Tuesday 16th March,200411492العددالثلاثاء 25 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يوم ثانٍ حافل لمؤتمر الإعلان بجدة يوم ثانٍ حافل لمؤتمر الإعلان بجدة
المؤتمر يتقبل دعوة لتفكيك الامبراطوريات التجارية السعودية
ليس من السهل صناعة (علامة تجارية) والمحافظة عليها تتطلب ركضاً يومياً

* جدة - خالد الفاضلي:
تأكد يوم أمس الاثنين في جدة استمرارية انطلاق مؤتمر آفاق الإعلان بقوة ناتجة عن جدية موضوعاته ومحاضراته إضافة إلى صلابة الحضور وتنوع المناقشات.
وكان صباح أمس بدأ بهجوم كاسح من خبير علاقات عامة وإعلان أمريكي دعا رجال الأعمال السعوديين للتخلي عن بناء امبراطوريات متعددة المهام والافرع، واقترح عليهم التركيز على (تخصص) واحد من أجل صناعة اسم تجاري له صيت وقيمة مالية وتجارية (براند يم) موضحاً أن التشعب يجلب التعب.
وكان (آل ريس) وهو رجل علاقات عامة وإعلان يحاضر يوم أمس على منصة مؤتمر آفاق الإعلان في جدة، مؤكداً أن اعتماد الشركات والمصانع على الحملات الإعلانية في البدء يعتبر (خطأً جسيماً) مطالباً إياهم بالاعتماد أولاً على شركات تهتم ببناء السمعة من خلال برامج (العلاقات العامة).
ويصر (آل ريس) على أن شركات العلاقات العامة هي الاختيار الأسلم لتدشين المنتج للأسواق، والتأكد من ولادته بطريقة سليمة، ثم يأتي دور صناعة الإعلان للحفاظ عليه، ومع ذلك لم ينزل (آل ريس) من منصة المؤتمر حتى كرر في عدة مرات على أن (شركات العلاقات العامة) هي القادرة على دفع المنتج إلى الأسواق بطريقة سليمة وصناعة اسم وصيت له ومشيراً إلى وجود عدة شركات حققت بلايين الدولارات أرباحاً اعتماداً على (شطارة) شركات العلاقات العامة أولاً.
وألمح (آل ريس) في المحاضرة الصباحية إلى أن أحد عيوب شركات الشرق الأوسط والسعودية (لهاثها) على الدخول إلى الأسواق بعدة منتجات والنتيجة دوماً أقل من أرباح شركات تدخل إلى السوق بمنتج واحد فقط، كما ضرب عدة أمثلة لشركات تدير منتجات متعددة الأسماء والأنواع لم تكسب مساحة في ذاكرة وتفكير المستهلك بالدرجة التي أصبح فيها أسماء منتجات محددة جزءاً من آلية تفكير المستهلك لأن الشركة المنتجة تفرغت تماماً لصناعة (منتج واسم واحد).
وكان أغرب جزء في أحاديث (آل ريس) قدرته على قول ومن على منصة مؤتمر آفاق الإعلان جملة لم يستقبلها منظمو المؤتمر بترحاب قوي عندما قال إن الإعلان يتداعى بينما العلاقات العامة تصعد.
ثم انهمر الحضور على (آل ريس) بأسئلة كانت كل إجاباتها تؤكد تمسكه بأن الإعلان صناعة تتداعى.
نزل (آل ريس) من منصة الخطابة والحوار مانحاً المنظمين والحاضرين عدة دقائق من الصمت قبل أن تكون لديهم شهية لقبول (توني رودز) كمتحدث ثانٍ تبعه سيمون ودوف كمتحدث ثالث وقدما ورقتين أولاهما عن (تجربة المنتج والتفاعل مع سمته في العالم العربي)أما الورقة الثانية كانت تؤكد على (أن بناء الماركة ليس شيئاً نفعله، ولكن حصيلة ما نفعله).
وكانت محاضرتا سيمون وتوني تدوران في خطوط موازية تقريباً لمحاضرة (ريس) إلى حين صعد إلى المنصة رجل إعلان لبناني (عبود شامي) له تاريخ طويل في فن الإعلان والعلاقات العامة وكذلك حديث طويل عريض يعارض في جزء منه انطباق رؤى (آل ريس) على الشرق الأوسط مؤكداً أن المستهلك العربي يحتاج إلى وصفة مختلفة.
يقول عبود شامي المستهلك العربي والسعودي تحديداً أصبح أكثر وعياً أو كما صاغها بلهجته اللبنانية (المستهلك السعودي صار عارف شو بده، وما فيك تلصق له أي شيء، يا عمي صار عنده معرفة وخيارات)، لكن عبود يصر بقوة على ان البرانديم يمتلك مواصفات الكائن الحي، يحتاج إلى تربية مع احتمالات تعرضه للمرض او الموت.
ويشدد شامي على أن استمرارية حياة (البرانديم) تعادل أهمية وضعه في القمة، مشيراً إلى أن أهم متطلبات خق (برانديم) يعتمد على قدرة شركة الإعلان والعلاقات العامة على (خلق شخصية مستقلة) لكل منتج مع الحفاظ عليه من السقوط ابداً.
وينظر عبود شامي في محاضرته إلى اعتبار الركض اليومي متطلباً مهماً للحفاظ على (البرانديم) قبل أن يسقط نتيجة ترحاب السوق بأسماء جديدة تنتزع جزءاً أو كل حصة الأسماء السابقة موضحاً أن المنافسة تعتمد على قدرة شركة الإعلان على تغيير آليات تفكير المستهلك من منتج إلى آخر، من خلال معرفة طريقة تفكيره وشعوره ثم معرفة طريقته في (الفعل) الشراء.
من ناحية ثانية، شغلت دعوة الخبير الأمريكي (آل ريس) دهاليز المؤتمر خاصة في جزئية دعوته رجال الأعمال السعوديين إلى تفكيك امبراطورياتهم المالية والتركيز على صناعة (برانديم) واحد من أجل تحقيق مكاسب تجارية ومالية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved