حجب صورة المأساة في العراق

تزامن مقتل الصحفيين العراقيين مع الذكرى الأولى لاحتلال وطنهما يعيد التنبيه للمدى البعيد الذي تردت إليه الأوضاع في العراق في ظل الاحتلال، والهواجس التي باتت تمسك بتلابيب القوات المحتلة لتتصف بالسلوك المنفلت بدلاً من الانضباط الذي ينبغي أن يتحلى به أفراد جيش أكبر قوة عسكرية في العالم.
وللمأساة العراقية الكبرى بما فيها مأساة الصحافة أوجه عدة، فحادثة مقتل الصحافيين تعكس المأزق الكبير الذي أصبحت فيه القوة المحتلة، ويبدو أن هناك محاولات مضنية لهذه القوات لحجب حقيقة ما يحدث عن الرأي العام العالمي، الذي يبدي بصورة عامة تبرماً من هذه الحرب.
المأزق الذي يتردى فيه الاحتلال يظهر من جانب آخر في تفكك التحالف الدولي واختلال وضعه خاصة بعد إعلان الحكم الجديد في إسبانيا عزمه على سحب قواته إذا لم تتول الأمم المتحدة المسؤولية في العراق.
وهناك إشارات مماثلة من بولندا بينما بدت كوريا غير مهتمة بإرسال مئات الجنود الذين كانت وعدت بإرسالهم إلى العراق.
هذه التطورات تنعكس على الولايات المتحدة وجنودها المرعوبين في العراق الذين ينطلق رصاصهم أحياناً بصورة عشوائية ليحصد أرواح الأبرياء بينما ينطلق مرات ومرات بصورة متعمدة لإسكات الأصوات التي يمكن أن تنقل فظاعة المأساة إلى الرأي العام الدولي فيزداد طوق العزلة الدولية على الاحتلال.