المدار الأول
رحمك الله أبا مزيد
الحميدي الحربي

انتقل إلى رحمة الله يوم الثلاثاء الماضي الشيخ ضيف الله بن مزيد أبو جزيلة أحد وجهاء بلدة دخنة.
وقد عمّر إلى أن تجاوز العقد التاسع من العمر.. عاش ضيف الله تقياً محباً للخير.. ذا رأي وبصيرة يُرجع إليه في كثير من الأمور ويجد لها الحل حتى ما هو في حساب المستعصي منها، وقد سُمِّي (السيس)؛ لأنه موفق في آرائه ويسعى دائماً إلى أيسر الحلول.
وكان ذا حجة؛ حيث يقدِّمه أهل البلدة في كل القضايا التي تخص مصلحة البلد إبان بدايات توطين البادية في أوائل رحلة التأسيس المباركة.
رحل ضيف الله.. وبقيت سيرته العطرة.. ولن يفقده القريبون منه فقط، بل كل مَن يعرفه سيبكي عليه، وأنا أول فاقديه؛ إذ كنتُ آخذ برأيه في أمور كثيرة، وأرجع إليه في تصحيح بعض الروايات، سواء ما يخص بلدة دخنة أو غيرها من البلدان وأهلها. ومع التسليم بقضاء الله وقدره واليقين بأن الموت نهاية كل حي أقول: رحمك الله أبا مزيد؛ فقد عشت كريم النفس، عف اللسان.. صائب الرأي.. لك مكانتك الكبيرة في مسيرة بلدتك.. وقلوب أهلها.. وها أنت ترحل تاركاً فراغاً كبيراً لن يملؤه من بعدك إلاَّ مَن يتمتع بمثل خصالك الحميدة.. نسأل الله لك الرحمة.. ولنا ولكل مَن آلمه فقدك جميل الصبر.. وحسن العزاء
فاصلة
(الذِّكْر الحسن حياة أخرى لصاحبه).
آخر الكلام
فيض من غيض: