Tuesday 9th March,200411485العددالثلاثاء 18 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
حزب أمريكا (الطابور الخامس)
عبدالرحمن صالح العشماوي

حينما كتبت في هذه الزاوية قبل أسابيع مقالاً عن خطورة بعض الأقلام العربية المسلمة التي تكتب في صحافتنا مقالاتٍ تؤيد ما تقوم به الجيوش الغازية في المنطقة، ودعوت الجميع إلى الوعي بهذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها أمتنا الإسلامية، وبلادنا المتميزة بصفاتٍ خاصة تقلق الطامعين في المنطقة وتزعجهم، وأشرت إلى أن (طابوراً خامساً) من الكتاب والإعلاميين يكاد يبوح بسرِّه، ويفصح عن نفسه يقوم بدورٍ مشبوهٍ في دعم الاستخراب الغربي، وتلميع وجه أمريكا وغيرها من دول الغرب التي سلكت إلى منطقتنا الخليجية مسالك تضليل وادَّعاءٍ لا تخفى على أهل المعرفة والبصيرة.
حينما ذكرت ذلك كلَّه في ذلك الحين، لم يكن يخطر ببالي أن الكاتب الصحفي الذي رأس تحرير جريدة الوطن السعودية فترةً قصيرة (جمال خاشقجي)، سوف يتناول هذا الموضوع بصورة واضحة مستخدماً مصطلح (حزب أمريكا في العالم العربي).
وذلك في رسالة وجَّهها إلى أعضاء هذا الحزب غير المعلن عبر مقالته التي نشرها في جريدة الوطن قبل أسبوعين مؤكداً فيها أن هذا الحزب منتشر من المحيط إلى الخليج، وأنَّ أعضاءه لا يمكن أن يعترفوا بانتمائهم إليه، وأنه يعرف أنهم يعيشون بيننا.
وإذا كان الأستاذ (جمال خاشقجي) قد صرَّح في بدايات الهجوم الأمريكي على العراق، وقبله، أن العراقيين سيرحبون بالقادم إليهم حاملاً لهم العدل والديمقراطية، وأن الشعب العراقي سينكبُّ على البساطير السوداء والأكفّ الحمراء لثماً وتقبيلاً، لأن الكاوبوي الأمريكي سيجلب لهم الحرية والرخاء والعدل، وهذا وفق ما نقله عنه الأستاذ عبدالعزيز قاسم في زاويته الأسبوعية (بارقة) التي تصدر كل يوم جمعة في ملحق الرسالة - جريدة المدينة - في عدد يوم الجمعة التاسع والعشرين من ذي الحجة عام 1424هـ.
أقول: إذا كان ذلك الموقف هو موقف (جمال) السابق، فإنَّ موقفه الجديد الذي أعلنه عَبْر رسالته إلى أعضاء حزب أمريكا في العالم العربي، يؤكد لنا أنَّه قد اطَّلع على حقائق الغزو الأمريكي على العراق أو بعضها، وأنَّه قد أدرك بعد تتابع الأحداث، والنشاط المذهل للمقاومة في العراق أن الوعود البرَّاقة بالديمقراطية لا تعدو أن تكون تضليلاً وادِّعاءً وخداعاً، ولهذا وجَّه النداء إلى أعضاء حزب أمريكا (الخفيّ) محذِّراً من استمرارهم في الانخداع، ومنادياً لهم - بحرارة - أنْ يعيدوا النظر في الانتماء إلى الحزب المذكور الذي لا تراه العيون المجرَّدة، وإنما ترى آثاره البصائر التي تقرأ ما وراء الكلمات والأحداث.
إنَّ هذا النداء الصريح الذي يشكر عليه الأستاذ جمال يؤكد لنا ما نشعر به من عدم سلامة تلك الأقلام التي تكتب المقالات في تأييد أمريكا وبريطانيا وغيرهما من الدول الغربية التي شاركت في غزو العراق، ومن أنَّ وراء أكمة بعض المقالات ما وراءها، وإننا على يقين من أنَّ الباطل لا يبقى، وأن الزمن كفيلٌ بكشف ما كان مستوراً وأن الحقَّ لا يمكن أن يضيع بسبب مقالاتٍ يكتبها قومٌ باعوا أماناتهم بيع الخسران، إنها سنن الله في هذا الكون تظلُّ جارية على ما قدَّره، مهما حاول البشر أن يخالفوا الطريق المستقيم.
إشارة


قد تلمع الأسماء، لكنَّها
مثل سرابٍ لامعٍ في العراءْ


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved