Tuesday 9th March,200411485العددالثلاثاء 18 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
وقود انتخابات الرئاسة الأمريكية
جاسر عبدالعزيز الجاسر

مع بداية انحسار الاهتمام الأمريكي بما يجري خارج الولايات المتحدة وتركيز جهود الدوائر السياسية واوساط الحزبين الديمقراطي والجمهوري على الانتخابات، بدأت المؤسسة الإرهابية الصهيونية استغلال هذا (السبات) الأمريكي ليبدأوا مسلسل القتل الجماعي للفلسطينيين كعادة تتكرر كل أربع سنوات، وكأنه قد كتب على الشعب الفلسطيني أن يدفع ثمن تفرد الأمريكيين بالإمساك بزمام الأمور في الشرق الأوسط، وأن يكون الخاسر دائماً سواء اهتمت واشنطن بأوضاع الشرق الأوسط أو انشغلت بأوضاعها الداخلية..!!
ففي كلا الحالتين يدفع الفلسطينيون الثمن.. انحيازاً في وقت الاهتمام، وذبحاً في زمن الانتخابات.
وفجر أمس الأول ليوم الأحد بدأت العصابات الإرهابية مسلسل (مذابح انتخابات الرئاسة الأمريكية) حيث قامت قوة إرهابية خاصة من جنود الاحتلال الإسرائيلي متنكرة بلباس مدني بالتوغل في الساعة الثالثة فجراً في مخيمي النصيرات والبريج وسط قطاع غزة، منطلقين من مستعمرة نتساريم الإسرائيلية الجاثمة على أرض فلسطين وسط قطاع غزة، وبعد توغل أفراد العصابة الإرهابية في طرقات المخيمين تبعتهم أربع وعشرون دبابة وست آليات عسكرية عبر شارع صلاح الدين، حيث تمركزت عند محطة وقود (أبو حجير) وفي محيط مسجد الدعوة بمخيم النصيرات، وبعد تمكن عناصر العصابة الإرهابية الإسرائيلية من دخول المخيمين تحت ستار كثيف من نيران الدبابات والآليات العسكرية حاصروا منازل المواطنين الفلسطينيين، واعتلى القناصة الصهاينة العمارات السكنية العالية وقاموا بقنص الفلسطينيين واطلقوا النار بشكل عشوائي ومكثف باتجاه كل شيء يتحرك في المخيمين الفلسطينيين اللذين استيقظ سكانهما مذعورين إثر الهجمات الغادرة للإرهابيين الإسرائيليين والتي تمت قبل بزوغ الفجر.
العملية الإرهابية الإسرائيلية التي انتهت بعد نجاح رجال المقاومة الفلسطينية بالتصدي للصهاينة وإجبارهم على الانسحاب من المخيمين، خلفت خمسة عشر شهيداً فلسطينياً قتلهم الإرهابيون الإسرائيليون بدم بارد بعد تخطيط يكشف الحقد الدفين لهؤلاء الإرهابيين مدشنين مسلسل القتل العشوائي للفلسطينيين في وقت انتخابات الرئاسة الأمريكية، حيث لم يكلف أحد من الأمريكيين -سواء الرئيس بوش أو الناطق باسم البيت الأبيض أو نظيره في وزارة الخارجية- إشغال نفسه بالضحايا الفلسطينيين فهم من الآن وحتى نهاية انتخابات الرئاسة الأمريكية وقود الانتخابات لا يمانع المرشحان من سقوط المزيد منهم ارضاء لصوت اليهود.. ولمال اليهود.. والإعلام الخاضع لليهود.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved