بانكو فيلا يشن هجوماً على الولايات المتحدة

في مثل هذا اليوم من عام 1917، قامت عدة مئات من قوات حرب العصابات المكسيكية تحت إمرة بانكو فيلا بعبور الحدود الأمريكية المكسيكية ومهاجمة (كولومبس) المدينة الصغيرة في نيو مكسيكو. وأدى ذلك إلى مقتل سبعة عشر أمريكياً وحرق منتصف المدينة. وأصدر الرئيس الأمريكي ودرو ويلسون أوامره للجيش الأمريكي في المكسيك بالقبض على الزعيم المتمرد حياً أو ميتاً. وقبل غزوه للولايات المتحدة، كان بانكو فيلا معروفاً لدى الأمريكيين بأعماله الجريئة خلال الثورة المكسيكية.وفي1914، وبعد استقالة الرئيس المكسيكي فيكتوريانو هيورتا، دار قتال بين بانكو فيلا وحليفه الثوري فينوستيانو كارانزا على الحكم.
وفي نهاية 1915، تم إبعاد فيلا إلى الجبال في الشمال، واعترفت الولايات المتحدة بالجنرال كارانزا رئيساً للبلاد.
واحتجاجاً على دعم الرئيس ويلسون لكارانزا، قام فيلا بإعدام 16 أمريكياً في سانتا إيزابيل بشمال المكسيك.وفي بداية مارس أصدر أوامره بالهجوم على كولومبس. وقام سلاح الفرسان التابع للجيش الأمريكي بمطاردة المكسيكيين، وقتل عشرات المتمردين منهم. وبأمر من الرئيس ويلسون قام العميد جون بيرشينج بإرسال حملة إلى المكسيك لاعتقال فيلا وتفريق متمرديه. وقد تكونت الحملة من قوات أمريكية قوامها 10.000 جندي. وكانت تلك هي العملية العسكرية الأمريكية الأولى التي تستخدم فيها المركبات الآلية والطائرات. وظل بيرشينج 11 شهراً يبحث عن الثوري المراوغ الذي كانت معرفته الجيدة بأراضي شمال المكسيك تساعده على الهرب، وكذلك دعم الشعب له. وفي هذه الأثناء أدى الاستياء من التدخل الأمريكي في الأراضي المكسيكية إلى أزمة دبلوماسية مع المكسيك. وتطورت الأزمة إلى العنف حيث قامت قوات من الحكومة المكسيكية بمهاجمة كتيبة من قوات الفرسان أسفرت عن مقتل 12 أمريكياً، وجرح 10 والقبض على 24. وخسرت القوات المكسيكية 30 جندياً، ولو لم يكن الوضع حرجاً في أوروبا في ذلك الوقت لاندلعت الحرب بين البلدين، وفي يناير 1917، وبعد الفشل في مهمة القبض على بانكو فيلا وتحت الضغط المستمر من الحكومة المكسيكية، اضطرت القوات الأمريكية إلى الانسحاب. وظل فيلا مستمراً في أنشطته في شمال المكسيك حتى تولي أدولف دو لا هيورتا السلطة في الحكومة وبدأ في إعداد دستور إصلاحي في البلاد، وعقد فيلا اتفاقاً ودياً مع هيورتا وافق فيه على التقاعد عن العمل السياسي، وفي 1920، أصدرت الحكومة أمراً بالعفو عن فيلا، ولكنه اغتيل بعد ثلاث سنوات في مزرعته في بارال.