Monday 15th March,200411491العددالأثنين 24 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في أول أيامه في أول أيامه
مهاتير يقدم ماليزيا كنموذج في تغيير الأنظمة دون المساس بالأيدلوجيات

جرف الدكتور محمد مهاتير رئيس وزراء ماليزيا الاسبق سفينة مؤتمر آفاق الاعلان العربي الى احاديث (سياسية - اقتصادية)، خاصة عندما اشار الى ان تغيير الأنظمة التجارية والسياسية وتطويرها متاح دون المساس بخصائص الدين او العادات، ومتخذاً من ماليزا انموذجاً تطبيقياً.
وكان مؤتمر آفاق الاعلان العربي السادس واصل جلساته يوم أمس منصتاً لماهتير في أحاديثه عن كيفية الهروب من البطالة باتخاذ خطوات عملية بدأت بتكثيف ومساندة صناعات لها قدرة كبيرة على توظيف العمالة الماليزية اولاً ثم الاجتهاد في تأسيس صناعات ماليزية بنسبة 100%، وعاد مهاتير الى التأكيد على ان جلب المستثمرين الاجانب ساهم في بناء ماليزيا الى درجة المستثمرين الاجانب معها رجال مال ماليزيا شراء حصص المستثمرين الاجانب.
من ناحيتهم حاول رجال المال والاعلان المشاركين في المؤتمر البحث في جعبة مهاتير عن اجابات لاسئلة تمتلك روابط بين السياسات الدولية والمتغيرات الاقتصادية واثرها على نمو البلدان الإسلامية تحديداً، فأجابهم بضرورة تطوير (المصرفية الإسلامية) للافلات من قبضة السيطرة الخارجية، ثم اشار الى ان الأزمات الاقتصادية تحتاج الى (إدارة) متخصصة مستعيناً بنموذج من ذاكرته من زمن اضطرابات وقلاقل اجتاحت ماليزيا بعد الاستقلال مباشرة. مؤكداً ان مجلساً اقتصادياً انشئ آنذاك اكتشف ان القلاقل والصراعات بين الماليزيين لم تكن لأسباب ايدولوجية أو دينية او عنصرية بل كانت نتيجة تقسيم غير منصف وغير عادل للثروات.
وأشار مهاتير ان ماليزيا الحديثة عندما فكرت في تصحيح مسارات تقاسم الثروات لم تعمد ابداً الى نزع الثروات من الأغنياء بل اتجهت نحو تحفيز القطاعات الراكدة، توسيع دائرة نمو (الفقراء) بدخول الدولة كشريك في بعض المشايع الكبرى.
بعد ساعة ونصف الساعة ترك مهاتير قاعة المؤتمر وحلَّ عنه بديلاً خالد المعينا مضيفاً ان تغيير انطباعات الغرب عن العرب تأتي ضمن العوامل المؤثرة اجمالاً على حركة الاعلان العربي عالمياً.
من ناحيته ابان ل(الجزيرة) عبود شامي احد اعمدة الثقافة وسوق الاعلان في السعودية وجود اشكالية لدى المسوق السعودي المتردد دوماً في منح وكالات الدعاية والاعلان ميزانيات تكفي لتسويق منتجاتهم بطريقة صحيحة، مؤكداً ان التاجر السعودي (مستعجل) في غالب الحالات ويريد ردة الفعل عن الاعلان فورية وذات ربح عالٍ خلال أيام قليلة من تدشين الاعلان.
ويؤكد شامس قناعته ان التاجر السعودي يهتم بالاعلان السريع، وغير مهتم بشكل عام بفكرة (صناعة اسم) على المدى الطويل، مشيراً الى ان جميع تجار العرب يرصدون ميزانيات أقل بنسبة 90% من ما يفعله تجار انجلترا، ثم عاد (عبود شامي) الى التذكير بأن مؤتمر آفاق الاعلان السادس يبحث في طياته عن تحديد منطقي وحقيقي وقريب للمشتري العربي.
وفي ذات السياق، يرى عبود شامي انه وأثناء مشاركته في قيادة شركة الاعلان (IMPACT) اكتشف صعوبة مطاردة العقل الشرائي للشارئ العربي وبحسب تعبيره (المشتري العربي يحمل عقل تتغير آلياته في اتخاذ قرارات الشراء باستمرار).
وكشف شامس انفراد صناعة السيارات بأكبر حصة في سوق الاعلان ثم تتلوها بفارق كبير صناعات التجميل، ومستلزمات النظافة، في حين يتفق معه عدي ابو عوف (B points) على ان التاجر السعودي (لا يدفع كما يلزم)، ومبرراً ذلك بعدم معرفة التاجر السعودي ايجابيات الاعلان ومردوداته المالية والمعنوية، لكنه عاد للتذكير بوجود معلنين كبار شغوفين ببناء اسماء وسمعة على امتداد فترات زمنية طويلة.
ويأمل عبود شامي ان يتوصل مؤتمر آفاق الاعلان الى تحديد ملامح ثابتة (للمشتري العربي) خاصة الـ70% منهم المندرجين تحت مظلة الشباب، كما حسم جدل بين عدة صحفيين حول تحديد قيمة الاعلان في الوطن العربي فأشار (شامي) الى ان السوق الإعلامية العربية لا تتجاوز ثلاثة مليارات دولار منها مليار دولار لا يمكن حسابه لأنه يأتي على شكل وسائل اعلانية ثابتة كلوحات الطرق.
من ناحية ثانية، ألمح سهيل عسكر (من شركة شاركوم للاعلان) الى ان ظروف سوق الاعلان حتمت نشوء تحالفات بين شركات الاعلان لشراء مساحات اعلانية في بداية كل سنة بأسعار مناسبة ثم اعادة بيعها على المعلنين، مؤكداً ان هذه السياسة ساعدت شركته وشركاءهم على استحواذ نسبة عالية من سوق الاعلان وانها اتت لان التاجر العربي يصرف في حالات كثيرة فقط 5% من تكلفة المادة اراد تسويقها كاعلان.
من جانب ثانٍ، سيطرت مفاهيم العلاقات الدولية والصراعات التجارية بين الغرب والشرق على غالبية اوراق المتحدثين، وكيفية تزايد اعتقاد الغرب بارهابية كل ما هو قادم من الشرق، كما اشتركت جميع اوراق العمل على انخفاض حظوظ سمعة العرب والمسلمين في أوروبا وامريكا نتيجة جملة أسباب منها محاولات يبذلها داعموا انتخابات الرئاسة في امريكا وأوروبا أثناء حملاتهم الاعلانية الانتخابية.
شهد مؤتمر آفاق الاعلان حضوراً جاداً يتميز بحرصه على الاصغاء، فيما انقض النصف الأول من اليوم الاول في مناقشة اوراق مفتوحة على آفاق (سياسية - اقتصادية) دون التعمق بشكل كافٍ الى صلب صناعة الاعلان واشكالات تعيق عمله عربياً وعالمياً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved