Tuesday 9th March,200411485العددالثلاثاء 18 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الفحص قبل الزواج ظاهرة حضارية الفحص قبل الزواج ظاهرة حضارية
سمير علي محمد خيري
مدير ادارة العلاقات العامة والإعلام بفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة مكة المكرمة

قرار مجلس الوزراء الذي صدر مؤخراً بتطبيق الضوابط الصحية للزواج على جميع السعوديين، والزام طرفي العقد باحضار شهادة الفحص الطبي قبل اجراء عقد النكاح، هو قرار أكثر من رائع انتظره الكثير منذ فترة طويلة خاصة وانه يصب في مصلحة المواطن اولاً وفي مصلحة الوطن ثانياً.
فصحة الاسرة وخلوها من الأمراض المعدية مستقبلاً سواء كان الاب او الام او الابناء له اهمية كبيرة في بناء الوطن، لانه لا يقوم الا بالسواعد السليمة والخالية من الأمراض.
فالكثير من الأمراض في بلادنا هي أمراض الدم الوراثية، والتي ترتفع بين زواج الاقارب، والذي تشكل نسبته 56.7%، مما يكون سبباً في خلق جيل وابناء يحملون امراض خطيرة يكون 50% منهم معرضين للوفاة بسبب الأمراض الوراثية، والتي تشكل العبء الاكبر في بلادنا، لتصل النسب في بعض مناطق بلادنا الى 15%، وهي نسبة عالية جداً، وما تتحمله الحكومة ومستشفياتها من مبالغ طائلة لمعالجة مثل الأمراض.
ومن هنا يلزم أن ندرك نحن المواطنين أهمية الفحص قبل الزواج، سواء للشاب او للفتاة، ونتقبله بروح طيبة ولا نعتبره انتقاصاً في حقنا وشخصنا، بل يلزم ان نكون سعداء بهذا القرار الحكيم الذي صدر من ولاة الامر الذين يهمهم بالدرجة الاولى بناء اسرة سليمة وخالية من الأمراض، فهي خطوة جيدة ادخلت السرور على الكثير من ابناء هذا الوطن.
وعلى مأذوني الانكحة مسؤولية جسيمة بالالتزام بتنفيذ هذا القرار الرائع، وعدم اجراء اي عقد زواج اذا لم يحضر الطرفان شهادة خلو من الأمراض مهما كانت الاسباب والمبررات. ولوسائل الاعلام دور جيد وبناء في طرح قرار مجلس الوزراء للرأي العام والآثار الايجابية وراء تنفيذه، ومخاطر الأمراض التي تترتب على زواج الاقارب. واذا خلت الشهادة المطلوبة من امراض الدم الوراثية فان ذلك سيكون تشجيعاً للطرفين للاقدام على الزواج. وعلى الجهات المختصة مثل وزارة الصحة القيام بتجهيز الامكانيات والمعامل اللازمة لاستخراج مثل هذه الشهادات والاكثار منها وتوزيعها في معظم مناطق المملكة.
وعلى وزارة العدل متابعة تنفيذ القرار من قبل مأذوني الانكحة.
وختاماً فان الآثار الايجابية من استخراج هذه الشهادة يمكن تلخيصها في الامور التالية:
1- الحد من انتشار الامراض المعدية والأمراض الوراثية.
2- انشاء جيل من الابناء خالٍ من أمراض الدم الوراثية، والتي تسبب الكثير من حالات الاعاقة.
3- التقليل من التكاليف المالية التي تحتاجها وزارة الصحة لمعالجة مثل هذه الأمراض وهنا ينطبق المثل القائل ( الوقاية خير من العلاج).
4- الزواج عن طريق اختيار الزوج المناسب بعيداً عن العشوائية سينجب اطفال اصحاء.
5- انتشار عادة اجراء مثل هذا الفحص بين العوائل قبل زواج ابنائهم وبناتهم اسلوب حضاري يتم عن ارتفاع معدل الوعي الصحي الذي كان انعدامه لدينا لزيادة وارتفاع معدلات امراض متعددة كالسكر والضغط والتسوس الذي يلحق بالاسنان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved