Thursday 18th March,200411494العددالخميس 27 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الكراهية تتصاعد ضد الاجانب... مغربي في إسبانيا: الكراهية تتصاعد ضد الاجانب... مغربي في إسبانيا:
لم أعد أجرؤ على الخروج لوحدي والبعض بات يفكر في العودة

  * مدريد - د ب أ:
المهاجر المغربي أسامة العمراتي (23 عاما) كان يتوق إلى اليوم الذي يجمعه مع خطيبته الاسبانية بيا في عش الزوجية، وقال لها في رسالة عبر الهاتف المحمول (عزيزتي.. أنت حياتي. سأراك غدا). ولاقى أسامة حتفه بعد قليل من توجيه هذه الرسالة حيث كان ضمن 201 قتيلا في منطقة مدريد عندما راحوا ضحية عشرة انفجارات نفذها من يشتبه بأنهم مغاربة متطرفون في أربعة من قطارات الركاب في أكبر هجوم إرهابي تشهده إسبانيا.
كما أسفرت الهجمات عن إصابة 1500 شخص بجروح وحطمت حياة الكثيرين من الأسر والافراد. تقول بيا: أسامة وأنا كنا دائما معا. أغمض عينيّ وأتخيل انه موجود هناك خلفي. ولا تحظى مثل هذه القصص كحكاية أسامة وبيا بالاهتمام مع تصاعد الغضب ضد المغاربة والمسلمين عامة في إسبانيا الذين أصبحوا معرضين للاهانات العنصرية بشكل متزايد.
ويقول رجل يدعى عبد السيد في ضاحية لابابيس بمدريد التي يعيش فيها عديد من المهاجرين من جنسيات مختلفة: (لم أعد أجرؤ على السير بمفردي في الشارع). واعتقل ثلاثة مغاربة في لابابيس في أعقاب الهجمات التي وقعت يوم الخميس الماضي يعتقد أن أحدهم ينتمي لجماعة متطرفة لها صلة بتنظيم القاعدة وأنه شارك في الهجمات بصورة مباشرة،كما تعرفت الشرطة أيضا على خمسة مغاربة آخرين يشتبه في ضلوعهم في الهجمات.
ويقول حسن (36 عاما) الاسباني الجنسية المغربي المولد (الناس ينظرون إلينا بصورة سيئة كما لو أننا الذين فعلناها (التفجيرات).
كما يشكو كثيرون من المغاربة من تعرضهم للاهانات، وقال أحد المغاربة إن الشرطة تبحث عنه بلا سبب، وفي المسجد الكبير في مدريد حث الامام منير محمود المصري أكثر من 500 ألف مسلم في إسبانيا معظمهم من المغاربة على إلتزام الهدوء وإظهار روح الاسلام الحقيقية التي تعارض الارهاب تماما، ويعيش في مدريد 24 ألف مغربي من بين 600 ألف أجنبي يقيمون فيها، وحذرت الحكومة المغربية ومنظمة (إس. أو. إس راسيزمو) لمكافحة العنصرية من أن موجة كراهية للاجانب قد تنتشر في إسبانيا، ويخشى المغاربة على حياتهم عندما يتذكرون أعمال الشغب في بلدة (إل إيجيدو) الزراعية التي طارد سكانها المهاجرين من دول شمال أفريقيا عقب اتهام أحد المهاجرين بقتل سيدة عام 2000 مما أثار اضطرابات أصيب خلالها نحو 80 شخص بجروح.
وقال صاحب متجر مغربي في لابابيس في انفجارات مدريد :كان الضحايا من أهلنا أيضا نحن نعيش هنا ونشارك الاسبان في كل شيء.. الخير والشر.. القتلى قتلانا أيضا فكيف يستطيع الناس الآن أن يعتقدوا أننا نحن القتلة.. هذا أمر مرعب، ولم يكن أسامة العمراتي المغربي الوحيد بين القتلى والجرحى.
وأدانت المنظمات الاسلامية في إسبانيا الهجمات وشارك كثيرون من المغاربة في المسيرات الحاشدة في أنحاء البلاد لاعلان الرفض للارهاب والتي شارك فيها نحو 11 مليون شخص، وللاسبان علاقة معقدة بالمغاربة الذين يطلقون عليهم اسم (موروس) أي المور وهم العرب المسلمون الذين عاشوا في إسبانيا طوال 800 عام، وكانت إسبانيا في العصر الذي عاش فيها المور منارة للثقافة في أوروبا خلال العصور الوسطى وتذكر بأنها كانت مكانا للتسامح عاش فيه المسلمون والمسيحيون واليهود معا في سلام معظم تلك الفترة، ثم طرد الملك فرديناند والملكة إيزابيلا الكاثوليكيين المور من البلاد عام 1492 من إسبانيا وتحولت المساجد فيها إلى كنائس وتعرض ماضي المسلمين في إسبانيا لمحاولات لطمسه، واليوم عندما يرتكب المهاجرون من شمال أفريقيا أي جرائم أو يشاركون في سلوك آخر غير مقبول تتحول المشاعر القديمة المعادية للمغاربة بسهولة إلى ظلم عام عندما ينتقد الناس (المغاربة الاسبان)، وتظهر على جدران محطة أتوشا للقطارات في مدريد حيث تعرض قطاران للتفجير عبارات تسب المغاربة، وتصرخ إحدى السيدات خلال مسيرة صغيرة معارضة للارهاب في مدريد في عطلة نهاية الاسبوع :(المغاربة هم الذين فعلوا ذلك)، وترد سيدة مغربية شابة شاركت في المسيرة عليها قائلة: (لا يا سيدتي نحن مثلكم.. نحن في المأساة معا)، ويفكر بعض المغاربة الاسبان في العودة إلى بلادهم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved