دواوين شعراء بلا دواوين
عبدالله الصالح الرشيد

أعجب واستغرب وأنا أرى فئة ملحوظة من شعراء النبط أو من فئة ما يسمى بالشعر الحر أو المنثور وهم يبادرون إلى نشر نتاجهم على علاته ومن ثم الإسراع في إصداره في دواوين في ورق صقيل وإخراج جميل، ويتم بالتالي جمع هذه الدواوين وإعادة إصدارها من جديد تحت مسمى (المجموعة الكاملة) رغم أن الكثير من هذا النتاج وخاصة - فصيلة الغث والهزيل - لا يتزحزح عن الأرفف والطاولات التي وضع عليها منذ البداية.. ولكن في المقابل اعرف شعراء هزوا المنابر بإبداعهم وعطروا المناسبات بأريج تواصلهم واذكوا الهمم بشعرهم العربي الفصيح الأصيل، وكان لهم صولات وجولات على أديم الصفحات الأدبية والنوادي الثقافية على مدى عقود متتابعة وحتى الآن.. ومع ذلك كله تفتقر وتفتقد الساحة الأدبية - المحلية والعربية - إلى جمع وإخراج ونشر هذا النتاج الزاخر الحافل في دواوين باقية تحتل مكانتها المنتظرة في المكتبات العامة والخاصة وفي دور العلم ومناهل المعرفة والثقافة..
وفي هذا الحيز المحدود في هذه الزاوية لا نستطيع الاحاطة والتوسع في هذا الموضوع ولكن لنأتي بأمثلة مختصرة ولكن حية وفاعلة من بلادنا منبع الشعر ومهد العروبة فنجد مثلا - من واقع ما نعرفه - شاعرا كبيرا وموهوبا مثل الأستاذ محمد العبدالله المسيطير ومنذ أكثر من نصف قرن في العطاء والإبداع وحتى الآن فرغم إنتاجه الغزير الحافل الرصين الموزون والمقفى لم يقم بإصدار ديوان واحد على الأقل أو يعطي الضوء الأخضر لإحدى دور النشر للقيام بهذه المهمة.. ونجد شاعراً كبيراً فاض شعره في السنوات الأخيرة هو الأستاذ صالح بن حمد المالك يذكرنا بعطائه - ونحن نتابعه ونقرأه بتمعن - بنتاج فحول الشعراء قديماً وحديثاً فقصيدة له تشبه الملحمة نشرت قبل أكثر من سنتين بجريدة الرياض في قافية - الباء - يستحث فيها أبناء أمته العربية ويدعوهم إلى النهوض والكفاح وإعادة أمجاد العروبة في ماضيها المجيد ودحر أعداء الأمة الغاصبين والمتآمرين.. هذه القصيدة لا تقل شأنا في معناها وجزالتها، وبدون مبالغة عن بائية أبي تمام التي مطلعها: «السيف أصدق أنباء من الكتب» وفي قصيدة أخرى نشرت له فيما بعد في الجزيرة الغراء عن قضية فلسطين تحفل بالنخوة والحماسة وتؤجج المشاعر هي الأخرى لجزالتها تقف في المعنى جنبا إلى جنب مع قصيدة الملاح التائه الشاعر الكبير علي محمود طه الذي صاغها وأبدع فيها إبان نكبة فلسطين قبل خمسين عاماً واشتهرت فيما بعد عندما تم تلحينها وإنشادها على مستوى العالم العربي.. وما أشبه الليلة بالبارحة ولله الأمر من قبل ومن بعد.
بقي في النهاية أن أعود إلى عنوان الموضوع فاستحث شاعرينا الكريمين وأمثالهما بالمبادرة إلى الاحتفاء بنتاجهما الحافل.. وترجمة هذا الاحتفاء هو جمعه وإصداره في دواوين متتابعة لتستفيد منه اجيال الحاضر والمستقبل وليظل عنوانا على الوفاء والتواصل، والشعر كما قيل ديوان العرب.. والله ولي التوفيق.
للذكرى:


ويح العروبة كان الكون مسرحها
فأصبحت تتوارى في زواياه
كم صرفتنا يد كنا نصرفها
وبات يملكنا شعب ملكناه

فاكس 4786864 الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved