Tuesday 9th March,200411485العددالثلاثاء 18 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد أن قضى 62 سنة في الإمامة بعد أن قضى 62 سنة في الإمامة
رحل زيد العصر
د. عبد الله بن محمد الرميان /عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

ودعت بريدة مساء السبت 8- 1-1425هـ أحد علمائها من الجيل الأول بعد عمر مديد جاوز التسعين عاماً إنه العالم المؤرخ الفرضي الشيخ إبراهيم بن عبيد آل عبدالمحسن، ولد في مدينة بريدة سنة 1334هـ ونشأ في بيت علم فوالده عبيد كان من أثرياء البلد وأهل الخير فيها واخوته الكبار كانوا من طلاب العلم وأهل الزهد والورع فشقيقه عبدالرحمن المتوفى سنة 1337هـ كان من كبار طلاب الشيخ عمر بن سليم وشقيقه عبد المحسن المتوفى سنة 1364هـ فاق أقرانه وظهرت عليه النجابة في شبابه لكن اخترمته المنية قبل بلوغ مناه وشقيقه فهد المتوفى عام 1422هـ طالب علم اشتهر بالزهد والورع والإعراض عن الدنيا فلا عجب بعد ذلك أن ينصرف للعلم من نعومة أظفاره ساعده على سلوك هذا الطريق هذه البيئة العلمية وعدم حاجته للانصراف لكسب العيش في ظل حالة والده المادية الجيدة إضافة إلى ما وهبه الله من ذكاء حاد وذاكرة جيدة فدرس في مدارس الكتاتيب في بريدة حيث التحق بمدرسة الشيخ صالح الصقعبي فحفظ القرآن واتقنه قبل البلوغ.
ثم درس على علماء بلده عن الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم قاضي بريدة المتوفى في سنة 1351هـ وقرأ على الشيخ عبد العزيز بن ابراهيم العبادي المتوفى في سنة 1358هـ ولازم حلق الشيخ عمر بن محمد بن سليم وأكثر من الأخذ عنه حتى تُوفي عام 1362هـ.
برز في سائر العلوم الشرعية وكان له قصب السبق في علم الفرائض فكان يرجع إليه في كثير من المسائل الفرضية التي تبلغ حد الإعجاز في صعوبتها فكانت تأتيه المسائل من داخل وخارج المملكة كما برز في التاريخ واللغة وله فيها مصنفات.
جلس للتدريس في مقتبل عمره وفي حياة شيوخه وأخذ عنه العلم خلق كثير من أشهرهم: الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي صاحب المؤلفات المشهورة والشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء والشيخ محمد بن عودة الرئيس العام لتعليم البنات سابقا والشيخ علي السكاكر والشيخ محمد المرشد والشيخ علي الربيش وغيرهم.
ترك رحمه الله مؤلفات كثيرة في التاريخ والوعظ منها: (عقود اللؤلو والمرجان في وظائف رمضان) و(البدور البهية والفتوحات القدسية) وكتابه الضخم في التاريخ (تذكرة أولى النهى والعرفان بأيام الواحد الديان وذكر حوادث الزمان) وطبع منها خمسة أجزاء و(السحاب المركوم والرحيق المختوم في وظائف السنة منثورها والمنظوم) و(تحذير الأنام عن ارتكاب القبائح والآثام) وغيرها وله شعر في مراثي العلماء وطلاب العلم.
تولى التدريس في المدرسة الفيصلية وهي أول مدرسة أسست في بريدة حتى تقاعد كما تولى الإمامة رحمه الله في عدد من المساجد في مدة زادت على ستين سنة بدأها إماماً في مسجد ماضي أحد أقدم المساجد في بريدة سنة 1362ه ثم انتقل إلى مسجد ابن خضير في جنوب بريدة فأم فيه مدة طويلة ثم انتقل إلى مسجد قرب بيته في حي المطار القديم حتى بنى مسجده الحالي جوار بيته فأم فيه حتى توفي.. رحمه الله ..
أحسن الله فيه العزاء وبلغه منازل الشهداء.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved