Tuesday 16th March,200411492العددالثلاثاء 25 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ابنتي مازالت صغيرة ابنتي مازالت صغيرة
عبداللطيف بن إبراهيم آل عضية / بريدة

ابنتي مازالت صغيرة لذا لابد أن نلبي طلباتها حتى لا تنشأ محطمة مكسورة الخاطر فلابد أن ندعها تشتري ما تريد ونعطيها من المال ما تشتهي ونذهب بها للتسوق متى ما أرادت بل لابد أن نعطيها الحرية بكل ما تعني هذه الكلمة فابنتي مازالت صغيرة.
هذا هو حديث إحدى الأمهات وهي تخاطب زوجها بشأن ابنتها زينب صاحبة الأربعة عشر ربيعاً التي تزعم (هذه الأم) ان ابنتها صغيرة. أ.هـ .
هكذا هو حال كثير من الأمهات اليوم.. بسبب هذا التعامل فسد كثير من أخلاق وسلوكيات فتياتنا في حياتهن اليومية.. وعنئذ نشأ جيل من الفتيات لا يعرفن من حياتهن إلا النوم والدعة وعدم أخذ الأمور بجدية .. فإذا قال الزوج لزوجته:(إنه بسبب تدليعك الزايد للبنت ضاعت وفسدت) ردت الزوجة قائلة: بل بسبب قسوتك وإهمالك لمشاعرها ضاعت البنت.
عند هذا اصبحت البنت ضحية تفريط أمها ومغالاة وشدة والدها وإن التربية الصحيحة والقائمة على التعاليم النبوية ترشدنا وتحثنا على ألا يكون إفراط ولا تفريط بمعنى أن يقوم الزوجان على تربية الأولاد والاهتمام بهم منذ الصغر نحو الاستقامة والهداية وإن الترفيه للأولاد مطلب لا غنى عنه إذا كان فيه مراعاة لتعاليم الدين وبعداً عن ما يسخط الله واللهو الحرام وإن الله سبحانه قد أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث وإن أعظم تربية سعدت بها البشرية هي التربية على القرآن والسنة علماً وتعلماً ومن ثم طريقة تربية نساء الصحابة والسلف الصالح لأولادهم وإننا والأمهات بحاجة شديدة أن نربي أولادنا على سيرة هؤلاء الفضلاء وأن نتقيد بالتعاليم الإسلامية رعاية وعناية وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .. الحديث).والرعاية من معانيها الاهتمام بمسؤولية تربية الأولاد كما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم من أمته.
ولم تفسد أخلاق الاولاد إلا لما قصرنا بالتربية الصحيحة بل تعمدنا إهمالهم وتركنا الأهواء تبعثرهم وتنفرد بهم شياطين الجن والأنس، ولم تظهر لنا صور العقوق وعصيان الوالدين وتمرد كثير من الأبناء على الأخلاق إلا بعد التقصير والتهاون بالتربية أو التربية الهشة التي تلعب بها الرياح كيف ما شاءت.
وقد ظهرت كثير من حالات الطلاق للمتزوجين الجدد. ويرجح بعض الأزواج سبب كثرة الطلاق لعدم كفاءة الزوجات في كيفية التعامل مع متغيرات الحياة. حيث نُشئن على الإهمال من قبل الأولياء وبعد الزواج تتفاجأ الفتاة بالحقيقة وهي أن التربية السابقة كانت مجرد خداع وسراب جرى بحقهن ولم يدر بخلد واحدة من هذه الفتيات أنهن سيصبحن يوما ما ربات بيوت فيه مجموعة أعضاء زوج وابناء بل كانت اقصى ما تفكر فيه هو فستانها وتنورتها والتسوق بالأسواق وهكذا مجموعة من الترهات والتفاهات التي انقضى عمرها بلا فائدة.. إذا ومن خلال هذه الأسطر يتبين لنا ضرورة الجدية بالتربية وتكاتف كل من الزوج والزوجة في ذلك مع الأخذ بالعزيمة الصادقة والدعاء لهم والصبر على تربيتهم، وكذلك نختار لهم مثلاً الكتب العلمية المفيدة ونحذرهم من ضد ذلك. ونشجعهم على حفظ القرآن ودراسة السنة ونساعدهم على حسن اختيار الاصدقاء الصالحين وغير ذلك من النصائح والارشادات المستمرة.
ونحاول أن نشاركهم في حل مشاكلهم وإزالة كل العقبات أمام مستقبلهم بل نجعلهم أصدقاء لنا ونحسسهم في ذلك مع صنع الثقة فيهم من غير إهمال. فالأولاد أمانة في أعناق آبائهم فقد روى الصحابي معقل بن يسار رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) أخرجه مسلم.. وهذا جزاء من يهمل تربية أبنائه انه يحرم من دخول الجنة عياذا بالله من الخسران.
وإن اعظم غش في حق الأبناء هو الإهمال في تربيتهم وعدم النصح لهم في حياتهم وأنه يجب تحذيرهم من الضار وارشادهم للنافع في الدنيا والآخرة.
والمسلم في هذه الحياة مطالب أن يقوم بما أمره الله وذلك بجميع شرائع الدين التي من أعظمها تربية النشء على طاعة الله ومرضاته وإن لنا في تاريخ أمتنا المجيد بطولات وسيراً عظيمة سارت بأخبارهم الركبان التي نسأل الله أن يكون أبناؤنا يحذون حذوهم ويقتفون آثارهم.
وأن يهدي الأبناء وأن يصلح الضال منهم وأن يعيننا وجميع المسلمين على تربية الأبناء والقيام بهذه المسؤولية على خير وجه.
كما نسأله أن يحفظنا وأبنائنا من جميع المنكرات والآثام وأن يحفظهم بالإسلام وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved