Tuesday 9th March,200411485العددالثلاثاء 18 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وقفات على مقالة محمد آل الشيخ وقفات على مقالة محمد آل الشيخ

لقد اطلعت على تعليق الأخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، على ما كتبه أحد القراء في جريدة الجزيرة عدد 11469 فأوحى لي هذا التعليق بهذه الوقفات.
الوقفة الأولى: أكثر الله من أمثالك، الذين يتابعون ردود أفعال القراء حول ما يكتبون، ويعلنون بكل رحابة صدر، تقبلهم الرأي الآخر.
الوقفة الثانية: قال الكاتب: (.. عن اخطائي اللغوية، وهو أمر لا يعنيني كثيراً، فقضايا اللغة لا تهمني، بقدر ما يجب أن تهم المصحح في الجريدة، ولو أنه قرأ مقالاتي قبل تصحيحها فلربما أصيب بسكتة قلبية من كثرة الأخطاء اللغوية). هذا القول يستكثر، ممن فتحت له نافذة يطل منها على المجتمع يرشد ويوجه. فالعظماء والزعماء يتحرجون أشد الحرج، إذا وقعوا في الخطأ، ولا يتحدثون في المحافل إلا بلغاتهم، مهما تكن إجادتهم للغات غيرها. يفعلون ذلك حمية ودعوة لمن هم دونهم في الاقتداء بهم، ولا يغيب عن الأذهان، موقف فرنسا الحازم من اللغة الإنجليزية وهي صنو اللغة الفرنسية. وكذلك يفعل الصهاينة، فلا يتحدثون في المحافل إلا بلغتهم، ولا تكتب اللافتات إلا بها وهي تعد من اللغات الميتة.
الوقفة الثالثة: أوافقك الرأي، في عادة الرفض عند البعض، لكل جديد دون تأن ودراسة مستفيضة. وأقرب مثال على ذلك موقف البعض من علم (البرمجة اللغوية العصبية) الذي استفاد منه خلق كثير، ومع ذلك وجد من يصف هذا العلم، بالشعوذة والدجل.. الخ. في حين هو وسيلة فعالة لنشر الخير بين الناس، وتقوية صلتهم بالخالق سبحانه وتعالى وهو علاج لكثير من العلل والأسقام والحكمة ضالة المؤمن، فأنى وجدها فهو الأحق بها، ثم هؤلاء الذين أظهروا هذا العلم بين الناس. لم يأتوا بجديد، فكل ما في الأمر، انهم علموا أمور هي موجودة في الأصل، وما خفي أعظم وأجل، فمن الذي حبا هذا المخلوق بتلك القدرات والطاقات الهائلة غير الخالق سبحانه وتعالى. قال الله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} سورة الذاريات آية 20 - 21. وقال الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} سورة فصلت آية 53. ومع ذلك ألفت الكتب، وسطرت المقالات، التي تحذر من هذا العلم. مع انها فرصة سانحة لاستغلاله للدعوة للإسلام، وأخذ زمام هذا العلم وتوجيهه الوجهة الصحيحة، فهو مثل غيره من العلوم، سلاح ذو حدين.
الوقفة الرابعة: نعم نحن ضعفاء، وعالة على الآخرين، في كثير من شؤوونا، فلماذا صرنا كذلك، ونحن الأمة التي خاطبها الخالق سبحانه وتعالى بقوله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} سورة آل عمران آية 110.
والأمة التي أعلى الله شأنها فقال سبحانه وتعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} سورة المنافقون آية 8. من هذا يتبين لنا انه بقدر التزامنا بتعاليم ديننا الحنيف، تكون لنا العزة والقوة وبغير ذلك، واقع الحال، خير شاهد على ذلنا وهواننا على الناس.
الوقفة الخامسة: استطاع الغرب بما لديه من وسائل إعلامية هائلة أن يؤثر في المتلقي، حتى زهد البعض فيما عندهم من قيم وعادات حسنة. فإذا ذكر الغرب، ذكرت الحضارة الراقية والصدق في المعاملة والحرية والديمقراطية.. الخ. وأسدل الستار على الجوانب المظلمة في الحضارة الغربية. ونذكر على سبيل المثال بعض المظاهر السلبية الخطيرة:
1- استخدام أحدث ما أنتج من أسلحة فتاكة وبكل أنواعها وأصنافها في القتل والتدمير. 2- تمثلت الأنانية فيهم، في أقبح صورها، حيث حضر التقدم التقني وغيره من العلوم المتطورة، على الدول التي سميت بالعالم النامي (المتخلف) واستخدام أساليب الترغيب والترهيب، مع العلماء في تلك البلاد. وشن الحروب أو التهديد بها، لكل من تسول له نفسه، السعي في تطوير قدراته. 3- الحرية والديمقراطية التي يتشدقون بها فقط محصورة داخل بلدانهم وعلى بني جلدتهم وما عداهم فلا نصيب لهم فيها. 4- الشذوذ بكل ألوانه وأشكاله. 5- الفراغ الروحي الذي أدى إلى كثرة حالات الانتحار وانتشار الامراض النفسية والعصبية. 6- التفكك الأسري. 7- الغاية تبرر الوسيلة إلى غير ذلك من الجوانب السلبية الكثيرة.
الوقفة السادسة: العلم لا وطن ولا جنسية له، فمن جد واجتهد وأجرى التجارب، أمسك بزمامه، كائن من كان. ولو كان العلم مقصورا على أحد دون أحد، لأصبح المسلمون جهابذته وسلاطينه فأكرم الخلق على الله قاطبة، الموحدون والمسلمون في يوم من الأيام وحينما أخذوا بالأسباب كانت لهم الصولة والجولة ومن أراد المزيد، فليطالع كتاب: (شمس العرب تسطع على الغرب) تأليف المستشرقة الألمانية زيغريد هونكة.
الوقفة السابعة: لا يمكن بحال من الأحوال، كسب ولاء الناس وانقيادهم بالقوة، مهما كانت شدة الهجمة وضراوتها. فما يفعل اليوم من بعض الشعوب الإسلامية، لن يطول أمده قال الله تعالى {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} سورة الحج آية 39.
الوقفة الثامنة والأخيرة: لقد جربت شعوب العالم، مناهج شتى، فلم تجد السعادة التي تنشدها وهاهي اليوم، تعود إلى أديانها السابقة، تلتمس فيها سعادتها وراحتها ونجاتها مما تعيش فيه من ضيق وكدر.

محمد بن فيصل الفيصل/ المجمعة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved