Thursday 11th March,200411487العددالخميس 20 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مهلاً.. يا قوارير العطر الملونة!! مهلاً.. يا قوارير العطر الملونة!!

تضامنا مع ما جاء في يوم الأحد 10 من ذي الحجة العدد 11448 بعنوان (اطلي من نافذة عقلك لا من وجدانك!).
بادئ ذي بدء.. أقول وعلى الله أتوكل.. إلى جريدتي الغراء الجزيرة وخاصة.. عزيزتي.. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.. أما بعد:
ليكن العذر من الله أولا ثم منك يا عزيزتي لما بدا مني من انقطاع لأن من يذق حلاوة القلم لا أجده تاركا له. ولكن تبقى ظروف الإنسان هي التي تحكم بذلك بعد حكم المولى عز وجل، فقد آثرت أن لا اثير قلمي حتى أتمكن من الاستزادة في العلم والمعرفة، فالمفيد لدي وإن قل هو الأبقى والأقرب إلى نفسي، وقد تعودت ألاّ أكتب في شيء ما لم يحرك ما بداخلي ويستولي على تفكيري، وأن أرى هل يستحق أن أجعل له جزءا من وقتي أم لا، وحتى يتعطش قلمي أو كما اسميه (خليلي وسيفي) بأن أرفعه وأضعه فتتسابق حروفي مستغيثة أن أخرجني من كهف الأمن لديك.. ويشاء المولى عز وجل أن أقف وللمرة الثالثة وعلى ساحة القلم والنور (عزيزتي الجزيرة) أمام الأستاذ سليمان العقيلي، ولكن هذه المرة مع وليس ضد.. لأنني كتبت يوما ما عن حواء المضيئة، ولأن هناك وجها آخر للقمر مظلما، أحببت أن أجلو تلك الظلمة ببعض همساتي لبنات جنسي، وكان قدرك أيها الأستاذ الفاضل وقدري أيضا أن أرد على كتاباتك دون غيرك، فالذي يجمعنا صراحة القلم وغيرة القلب، فلتكن سعة قلبك تحتوينا كما وسعتنا قوة قلمك..
أخي في الله.. نعم قد أصبحت المرأة هي السبيل الوحيد في يد الغرب كي تنفث سمها القاتل في وجه الأمة، وللأسف لم يصبح اهتمام بعض فتياتنا بالعلم أولا ثم بالتجميل، بل أصبح تفكيرهن قائما على التجميل وآخر صيحات الموضة التي اتبعتها بعضهن بدون أدنى تفكير بصلاحيتها في مجتمعنا الطاهر، وأصبح الحب والغرام حديث المجالس للفتيات، واعتمد البعض منهن إلغاء العقل والتركيز على العاطفة التي تعقبها حسرة ودموع في غالب الأمر، وللأسف استخدم بعض شبابنا اسم الحب ولوثوه بأيديهم، وانصرفت فتياتنا إلى زخرفة عباءاتهن، فيخال الناظر إليها أنها فساتين سهرة، كل تلك الأمور هي ما أحببت التحدث بخصوصها، فاسمحوا لي ببعض همساتي..
الهمسة الأولى.. حبيبتي حواء
كانت بلاد الغرب منذ البدء تود أن تئد الحضارة العربية أو لأقُل البلاد الشرقية بأكملها، فجربوا الاستعمار فتحررت منه بعض الدول بعون الله وإن كان ما تزال بعض آثارها في دولنا. فجرت خطة الاستعمار اليهودية العالمية على السيطرة على أجهزة النشر التي نسميها الإعلام، فلم يجدوا غيرك لتحرري هذا الجهل (كما يزعمون) فأصبحنا لا نرى غيرهم.. ولا نلبس إلا مثلهم.. ولا نأكل إلا على طريقتهم، ولو دخلوا جحر ضب لدخلنا وراءهم، فركزوا على عبادة الجسد فسحرت عقلك يا حواء تلك المناظر الزائفة والهتافات التافهة بأننا نستطيع أن نعيش أحرارا، ولكن اسمعي يا عزيزتي:
قال لورانس براون: إن الإسلام هو الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوروبي، وهذا جلادستون رئيس وزراء انكتلرا قد وقف في أواخر القرن الماضي في مجلس العموم البريطاني وقد أمسك بيمينه القرآن المجيد وصاح في أعضاء البرلمان قائلاً: إن العقبة الكؤود أمام استقرارنا بمستعمراتنا في بلاد المسلمين هي شيئان ولا بد من القضاء عليهما مهما كلفنا الأمر، أولهما هذا الكتاب، وسكت قليلا بينما أشار بيده اليسرى نحو الشرق وقال: وهذه الكعبة.. وهو القائل أيضا: لن تستقيم حالة الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن، نعم أصبحت المرأة في يد الغرب تجارة، فلماذا لا تجعلينها تجارة خاسرة وتذكري أن:


لو كل كلب عوى ألقمته حجرا
لأصبح الصخر مثقالا بدينار

الهمسة الثانية..


قل للجميلة أرسلت أظفارها
إني لخوف كدت أمضي هاربا
إن المخالب للوحوش نخالها
فمتى رأينا للظباء مخالبا
بالأمس أنت قصصت شعرك غيلة
ونقلت عن وضع الطبيعة حاجبا
وغدا نراك نقلت ثغرك للقفا
وأزحت أنفك رغم أنفك جانبا
من علّم الحسناء أن جمالها
في أنْ تخالف خلقها وتجانبا

لكي يا حواء الجميلة هذه الكلمات، فوالله إنني أعرف ما تحبين وما تكرهين، أعرف ما تتوق نفس كل واحدة إليه، ألا وهو الجمال وإبراز حلاوتك المعهودة عنك، ودلالك وتغنجك في كل أمر تريدينه، ولكن قيل قديما: ( ما زاد عن حده انقلب ضده.. بمعنى قد أصبح وجهك لوحة مليئة بالأصباغ لا هي أبرزت الجمال ولا هي سترت العيوب، بل طغت على جمال رباني فيك. فوالله ما رأيت أجمل من فتياتنا إن لم تكن جميلة فيكون بها مسحة من الوسامة التي تعطي المتحدث طابع المتلهف أن تستمر في الحديث ويتمنى أنها لا تسكت.. وركضتي يا غاليتي خلف القنوات الفضائية فأردتي أن تكوني مثل هذه، لا بل تلك، ونسيت أن الإنسان يعيش بشخصية واحدة لها سحرها الخاص بها، وتشتت أفكارك. أتعرفين لماذا؟ لأننا وللأسف تركنا الاستقلالية في أمور حياتنا، ومن ثم أوكلنا كل الفضائيات في أن تتحدث بالنيابة عنا، وتأمرنا بأن نلبس كذا ونترك كذا، أما عن العلم والمعرفة والتنقيب عن كل ما يثري العقل فقد تراكم عليه الغبار وتركته خلفك.. وما كان تعليمك إلا الحصول على الشهادات أو الانتقال من مرحلة إلى مرحلة، بغض النظر عن الثمار التي تجنين منها، وإن أحببتي القراءة فتقرئين ما لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا تدرين ما تقرئينه أصالح للقراءة أم لا، ولا تنسي أن ليس كل ما يُكتب يُقرأ، ومن الأمثلة على ذلك ما يسمونه بشاعر المرأة، عليه من الله ما يستحقه، وهو نزار قباني.


لا بوركت تلك الأكفّ فإنها
ضربت على الألباب سدا عاتيا
حجبت صديع الرشد عنها فارتمت
تجتاب ليل الغيّ أسفع داجيا
بعثوا الصحائف يلتوين كأنها
بعثوا بهن عقاربا وأفاعيا
صحف يزلّ الصدق عن صفحاتها
ويظل جد العقل عنها نابيا
ليت الزلازل والصواعق في يدي
فأصبها للغافلين قوافيا
فنيتْ براكينُ القريض ولا أرى
ما شفنّي من جهل قوميَ فانيا
فلئن صمتُّ لاصمتنّ تجلدا
ولئن نطقتُ لأنطقن شاكيا

الهمسة الثالثة..
خليلتي، قد أصبحت مجالسك تطغى عليها أحاديث الغرام، وتداول أرقام الهواتف، والعبث الذي أخاف عليك منه بأن يعقبه حسرة، أصبحنا لا يشغلنا شاغل غير كيف أوقعه في الفخ، أو كيف أستميل قلبه.
حوائي الصغيرة، أعلم ما يخالج قلبك من لواعج الحب والهيام، وأعرف أنك تحملين بين جنبيك قلبا ليس أطهر منه، وأحلاما ليس أجمل منها، ولكن الأحلام بهذه الطريقة قد تصبح يوما ما كوابيس أو أضغاث أحلام، فتندمين على كل ساعة قضيتها بعيدة عن ذكر الله، ويا لبشاعة الغرّ من فتياتنا وفتياننا، جعلوا من الحب جسرا إلى مآربهم الدنيئة، ولرغباتهم الوضيعة، فشوهوه بأيديهم وأفواههم، وأصبحوا لا يرون أبعد من تلك الأنوف، وسقطت بعض من ضعاف العقول بالحب المشوه كما أسميه، وهو نار مشبوبة وقعت بها بعض فتياتنا، وخرجن من هذه القصة الملتهبة بجمرة تكوي جسدها طوال حياتها، إن لم تكن تنهيها في الحال.
وفي النهاية تذكري أن نظرتك إلى الحياة وأخذها بالحرية المطلقة خاطئ، ولا تنسي أن الحياة التي نحياها تحتم علينا فهم قوانين الشريعة والمجتمع والسير على خطاها، وأن أي قانون يوضع بعد ذلك فاشل بكل المقاييس، وأننا حينما نكون في قمة حفاظنا على عاداتنا وتقاليدنا نرتقي إلى السمو المنشود،.
ولا تجعلي من شخصك عرضة للسخرية، أو مادة دسمة لبث السموم وفرض الرذيلة على الفضيلة، وما تخطه يداي أمامك ليس إلا حديث النفس للنفس، والخليلة إلى خليلتها، فلم أكتب كل ذلك لأنتقدك، فقد كتبت من قبل أمتدحك، ولكن البعض منا هو ما أجبرني على كتابة مثل هذه الكلمات، ويبقى البعض الآخر من آدم وحواء هم من سوف يرفعون راية التوحيد عالية بإذنه.
همسة في أذن حواء..
قد أكون يا أخيّتي مثلك أحب، وأتمنى، وأحلم، ويستولي عليّ من النقص مثلك تماماً.


فإن تجدي عيبا مفسدا الخللا
فجلّ من لا عيب فيه وعلا

ولله در الإمام ابن القيم - رحمه الله - حيث قال: فلك أيها القارئ صفوه، ولمؤلفه كدره، وهو الذي تجشم غراسه وتعبه، ولك ثمره، وها هو قد استهدف لسهام الراشقين، واستعذر إلى الله من الزلل والخطأ، ثم إلى عباده المؤمنين.


فعليك منا سلام الله ما بقيتْ
صبابةٌ بك نخفيها فتخفينا

فاتن بنت مبارك الحربي
القصيم - الرس


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved