Sunday 21st March,200411497العددالأحد 30 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شباب في عمر الزهور نفقدهم.. لماذا ؟ شباب في عمر الزهور نفقدهم.. لماذا ؟
عبدالرحمن علي الشدوخي - بريدة

إن المتتبع والمهتم لأحوالنا يلمس بوضوح شديد قضية كبيرة جداً الا وهي فقد اعداد كبيرة ومهولة من أبناء هذا الوطن بسبب الحوادث المرورية.. فنحن نفقد آلاف الأرواح وخصوصاً الشباب الذين كان من الممكن أن يستفيد منهم الوطن وتعتز بهم الأمة.. فمن المؤسف أن المملكة العربية السعودية تتصدر دول العالم في نسبة الحوادث وإزهاق الأرواح من جرائها.. كم فقدنا من إخوان أو أقارب أو أصحاب؟ وكم سنفقد؟ فلا تكاد تسافر في طريق إلا وتجد حادثاً مأساوياً فأصبحت لدينا رؤية الجثث الملقاة على جوانب الطرق امراً عادياً ومألوفا! إنه لمؤسف جداً أن تصل الحال بنا إلى هذه الدرجة.. شباب في عمر الزهور نفقدهم ! شباب كان يجب أن يكونوا اللبنة الأساسية في بناء هذا الوطن وانتهت بهم الحال إلى القبور أو إلى أروقة المستشفيات كعاجزين يرأف المرء بحالهم.. ماذا كانوا وكيف انتهوا؟ أحلام عظيمة وطموحات كبيرة انهارت في لحظة واحدة.. والخاسر الأكبر وطن مصير شبابه إلى الموت أو العجز.. مصير من يضاهي بهم الأمم إلى الفناء والدمار! كم فقدنا من طبيب ومهندس ومعلم وفرد ناجح وغيرهم كثير وكثير وإذا أردنا أن نبحث عن الأسباب المؤدية إلى الحوادث نجد أنه يقف على هرمها الحيوانات السائبة وحقيقة لا أعرف هل وصل الاستهتار بأرواح الأبرياء إلى هذه الدرجة عند بعض من يملكون هذه الحيوانات؟
ألا يعرفون أنهم مسؤولون أمام الله تعالى يوم القيامة عما يملكون؟ فلو أنهم أفلتوا من عقاب الدنيا هل سيفلتون من عقاب الآخرة؟ إذا أفلتوا من عين الرقيب هل يفلتون من عين المولى عز وجل؟ ويا ترى هل كان خطأهم أم خطأ العقوبات التي لم تكن رادعة بما يكفي لحجم هؤلاء عن استهتارهم بأرواح الناس وفلذات أكبادهم؟
فلو كانت العقوبات بحجم خطأهم ما تجرأوا على ترك حيواناتهم تزهق الأرواح وتعيث في الأرض فساداً.. أوجه ندائي إلى إخواني المسؤولين بأن ينظروا إلى العقوبات الموضوعة لمن وجدت حيواناته سائبة فالثمن كبير.. كبير بكبر هذا الوطن.. الثمن أخي وأخوك ابني وابنك.. صديقي وصديقك. إلى متى.. بالأمس فقدت قريباً واليوم قد أفقد صديقاً.. ولا أعرف ماذا سأفقد غداً؟ وإنني هنا أتقدم إلى مقام سمو وزير الداخلية باقتراح وهو إلزام أصحاب الجمال بأن يضعوا شريطاً فوسفوريا على جمالهم بحيث تساعد السائقين على رؤيتها في الليل عسى أن يسهم ذلك بالحد من خسارتنا الوطنية الكبرى وهو ابن الوطن الغالي الذي كثيراً ما ذهب ضحية هذه الجمال في الليل حيث تزحف على الطرق ليلاً لتغتال فينا أعز ما نملك وأحب ما نملك.. وكلي أمل أن ينظر سمو وزير الداخلية باقتراحي نظرة العطف وهو المعروف عنه حرصه على سلامة المواطن وأمنه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved