بالأمس قطعت روسيا علاقاتها الدبلوماسية مع دولة العدو الإسرائيلي مدلة بذلك على السائرين في ركبها من العرب المخدوعين وغير المخدوعين ومستغلة مثل هذا التصرف الظاهر لتثبيت أقدامها في الأراضي العربية والمناطق الاستراتيجية في الشرق الأوسط أما المشاعر الحقيقية فلم تتحول عن إسرائيل وليدة الشيوعية العالمية وصنوها وربيبتها فقد بقي الحفاظ على التوازن بين القوى ذريعة العملاقين الكبيرين السوفيتي والأمريكي على حد سواء والعرب سادرون يتخبطون يسيئون الظن في هذا تارة ويمجدون ذلك في آخر.
بيد أن اللعبة المكشوفة لم تنطل على أحد فسرعان ما أسفر الاتحاد السوفيتي عن خيبة نفسه حينما بدأت أفواج النازحين من اليهود الروس تغادر الستار الحديدي إلى أرض الميعاد لتنضم إلى طوابير العسكريين والعلماء والخبراء الذين جاؤوا من بلدان أوروبا وأمريكا لينهضوا بالدولة اليهودية الغاصبة ويساهموا في تركيز دعائمها وتحقيق أطماعها التوسعية على حساب الشعب العربي المسلم.
ثم جاءت المحاولات الأخيرة بعد أن اطمأن أعداء العرب جميعاً إلى ركود قضيتهم منذ حرب 1967م واستمرار الحرب النفسية وتنامي دوافع الفرقة بين بعض الحكومات العربية نتيجة التشبث بالمد الثوري والتبعية الماركسية والانحراف اليساري.. فعاد الاتحاد السوفياتي إلى مد يده إلى حليفته إسرائيل كما أعلنت ذلك وكالات الانباء العالمية والصحافة اليهودية والأمريكية بشأن المحادثات الجارية في هلسنكي بقصد إعادة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وروسيا ابتداء من اجتماع رئيسة وزراء العدو اثناء زيارتها الأخيرة لفنلندا بممثلي حكومة الاتحاد السوفياتي هناك, ورغم أن الاتحاد السوفياتي نفى ذلك علناً إلا أن الصحافة الإسرائيلية ذاتها أكدت استمرار الاتصالات بين الجانبين تمهيداً لاستئناف العلاقات الدبلوماسية هذا بالنسبة للتعاون الشيوعي الصهيوني ضد العرب والمسلمين, أما بشأن النزاع الهندي الباكستاني في أزمة الحركة الانفصالية الاخيرة التي قامت في اقليم باكستان الشرقي وما تصدت له حكومة الهند من اتخاذها الموقف المعادي المكشوف لباكستان الشقيقة المسلمة الكبرى خاصة والمسلمين عامة بتأييدها وتدعيمها السافر للمتمردين الانفصاليين.. فان دولة العدو الإسرائيلي الحاقدة على العرب والمسلمين أمة وعقيدة ما لبثت أن جاهرت رغم تلكئها الخبيث وصمتها الماكر عن تضامنها مع خصوم الاسلام حينما وجه ناطق رسمي يهودي النقد العنيف إلى رئيس جمهورية باكستان السيد يحيى خان وتباكت على شعب (بنغلاديش) الذي يلاقي العوز والحرمان على حد زعم الناطق, كما عرضت إسرائيل على لسان وزير خارجيتها في الكنيست ارسال ادوية وخبراء إلى الهند بدعوى اغاثة لاجئي باكستان الشرقية وأضاف يقول: ان الهند اعربت عن ترحيبها بهذا العرض.
أبعد هذا من دليل على التجمع الالحادي المعادي للإسلام والمسلمين وان الكفر ملة واحدة تتمثل في هذا الترابط بين الشيوعية والصهيونية والهندوكية؟!
|
