Tuesday 9th March,200411485العددالثلاثاء 18 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

السليمان في مداخلة على رأي الرابح حول لقاء الحليان السليمان في مداخلة على رأي الرابح حول لقاء الحليان

قرأت بجريدتكم الموقرة الصادرة في يوم الاثنين 3- 1-1425هـ في عددها ذي الرقم 11470 وبصفحة عزيزتي الجزيرة استوقفتني عبارات الاخ - ناصر بن عبدالعزيز الرابح المبنية على الحوار الذي اجري مع عضو هيئة تطوير حائل الاستاذ - عيسى الحليان، وان كنت لم أطلع على ذاك الحوار لأنه كما أعتقد لا يعنيني امره. وما دعاني إلى الكتابة عن ذلك هو تعقيب الاخ - ناصر الرابح اذ هو الدافع وراء تحريك قلمي إليكم وليعذرني الاخ إن جاء في التعبير قسوة.
فبعد البداية قال الاخ - ناصر ( ولقد وقفت كثيراً واحترت لتلك الاجابة المستغربة من أن تصدر من الاخ - عيسى الحليان.. الخ) إلى أن قال: ( حيث بادر الاخ - عيسى بإطلاق كلمة (لا) عندما سأله المحرر: ماذا ينقص حائل؟. قال بنص العبارة (لا ينقص حائل شيء.. فهي تحتاج إلى مزيد من المشاريع الحكومية وتضافر جهود الأهالي..).
وإن كان رأيي يتفق تماماً مع ما قاله عيسى الحليان إلا أني اخالفه بقوله أنها اكتفت من المشاريع الحكومية، وهي بحاجة إلى جهود الأهالي الذين بهم تحيا البلد وينتعش الاقتصاد.
فنهضة أي بلد دليل على رقي أهله وحرصهم على مصلحته العامة دون النظر إلى البلاد الأخرى، فلا يقارن إلا الضعيف حينما يعجز عن الوصول إلى ما وصل إليه غيره من تطور ورقي.
ومفاهيم التطور كثيرة وكبيرة وعظيمة، اعظمها فهم طالبي التطور لمعنى التطوير ومعرفة أقسامه، فهناك تطور محمود وتطور مذموم. والمحمود ما يحمد عقباه إذ ان العبرة بالنهاية، وإن كانت البداية يذمها بعضهم. والمذموم ما جاءت نهايته ذميمة وإن كان بدايته يحمدها بعضهم. فالنظرة السليمة للسنوات البعيدة تحتم على طالبي التطور السير رويداً رويداً، إذ ان في العجلة الندامة وفي التأني السلامة، كما عرفناها من قواعد المرور.
وحينما استشهد الأخ - ناصر بحديث صاحب السمو أمير المنطقة نسي او تناسى أن سموه قال فيما قال: (نحن لا نملك عصا سحرية نحقق فيها كل ما نريد) فالأمل موجود والصورة واضحة والمستقبل مزدهر باذن الله. والضغط على الشيء بقوة قد يكسره، فدعو القافلة تسير ولا تعترضوا طريقها.
فالتطوير هو تطوير جهود أهالي المنطقة لا تطوير شوارعها وميادينها، إذ انه إن لم تتطور جهود الأهالي بالمحافظة على ما يطوره المسؤولين فقل على الجهود السلام.
ثم قال الأخ -( ونسي أو تناسى ما كان يدور في منتدياتنا ومجالسنا العامة والخاصة حيال ما تعانيه المنطقة من ضروريات.. الخ) فأعتقد أن جميع الضروريات التي تكفل للإنسان العيش الكريم قد اوجدتها حكومتنا الرشيدة في منطقة حائل مثلها مثل جميع المدن في مملكتنا الغالية.
وإن كان ما يقصده هو الكماليات وليست الضروريات وحتى الأخرى بإمكان أي مواطن طلبها في أي مكان، فالبلد واحد والمكان واسع، فإن عدمت مثلاً في حائل يجدها في الرياض او الدمام، وإن عدمت في القصيم يجدها في حائل أو تبوك أو غيرها. فالشكر لله أولاً ثم للملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وأبنائه الذين وحدوا أطرافها والدعاء له بالرحمة والمغفرة.
وقال الأخ - ناصر (فكيف يقول الأخ - عيسى: حائل لا ينقصها شيء؟؟ وهو يعلم علم اليقين ومن أكثر الناس علماً واقعنا الصحي لا زال متدنياً.. الخ) الا يعلم الأخ ناصر أنه شهد على نفسه وهو الذي له حضور كبير في هذه الجريدة بعدم تطور الأهالي حينما قال: (ان واقعنا الصحي لا زال متدنيا) فالوقاية خير من العلاج، والوقاية المعنية هي معرفة مسببات الأمراض واجتنابها وهي أم التطوير.
ولا يعني قولي هذا أن يكون المجتمع معصوماً من الأمراض والحوادث، فلكل سبب مسبب، والأخذ بالأسباب تجنباً للمهالك. فالواقع يدل على المجتمع وحالهم، وما دام أن الواقع، كما يقول هو، كذلك يكون المطلوب لا زيادة المستشفيات إنما زيادة الحملات التوعوية والندوات التعريفية التثقيفية التي بها نريد أن يكون في كل بلد مستشفى واحد نتيجة لتفهم المجتمع واقعهم وحرصهم على سلامتهم.
ومما قال الأخ:( وفي شؤون المياه تعاني المنطقة من شح، علاوة على عدم صلاحيتها للسقيا، واستوجب الأمر حضور وزير المياه د. غازي القصيبي لحائل ليشاهد بأم عينه ويسمع بأذنه.. الخ).
فمن المعروف أن حائل يقع جزء منها، كما أعتقد، على الدرع العربي، وطبيعي أن تشح المياه بها، وليس الشح يفهم منه العدم، إذ ان ما يوجد يكفي ويسع الأهالي، والمطلوب كذلك عدم الإسراف في الماء، علماً أن المملكة ككل تعاني من نقص المياه.
ولم يستوجب الأمر حضور وزير المياه لحائل لانه قد يفهم من حديثك أن هناك مشكلة كبيرة تحل بكم. ثم جاء معاليه ليتدارك الأمر. وهو مخالف للواقع تماماً، إذ ان البيوت مليئة بالماء، ومزارع حائل يصل انتاجها إلى جميع مدن المملكة. إلا أن الوزير جاء لها بزيارة عمل يحتم عليه مركز عمله أن يقوم بزيارات مماثلة لجميع مناطق المملكة للاطلاع على سير الأعمال والالتقاء بالمدراء ومنسوبي فروع الوزارة بالمملكة.
وقال الأخ - ناصر (وفي جانب التعليم الجامعي لا زالت المنطقة تفتقد جامعة تضم بين جنباتها عدداً من الكليات التي تخدم سوق العمل وتريح أبناء المنطقة عناء الغربة وتكاليفها..).
ومن المعروف أن حائل تضم بين جنباتها كلية للمعلمين وكلية للمجتمع وكلية للتقنية ومعهداً للتدريب المهني ومعهداً صحياً، فأولئك الكليات والمعاهد أكبر من الجامعة وتفي بالمطلوب وتلبي الغرض، أما ان كان المتقدمون يزيدون على الحاجة فالمنطقة لم يطلب منها أن يكون جميع ابنائها اساتذة أو معلمين أو قضاة، فإذا اكتمل العدد وجب عذر تلك الكلية أو المعهد عن الزيادة، ولم يمنع احد من السفر لمواصلة دراسته خارج حائل، وهذا من فضل الله ثم من تيسير حكومتنا الرشيدة. بل هيأت في جميع جامعات المملكة سكناً للطلاب المغتربين.
وقال الأخ -: (فأنا لا أتفق معه ابداً، وهذا رأيي الشخصي فلسنا بحاجة إلى مزيد من المشاريع لان زيادة المشاريع تعني ترفاً واسرافاً وكماليات.. الخ) وهذا هروب واضح وصريح من الأخ من تحمل المسؤولية وإشراك الأهالي في بناء مجتمعهم بأنفسهم. فإذا كانت لا تحتاج إلى مزيد من المشاريع فيعلم أنك قد اكتفيت، وهذا حكم بالأنانية إذا حكم بنفسه على هواه.
فالمشاريع لا تقتصر على شخص أو اشخاص، بل إن كل ما يخدم الصالح العام يسمى مشروعاً. والمكتفي يحمد الله ويكف عن الكلام الذي لا يزيد شيئاً، بل يفهم من الأخ - ناصر الرابح من خلال استشهاده أنه يريد أن يضع كل شيء على رؤساء ومديري الإدارات والموظفين الحكوميين، وهذا لا يعقل، فالكل بشر له ما يشغله، ولو التفت رعاه الله إلى ما كلفته الدولة به واهتم بخصوص عمله هو وغيره ممن يكتبون خارج حدود نطاقهم لزالت العوائق، ولو أخلص كل مسؤول في عمله، التاجر بتجارته، والمزارع بزرعه، والمعلم بمدرسته، والموظف بوظيفته، المكلف بها لتحقق المطلوب.

زيد حمود السليمان


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved