Sunday 21st March,200411497العددالأحد 30 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ما الثمن الذي ستحصل عليه إسرائيل مقابل انسحابها الأحادي الجانب؟! ما الثمن الذي ستحصل عليه إسرائيل مقابل انسحابها الأحادي الجانب؟!
شارون يأمل باعتراف الأمريكان بحق إسرائيل في الدخول إلى قطاع غزة ومطاردة المقاومة

* فلسطين المحتلة - مكتب الجزيرة:
قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، عقد جلسة مع وزراء حزبه (الليكود)، اليوم (الأحد)، من أجل مناقشة خطته السياسية التي تنصّ على الانسحاب من قطاع غزة بصورة أحادية الجانب..
وجاء قرار شارون في ظل الانتقادات المتزايدة الموجهة إليه من داخل الحزب، وذلك بسبب عرضه خطة الانفصال على جهات أجنبية قبل إطلاع الحكومة عليها..
ويتوقع الوزراء من حزب الليكود الحاكم أن يستمعوا إلى تفاصيل خطة الانفصال الأحادي الجانب، التي تقضي بانسحاب إسرائيل من مستوطنات قطاع غزة..وحسب المصادر المقربة من مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية: يسعى شارون من ناحيته إلى التشاور مع وزراء حكومته قبل توجهه إلى الولايات المتحدة، حيث سيطلع الرئيس الأمريكي جورج بوش على تفاصيل الخطة..
ويقول الوزراء الإسرائيليون المعارضون لخطة الانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة: السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الانعكاسات التي ستترتب على الانسحاب الإسرائيلي؟.. نحن لا نعتقد أنها ستؤدي إلى تفوق إسرائيل سياسيًا أو أمنيًا..في المقابل يقول المؤيدون لخطة الانفصال والانسحاب من غزة: إنه بسبب التفكير في مصلحة إسرائيل، سنضطر إلى التنازل عن مناطق لم نعتقد في السابق أننا سنضطر إلى التنازل عنها.. وفي هذا السياق، تبدي مصادر في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية اقتناعها التام بأن الوزراء الذين يميلون إلى رفض الخطة سيؤيدونها في نهاية الأمر.. كونهم سيضطرون، إن عاجلاً أو آجلاً، إلى تأييدها، لأن رئيس الحكومة سيتخذ في إطارها خطوة سياسية تاريخية.. وباستثناء أشخاص فرادى، لا يمكن لأحد أن يبقى في الخلف..وتقدر مصادر في ديوان شارون: ان الثمن الذي ستحصل عليه إسرائيل من الولايات المتحدة مقابل انسحابها الأحادي الجانب من قطاع غزة سيحسم الموضوع، حيث تأمل الأوساط المقربة من شارون في أن يعترف مستشارو الرئيس الأمريكي بحق إسرائيل في دخول قطاع غزة لدى مطاردة القنابل الموقوتة (مصطلح تطلقه اسرائيل على رجال المقاومة)، كذلك تأمل الأوساط المقربة من شارون أن تقوم الولايات المتحدة بتليين موقفها المعارض لمسار الجدار الفاصل، الذي يتسبب في موبقات ومآسٍ إنسانية للفلسطينيين، وكذلك اعتراف واشنطن بضرورة تعزيز تواجد الكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية..
وكان الكنيست الإسرائيلي أقرّ بفارق صوت واحد، مساء (الاثنين) الماضي، الموافق 15 - 3 - 2004، البيان الذي أدلى به رئيس الحكومة الإسرائيلي، أريئيل شارون، بشأن خطة الانفصال.. وصوت (46 عضو كنيست) إلى جانب البيان، فيما عارضه (45 عضوا)..وفي هذا السياق، قدرت مصادر رفيعة في الجيش الإسرائيلي، أن الانسحاب من قطاع غزة، في إطار ما يسمى خطة فك الارتباط، سينتهي بعد عام ونصف عام فقط..ونقلت الإذاعة الإسرائيلية، صباح الخميس الماضي، عن مصادر رسمية إسرائيلية قولها: ان الضباط العسكريين قدروا خلال مداولات أجراها الجيش حول الخطة، أن الإجراءات المطلوب اتخاذها تمهيدا لتطبيق الخطة قد تستغرق عدة أشهر، منها على سبيل المثال، ضرورة مصادقة الحكومة والكنيست على الخطة ذاتها، وهي مسألة يبدو أنها ستستغرق فترة طويلة في ضوء ما يواجهه شارون من معارضة داخلية في ائتلافه الحكومي..إضافة إلى ذلك تتوقع الشخصيات العسكرية أن لا يتم تطبيق الخطة قبل انتهاء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مسألة كانت طلبتها واشنطن من شارون، خلال أحد اللقاءات التي عقدها مدير مكتبه دوف فايسغلاس في واشنطن.كما يقدر العسكريون في إسرائيل أن المفاوضات مع المستوطنين واخلاء المستوطنات والمواقع العسكرية سيستغرق فترة زمنية طويلة نسبيا. وكان شارون قد عقد الأربعاء الماضي الموافق 17 - 3 - 2004 جلسة مشاورات موسعة مع قادة الجيش والأجهزة الأمنية، تبنى في نهايتها الاقتراح الذي قدمه وزير الأمن، شاؤول موفاز، القاضي بالانسحاب الكامل من قطاع غزة، باستثناء محور فيلادلفي الفاصل بين مصر وفلسطين..
كما توصي الخطة التي أعدها موفاز، بناء على مشاورات أمنية أجراها مع كبار المسؤولين، بتنفيذ انسحاب صغير من بعض المستوطنات المعزولة في الضفة الغربية.. إلا انه لم يتم الاتفاق النهائي حول حجم الانسحاب من الضفة..
وقال مصدر إسرائيلي رفيع: إن مدير مكتب رئيس الحكومة، المحامي دوف فايسغلاس سيغادر إسرائيل، يوم الأحد المقبل (غدا)، متوجهاً إلى واشنطن لاطلاع المسؤولين على الخطة التي تم تبنيها تمهيدا لنيل التأييد الأمريكي لها، وبالتالي تمكين شارون من عرض الصورة الكاملة أمام الوزراء وعرض الخطة للمصادقة عليها في الحكومة والكنيست الإسرائيلي..على الصعيد ذاته، غادر وزير الخارجية الإسرائيلي، سيلفان شالوم، الخميس الماضي، متوجها إلي واشنطن، لإجراء لقاءات مع نظيره كولين باول ومستشارة الرئيس لشؤون الأمن القومي، كوندوليسا رايس، ونائب الرئيس ديك تشيني..ومن المتوقع أن يناقش شالوم خطة فك الارتباط، مع المسؤولين، في إطار المساعي إلى تسويقها في العالم قبل لقاء القمة المرتقب بين بوش وشارون.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved