Tuesday 9th March,200411485العددالثلاثاء 18 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من باب المغاربة: تبدأ محنة القدس والأقصى من باب المغاربة: تبدأ محنة القدس والأقصى
جمعية (العاد) الاستيطانية تبدأ في إقامة مجمع سياحي وتجاري بمنطقة باب المغاربة

  إن هذا المشروع يشكلّ تهديداً خطراً ومباشراً على المسجد الأقصى وله أبعاد على مستقبل وجود المسجد الأقصى، ويشدّد الخناق على الأقصى والأهل في القدس، في محاولة مركزة لتفريغ القدس من أهلها والأقصى من مصلّيه، حتى يصبح لقمة سهلة وسائغة للجماعات اليهودية المتطرفة ومساعديها من السياسيين الإسرائيليين، التي تسعى جاهدة إلى بناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى.
هذا ما عقبت به مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، بعد أن كشفت مصادر صحفية فلسطينية أن جمعية (العاد) الاستيطانية شرعت في بناء مجمع سياحي وتجاري في الساحة الخارجية لباب المغاربة في نقلة نوعية لنشاطها الاستيطاني الذي يتركز في حي سلوان ويأتي هذا بعد أن استولت على 16 منزلاً فلسطينياً في تلك المنطقة مؤخراً. وقالت مصادر حقوقية فلسطينية إن البناء سيكون جاهزاً قبل نهاية العام الحالي حيث سيتم افتتاحه من قبل عدد من الوزراء والمساندين والداعمين ل(العاد) في هذه المنطقة الحساسة والمهمة من القدس. وأكدت هذه المصادر أن جمعية (العاد) الاستيطانية تتلقى الدعم والمساندة من وزير السياحة الإسرائيلي (بني إيلون) راعي مشروع تهويد حي الشيخ جراح وجبل الزيتون من خلال المدرسة الدينية المسماة ب(بيت أوروت). وكشفت المصادر الفلسطينية النقاب عن حجم التعاون بين جمعية (العاد) ومكاتب ومؤسسات ووزارات ودوائر حكومية إسرائيلية لتنفيذ المشروع الذي يحظى بإجماع ومساندة الأوساط الرسمية والدينية التي تسعى إلى (استعادة عرش مدينة داود) من خلال شراء العقارات والمنازل الفلسطينية في المنطقة التي يعتبرونها (مدينة داود) جنوب البلدة القديمة.
ونبهت مؤسسة الاقصى إلى أخطار هذا المشروع وأنه لا يجوز بحال من الأحوال النظر إليه بشكل عادي وعابر، وعللت الأخطار هذه بسبب قرب بناء هذا المشروع من المسجد الأقصى، ناهيك عن أن تنفيذ هذا العمل يحتّم من الناحية العمرانية القيام بحفريات عميقة جداً بمحاذاة المسجد الأقصى، الأمر الذي يضاعف من اخطار مثل هذه الحفريات على أساسات وأبنية المسجد الأقصى، وأضافت: إن الهدف لمثل هذا المشروع وأمثاله هو تضييق الحصار على المسجد الأقصى وأهل القدس الشرقية وتهويد مدينة القدس ومحيط المسجد الأقصى. وكان خليل التفكجي - مدير دائرة الخرائط في بيت المقدس - قد أشار في تصريحات سابقة له إلى أن أبعاد مثل هذا المخطط كبيرة وخطيرة جداً وقال: هذه محاولة لفرض ما يسمونه بالحوض المقدس، الممتد من جبل صهيون وحتى جبل الزيتون، على أرض الواقع وأضاف: إن المخطط يرمي إلى ربط الحي اليهودي وحائط البراق مع سلوان، التي يسميها اليهود - مدينة داود - ومقبرة رأس العامود بمعنى آخر إيجاد تواصل سكاني وعمراني يهودي حول المسجد الأقصى.
من جهتها ناشدت مؤسسة الأقصى الأهل في الداخل الفلسطيني إلى تكثيف شدّ رحالهم إلى المسجد الأقصى على مدار الأسبوع عبر (مسيرة البيارق) ودعت إلى دعم أهل القدس بالتسوق من دكاكينهم خلال زيارتهم للمسجد الأقصى ومدينة القدس لما في ذلك من تثبيت لأهل القدس واستمرار رباطهم في المسجد الأقصى وفي بيت المقدس.
واشارت المصادر الصحفية الفلسطينية إلى انه لتحقيق هدف استعادة عرش داود - حسب قولهم- تحول الحكومة الإسرائيلية لجمعية (العاد) الاستيطانية ملايين الدولارات سنوياً من خلال التبرعات من مؤسسات ومكاتب حكومية إسرائيلية رسمية وغير رسمية عن طريق جمع تبرعات داخلية وخارجية من اليهود الأرثوذكس المنتشرين في الولايات المتحدة وبريطانيا، هذا بالإضافة إلى مشاريع اقتصادية قامت المجموعة الاستيطانية نفسها بإنجازها خلال السنوات الخمس الأخيرة مثل مشروع (سياحة في عيردافيد) الذي تنظمه الجمعية يومياً للمئات من الشبيبة اليهودية المتدينة من إسرائيل والولايات المتحدة والجاليات اليهودية في العالم لتتعرف حسب قولها على(مدينة داود التي أقيم فيها عرش بني إسرائيل عام700 قبل الميلاد) حيث تتقاضى الجمعية من كل سائح 30 شيكلا.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved