Sunday 21st March,200411497العددالأحد 30 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

السعادة لا تأتي إلا بإسعادنا مَنْ نحب السعادة لا تأتي إلا بإسعادنا مَنْ نحب
عبدالله بن محمد الحميضي - وزارة الصحة

لا ننكر أن السعادة في الدنيا لا تكمل.. ولكنها تتكامل بإيماننا بوجود الله - سبحانه وتعالى - رب العباد القدير على الحساب ولا يعلو صوت على صوته - جل وعلا - صوت الحق رغم القدرة على الظلم. حيث لا يمنعه عنه إلا صفات اتصف بها، ومنها: الرحمة والعدل، ولكن البشر أهل القدرة المحدودة والممنوحة لهم من رب العباد، يتناسون أنهم لن يستطيعوا أن يصلوا إلى قمة السعادة، دون عون من الله - تعالت قدرته - كما أنهم قد يتناسون أن هذه الدنيا فانية، ودار الآخرة هي البقاء الحقيقي، البقاء الدائم. فالواجب علينا حينما نطرق باب السعادة أن نضع في الاعتبار أنها لن تأتي إلا بالتسامح، ومثال ذلك: لو أن رجلاً وامرأة تشاجرا كزوجين متحابين شجاراً عاديا فإن كانت الوسيلة للتسامح فيما شجر بينهما أن يتذكر كل منهما محاسنه هو، ومساوئ الطرف الآخر.. فهيهات هيهات أن يعود الوئام والمحبة وسينقلب هذا الحب إلى عداوة وسيكون المنزل حلبة مصارعة. أما إذا كانت الطريقة للوصول إلى السعادة هي الإحساس بالتقصير في إسعاد الغير، ولا أقصد هنا جلد الذات، وإنما أن نشرك الغير معنا فيها بمحاولة اسعاد الغير أولا. وبداية ذلك في تأسيس سجلين في ذاكرتنا كأفراد، أحدهما نحصر فيه محاسن الغير والثاني نحصر فيه مساوئنا، وهنا سنرى الحقيقة التي أوجدت الشجار او البغضاء.
إن من يتخذ الرسل والأنبياء - عليهم السلام - له قدوة في التعامل مع الآخرين سيشعر بالاطمئنان والرضا بما رزقه الله وسيلتزم بالعدل والقسط، وسيكون قدوة طيبة لأبنائه ولبنة متينة ثابتة في بناء الترابط وجعل أبنائه أفضل من غيرهم، ولن يخاف عليهم من الزمن وانحرافاته، فكل ما جاء به السابقون والحاليون وما سيأتي به أيضاً القادمون في عالم السعادة، لم ولن يأتوا بجديد ولا أفضل مما جاء في سيرة الرسل والأنبياء - عليهم السلام - فهي أساس يصلح لكل مكان وزمان. وبالتسامح نزود أبناءنا بالتغلب على النفس الأمارة بالسوء أثناء نموهم، وإن لم نتسامح سنورث أبناء كالأنعام السائمة. ان العلاقة القوية بين الأخلاق والعبادات هدفها وغايتها السمو الخلقي بالمسلم وأهم هذه العبادات الصلاة لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي فقد بين لنا - سبحانه وتعالى - شروط قبوله لصلاتنا التواضع لعظمته وألا نستطيل بها على خلقه ولا نبيت مصرين على معصية وان نقطع نهارنا في ذكره - جلا وعلا - وأن نرحم المسكين وابن السبيل والأرملة والمصاب فقد بشرنا - رب العزة والجلال - بأن من فعل ذلك سيكون نوره كنور الشمس وسيكلأه بعزته ويستحفظه بملائكته وسيجعل له في الظلمة نوراً وفي الجهالة حلما وسيجعله في خلقه - تفضيلاً - كمثل الفردوس في الجنة.
فعندما سئلت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها وأرضاها - عن خلق النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو أفضل الأنبياء قالت (كان خلقه القرآن).
وعلينا أن ندرك أن القيام بما علينا من واجب أخلاقي، لا يكتمل بعمل يسير فطريق السعادة ليس مفروشا بالورود، بل بترسيخ التعاون والتكامل بيننا وبين من نحب ،فالسبيل الصحيح لسعادتنا هو سعينا لاسعاد الغير وبسعادتهم بنا نسعد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved