أطفئوا نيران القامشلي وغزة

معظم النار من مستصغر الشرر, وهذا ما يتخوف منه كل العرب وهو ما يجري الإعداد له في سوريا وفلسطين.
في سوريا وبعد عقود طويلة من الوئام للنسيج الاجتماعي السوري تحصل أحداث ذات طابع عرقي بعد اشتباكات بين العرب والأكراد في قضاء القامشلي.
هذه الاشتباكات رغم محدوديتها وقدرة السلطات السورية على تطويقها ومعالجتها إلا أنها تحمل مؤشرات ليست فقط حول الوضع الانثربولوجي في سورية, بل يتعدى ذلك إلى موضوع هام وحاسم وإستراتيجي ألا وهو موضوع الوحدة الوطنية المرتبط وبقوة بوجدان ومصالح جميع السوريين الذين يعون تماماً حجم الضغوط السياسية الحادة التي تتعرض لها بلادهم والتي قد تكون أحداث القامشلي جزءا منها. ومدخلاً لإشغال سورية عن دورها القومي لإنجاز رؤوية قيادتها الشابة بإحداث إصلاح وتحديث سياسي واقتصادي لتحقيق نقلة نوعية في عملية التنمية والتوافق مع ما يشهده العالم من متغيرات.
اما في فلسطين وبالذات في غزة. فإن أحداث العدوان العسكري والاشتباك الذي حدث نهاية الأسبوع الماضي بين مجموعة من عناصر الأمن الوقائي ومقاتلي حركة حماس في ميدان السرايا وسط مدينة غزة, يعد مؤشرا خطيرا, وشرارة يجب إخمادها واحتواء آثارها بسرعة قبل أن يمتد الاشتعال ليثير الاقتتال بين الفلسطينيين أنفسهم, وهو بالضبط ما تريده قوات الاحتلال الإسرائيلية والقوى الصهيونية التي تراهن عليه بتوجيه السلاح الفلسطيني إلى صدور الفلسطينيين, وتخلق قطيعة وتطاحنا بين أبناء القضية العادلة الواحدة. وهو ما يضعف الصف الفلسطيني ويجعله عاجزاً عن مواجهة الجرائم الإسرائيلية المتواصلة ضد هذا الشعب الصامد.