Saturday 20th March,200411496العددالسبت 29 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
شهاب الحرب..!! ( 6 )
عبدالفتاح أبو مدين

ويروي المؤرخون أن الحجاج تلا قول الحق في سورة (التوبة) فلحن في قوله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ} إلخ: آية - 24 -، وقد نطق خبركان الذي في بدء الآية - مرفوعاً - ومحله النصب.. قد لا يلحن الحجاج في العربية، غير أنه يخطىء كغيره من البشر.. وذكر جواد علي صاحب كتاب تاريخ العرب قبل الإسلام أن الناس (جعلوه أحياناً أفصح العرب وممن لم يلحن في حياته في جد ولا في هزل)!!
ونقل كاتبنا في ص (55) قول الشعبي فيما كتب إلى الحجاج: (والله لأعذرنَّك وأنت والي العراقين وابن عظيم القريتين (المرجع) العقد الفريد)، والحجاج ليس ابنُ عظيم القريتين، وهذا من الخلط السائر والسائد، وكتاب (العقد الفريد)، والحجاج ليس ابنُ عظيم القريتين، وهذا من الخلط السائر والسائد، وكتاب (العقد الفريد)، ليس مرجعاً، ولكنه يحتوي أخلاطاً شتى.. والمقصود بعظيم القريتين قول القائلين، الذي ساقه الكتاب العزيز عن الذين لم يُرضهم اختيار محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم رسولاً للرسالة الخاتمة، قال الله تعالى في سورة - الزخرف - : {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} ورد عليهم الحق: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ}..!!
ويذكر الكاتب أن الحجاج - قد مدحه كثير من شعراء عصره - أقول إن هذه الحال لا يُعتدّ بها، فالمديح سلعة عند كثيرٍ من الشعراء وغيرهم، وتلك بضاعة مُزجاة كما يقال، فالمديح كثير لصاحب الجاه والمال والمُعطي، لكن الشاعر الذي يحترم لسانه لا يمدح الرجل إلا بما فيه، كما وصف الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه زهير بن أبي سلمى..!
وعن أعمال الحجاج في الإصلاح والإعمار والتنظيم والاقتصاد وسك النقود.. إلخ، فهذا واجب كل فاتح مصلح، وقد سبق الحجاج ابنُ الخطاب رضي الله عنه حين تولّى الخلافة في بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم، صنع الكثير من المشروعات والتنظيم والإصلاحات والتشريعات، والمجال لا يسمح بسردها، وقد أوصى عمّاله والفاتحين بمثل ما صنع، ذلك أن هذه الأعمال أمانة القادة والأمراء المصلحين وواجباتهم الأساسية..!!
وقرأت في ص (59)، أن النقود التي أمر الحجاج بسكها كتب على وجه منها باللغة العربية: (الله أحد الله الصمد)، وعلى الوجه الآخر: (اسم الله ورسوله)، ثم إن الناس كرهوا ذلك فقام بتعديل ضربها بذكر الله ورسوله على وجه، وعلى الوجه الآخر - اسم الخليفة وتاريخ الضرب).. ولعلّي أتساءل من الذي أجاز ذلك؟!. والحجاج يعلم تقديس آيات الكتاب العزيز وقيمتها الدينية.!! لكنها أخطاء يقع فيها البشر حاكم ومحكوم..!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved