Tuesday 23rd March,200411499العددالثلاثاء 2 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

« الجزيرة » تعرض أهم الحوارات التي أجرتها مع الشيخ الراحل أحمد ياسين: « الجزيرة » تعرض أهم الحوارات التي أجرتها مع الشيخ الراحل أحمد ياسين:
لا نشعر بالخوف على حياتنا ولا نخاف من التهديد بالموت
لو كنا نجاهد من أجل أنفسنا لرفعنا الرايات البيضاء

  * غزة - بلال أبو دقة:
لن نستسلم للضغوط الصهيونية؛ ندعو إلى مواصلة الجهاد والمقاومة ضد العدو الإسرائيلي؛ نحن لا نشعر بالخوف على حياتنا، لقد حاولوا اغتيالي في السابق، أريد أن أقول لهم: إننا لا نخاف من التهديد بالموت، إننا نريد أن نموت شهداء.. انه بدل كل قائد من حماس يرتقي شهيدا إلى العلا سيولد مكانه مائة، مثله في العطاء وأكثر.. إن حركتنا تسير بالشعب الفلسطيني إلى مواجهة صعبة وشاقة، لكن نتائجها بإذن الله ميمونة ومضمونة، وهي النصر والتمكين للشعب الفلسطيني المرابط على ثرى أطهر بقعة؛ إن حركتنا ستصمد أمام أي هجوم للجيش الصهيوني، نحن طلاب شهادة في مدرسة المقاومة والجهاد في فلسطين مهد الرسالات وملتقى الأنبياء والرسل؛ لن تخيفنا صواريخ الاحتلال وقذائفه؛ سنضرب في كل مكان.. نحن لا ننظر إلى أنفسنا؛ نحن ننظر إلى شعب مشرد في أصقاع العالم، هناك خمسة ملايين فلسطيني في الشتات، وأربعة ملايين فلسطيني يحرمون من التنفس محاصرين ومقهورين.. لدينا قضية شعب وحضارة، فلو كنا نجاهد من أجل أنفسنا لرفعنا الرايات البيضاء بعد أول حادثة اغتيال نفذت بحق قيادتنا؛ ففي كل يوم نودع الشهداء وهذا ما يزيدنا إصراراً على مواصلة التضحية والجهاد.. هذا ما قاله الشيخ الراحل أحمد ياسين ل (الجزيرة) في أكثر من لقاء، ففي بيت متواضع ب(حي الصبرة)، وسط مدينة غزة، التقى مراسل (الجزيرة) مرات عديدة بمؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وزعيمها الروحي، الشيخ أحمد ياسين (69 عاما)؛ الذي ارتقى إلى العلا شهيداً فجر يوم أمس الاثنين الموافق22-3-2004م بعد استهدافه بعدة صواريخ بينما كان عائداً من صلاة الفجر إلى منزله في الحي المتواضع.
(الجزيرة) تعرض أهم اللقاءات التي أجرتها مع الشيخ الراحل مؤسس حركة حماس وزعيمها الروحي..
*****
في يوم التاسع عشر من شهر مارس-آذار الجاري قال الشيخ الراحل ل (الجزيرة): إن حركته للتهدئة الكاملة في قطاع غزة في حال انسحاب القوات الإسرائيلية منه بشكل كامل..
وكشف ياسين ل(الجزيرة) عن خطة شرعت حركته في مناقشتها مع الفصائل الفلسطينية تتعلق بإدارة قطاع غزة حال انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي منه.
وأشار الشيخ ياسين في حديثه قائلا: إن الهدوء قد يكتنف قطاع غزة في حال انسحاب العدو منه بالكامل، وفي حال حلت قضايا اللاجئين والأسرى والقدس المحتلة، مشدداً في الوقت ذاته على أن المقاومة الفلسطينية ستتواصل في الضفة الغربية ولن تتوقف حتى رحيل الاحتلال الكامل عنها.
وعن فحوى خطة سياسية أعدتها حماس، ستقوم بطرحها على الفصائل الوطنية والإسلامية تتعلق بإدارة قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي منه قال الشيخ المقعد: إن حماس تعد بالفعل وثيقة من هذا النوع ولكن عندما يتم بلورتها وتتفق عليها مع الفصائل والسلطة الفلسطينية سنعلن عن كافة تفاصيلها، إلا أنها ما زالت في طور الإعداد والتشاور.
مضيفا نحن نتشاور لبلورة الخطة التي نقول: إنها تساوي ميثاق شرف فلسطيني يلتزم به الجميع، ونجري مشاورات مع كل الفصائل في هذا الصدد وهي عبارة عن دراسة لبلورتها وإنجازها كاملاً، ولا نريد أن نفرض إرادتنا على أحد وسيكون فيها حديث عن الوضع الاقتصادي والأمني والعلاقة بين السلطة والفصائل، والفصائل فيما بينها فكل هذا يحتاج إلى ضوابط وحدود يتفق عليها الجميع.
وفيما إذا كانت حركة حماس ستشارك في السلطة بشكل مباشر.. قال ياسين: هذا يتوقف على مدى الانسحاب الإسرائيلي، فنحن لن نشارك في السلطة مادام هناك احتلال وحجم الانسحاب هو ما يحدد حجم مشاركتنا.. وهل ستشارك حركة حماس في إدارة قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي منه..؟
أجاب بقوله: نحن سنشارك بشكل ديمقراطي سواء في انتخابات أو غيرها.. وهل هذا يعني انتقال حماس من خانة المعارضة إلى المشاركة في السلطة..؟
رد ياسين قائلا: نحن الآن في مرحلة تحرر وإذا جرى تحرير لبقعة من أرضنا يمكن أن نشارك فيها، وإذا كان هناك مرحلة انتقالية فميثاق الشرف الذي نتحدث عنه هو ما سيحددها.
دولة الاحتلال أعجز من أن تفعل ذلك، لأنها تعرف حجم المقاومة التي ستواجهها في قطاع غزة
وفي رده على سؤال.. هل ستستمر حركة حماس في قصف صواريخ القسام من قطاع غزة إلى داخل إسرائيل.. ؟
أجاب قائلا: هذا يتوقف على مدى الانسحاب، وممكن لو انسحبت إسرائيل كاملاً من القطاع من دون أدنى سيطرة، قد يكون هناك هدوء لفترة محددة حتى نرى مصير الأسرى واللاجئين والقدس والضفة الغربية، ولن تتوقف العمليات في الضفة حتى إنهاء الاحتلال، ولن نقبل في الوقت نفسه الصمت والضفة الغربية محتلة.
وقال الشيخ ياسين معقباً على نية إسرائيل القيام بعملية مشابهة ل(عملية السور الواقي) في قطاع غزة، للقضاء على المقاومة قبل المغادرة النهائية: إن دولة الاحتلال أعجز من أن تفعل هذا، لأنها تعرف حجم المقاومة التي ستواجهها في قطاع غزة، وكم ستدفع خسائر فعلتها، فهي تهرب الآن من المقاومة الشرسة في القطاع، فهل المنطق أن تأتي إليها بأرجلها..
وكان الشيخ أحمد ياسين قد قال مؤخراً، في تعقيب له على قرارات المجلس الوزاري الأمني والسياسي المصغر في إسرائيل، وعلى الغارات الإسرائيلية التي استهدفت قادة في حركات المقاومة الفلسطينية في غزة: إن حركته ستصمد أمام أي هجوم للجيش الإسرائيلي.. مؤكداً في تصريح خاص ل (الجزيرة) أنه بدل كل قائد من حماس يرتقي شهيداً إلى العلا سيولد مكانه مائة، مثله في العطاء وأكثر..
وقال الشيخ المقعد الذي تعرض في أيلول - سبتمبر من العام الماضي لمحاولة اغتيال في وسط غزة، نجا منها هو وقيادات في حماس ليستشهد في غارة مماثلة يوم أمس الاثنين الموافق22-3- 2004م: إن المعركة مع الاحتلال طويلة؛ وإن العدو سيدفع الثمن طالما بقي على الأرض الفلسطينية..
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية- الأمنية قد اجتمع، مؤخراً، وصادق على العديد من الخطوات، تهدف إلى ممارسة الضغط على المنظمات الفلسطينية المسلحة.
ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية خبراً رصدته (الجزيرة)، جاء فيه أن من بين قادة الفصائل الفلسطينية التي حصلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على ضوء أخضر لاغتيالها من المستويات السياسية، كل من الزعيم الروحي لحركة حماس، الشيخ أحمد ياسين، الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، أحد قادة حماس، الدكتور محمد الزهار، وزعيم حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة الشيخ عبد الله الشامي.
وكان نائب وزير الأمن الإسرائيلي (زئيف بويم) قال في حديث لمحطة الإذاعة العسكرية الإسرائيلية (غالي تساهال): إن الزعيم الروحي لحركة حماس، الشيخ أحمد ياسين، هو (ابن موت)، ويجب عليه أن يختبئ عميقاً تحت الأرض، ولن يكون له لا ليل ولا نهار، سنعثر عليه وسنغتاله..!!
وزعم قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، خلال جلسة المجلس الوزاري، بأن المنظمات الفلسطينية المسلحة ستحاول إطلاق أكبر عدد من العمليات من قطاع غزة.. وقالت مصادر أمنية في إسرائيل: ستحاول حركة حماس نسب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة لها وإظهاره وكأنه إنجاز من إنجازاتها، لكي يبدو الجيش الإسرائيلي وكأنه انسحب تحت طائلة إطلاق النار، كما حدث في الجنوب اللبناني، وفي هذا الصدد أوضحت مصادر سياسية إسرائيلية أن إسرائيل لن تدع ذلك يحدث..
حماس رفضت اقتراحاً أمريكياً بوقف عملياتها لمدة عام؛ مقابل وقف إسرائيل استهدافها لقادة الحركة السياسيين
وأوضح الشيخ ياسين الذي اغتيل يوم أمس الاثنين الموافق 22 - 3 - 2004م بينما كان عائداً من صلاة الفجر أن حماس رفضت اقتراحاً أمريكياً بوقف عملياتها داخل إسرائيل لمدة عام مقابل ضغط واشنطن على الحكومة الإسرائيلية لوقف استهدفها قادة الحركة السياسيين.
ومما قاله الشيخ ل (الجزيرة): إن وفوداً زارت الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ حملت رسائل من واشنطن تضمنت مقترحات بأن توقف حماس عملياتها داخل الدولة العبرية لمدة عام؛ إلا أننا رفضنا هذا المقترحات.
الأمة الإسلامية غُلبت أمام العدوان الإمبريالي الصهيوني الصليبي، الذي يريد أن يغير معالم حياة الأمة وأفكارها وعقيدتها
وفي الرابع والعشرين من تشرين الثاني - نوفمبر من العام الماضي جدد الشيخ الراحل أحمد ياسين تمسك حركته بخيار الجهاد في سبيل الله كحل للخلاص من الاحتلال الصهيوني الواقع على أرض فلسطين المقدسة.
وقال ياسين في حديث خاص ل(الجزيرة) بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك: يمر علينا عيد الفطر السعيد والأمة الإسلامية تئن وجراحاتها تنزف ودماؤها تسيل في كل مكان.
وأضاف الشيخ الراحل أن الأمة الإسلامية غُلبت أمام العدوان الإمبريالي والصهيوني والعدوان الصليبي الذي يريد أن يغير من معالم حياة الأمة وأفكارها وعقيدتها.. مؤكداً على أنها حرب صليبية تريد أن تطهر أمتنا وأن تغير معالمها وتريد أن تجتث الإسلام والأمة الإسلامية، وليس لنا والله إلا أن نتمسك بكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ونرفع راية الجهاد؛ فهو طريقنا إلى النصر والتمكين.
داعياً الأمة الإسلامية إلى التعاون والتضافر لمواجهة كل التحديات للنهوض من كبوتها، حتى تعيد مجدها، مطالباً إياها: بدعم المجاهدين في بلاد المسلمين.. ومما قاله شيخ الإسلام: إن العيد يحتاج منّا إلى نهضة وتفكير وتضامن وتعاون لنرتفع إلى مستوى التحديات، إن يوم العيد هو اليوم الذي تُرى فيه الأمة عزيزة قوية شامخة، أما أن تكون الأعياد مجرد صلوات وابتهالات وتنتهي وتبقى الأمة غارقة في فسادها وانحلالها وتمزق وحدتها واستيلاء العدو على أرضها ومقدساتها، فهذه ليست أعياداً..
نسير بالشعب الفلسطيني إلى مواجهة صعبة وشاقة
وقبل زهاء العام أجرت (الجزيرة) حواراً موسعاً مع الشيخ ياسين، شيخ الانتفاضتين الفلسطينيتين قال فيه: لن نستسلم للضغوط الصهيونية؛ ندعو إلى مواصلة الجهاد والمقاومة ضد العدو الإسرائيلي؛ نحن لا نشعر بالخوف على حياتنا، لقد حاولوا اغتيالي في السابق، أريد أن أقول لهم: إننا لا نخاف من التهديد بالموت، إننا نريد أن نموت شهداء.. إن حركتنا تسير بالشعب الفلسطيني إلى مواجهة صعبة وشاقة، لكن نتائجها بإذن الله ميمونة ومضمونة، وهي النصر والتمكين للشعب الفلسطيني المرابط على ثرى أطهر بقعة؛ مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومهد المسيح، وملتقى الأنبياء..
لقد أكد ياسين ل(الجزيرة) على استمرار نهج المقاومة حتى زوال الاحتلال عن الأرض الفلسطينية.. قائلا: إنها ورقة المقاومة؛ نحن نقاتل من أجل الوطن والمقدسات، ولا يمكن أن نتنازل عن ذرة من تراب أرضنا المباركة، أو أن نفرط في شبر واحد منها، من الممكن أن تتغير الوسائل وتتبدل بحسب المجريات الإقليمية والدولية، لكن ثوابتنا لا يمكن أن نتنازل عنها.. نريد الحرية لشعبنا وسنسعى إلى تحقيقها بكل ما نملك من وسائل.
مؤكداً نحن لم نوقف عملياتنا الاستشهادية، لا يوجد قرار بوقفها، إن لدى الجناح العسكري قراراً بضرب العدو في كل مكان حين يُستهدف شعبنا ويعتدي على حرماته، إن لدينا اتجاهاً واضحاً ومرسوماً ونسير عليه بخصوص هذه العمليات لا نحيد عنه رغم كل العقبات والمآسي التي يتعرض لها شعبنا بعيد تنفيذ مثل هذه العمليات.
قيادات الحركة طلاب شهادة في مدرسة المقاومة والجهاد
وعقب الشيخ ياسين على التهديدات الإسرائيلية بالتعرض لحياته شخصياً ولقيادات الحركة السياسيين فقال ل(الجزيرة): إن قيادات الحركة طلاب شهادة في مدرسة المقاومة والجهاد في فلسطين مهد الرسالات وملتقى الأنبياء والرسل؛ لن تخيفنا صواريخ الاحتلال وقذائفه؛ سنضرب في كل مكان.. نحن لا ننظر إلى أنفسنا؛ نحن ننظر إلى شعب مشرد في أصقاع العالم هناك خمسة ملايين فلسطيني في الشتات، وأربعة ملايين فلسطيني يحرمون من التنفس محاصرين ومقهورين.. لدينا قضية شعب وحضارة، فلو كنا نجاهد من أجل أنفسنا لرفعنا الرايات البيضاء بعد أول حادثة اغتيال نفذت بحق قيادتنا؛ ففي كل يوم نودع الشهداء وهذا ما يزيدنا إصراراً على مواصلة التضحية والجهاد.
مؤكداًً على أن حركته رفضت رفضاً قاطعاً عرضاً أمريكاً بالتخلي عن المقاومة مقابل حماية قادتها.. ومشدداً على أن قادة حماس مستعدون للاستشهاد؛ فلا يبدو في الأفق أي بوادر حسن نوايا من طرف العدو الإسرائيلي.. لذا الحديث عن أي مساعٍ سلمية أصبح غير مجدٍ..
أمامنا خياران
قال ياسين: إما أن نجد رافعة ترفعنا لأعلى بضمانات وبشروط ملزمة، وإما أن نبقى نسير في طريقنا طريق المقاومة، نقتل من العدو ويقتل منّا حتى يستسلم، فنحن عشاق شهادة وأصحاب قضية عادلة لا يمكن لنا أن نتخلى عن برنامج المقاومة والجهاد لهدف سياسي يراد به التفريط بقضيتنا ومقدساتنا وأرضنا المباركة.
ومما قاله الشيخ ياسين: إن أي حل للقضية الفلسطينية في هذا الوقت يعني أنه ليس في صالح الشعب الفلسطيني، لأن الجانب القوي هو الذي يفرض شروطه على الجانب الضعيف.
نحن لا نريد فقط أن يوقف الاحتلال عدوانه عن شعبنا؛ لكننا نريد زواله تماماً عن أرضنا
ومما قاله الشيخ الراحل ل(الجزيرة): نحن لا نريد فقط أن يوقف الاحتلال عدوانه عن شعبنا؛ نعم نحن نريد ذلك، لكننا نريد أيضاً أن يزول الاحتلال تماماً عن أرضنا وأن تزال المستوطنات وأن يطلق سراح الأسرى وأن يفك الحصار عن الرئيس عرفات، وكل هذا ضمن جدول زمني إذا التزم به العدو نلتزم نحن من جانبنا.. نحن ليسوا عشاق قتل أو سفاكي دماء إذا كان بالإمكان تحرير أرضنا دون أن تراق الدماء لماذا لا نفعل..؟
وأكد ياسين على أن حركته لا ترغب في المس بالمدنيين من الطرف الآخر، لكن عندما لا يلتزم العدو برموز هذه المعادلة فيمس بالمدنيين الفلسطينيين، فنحن لن نقف مكتوفي الأيدي وسنرد في كل الأحوال في قلب إسرائيل.. فإذا أوقف جيش الاحتلال وزمرة المستوطنين اعتداءاتهم ضد شعبنا فسنوقف نحن بدورنا العمليات التي تستهدف المدنيين عندهم فقط.. إن معركتنا مع الاحتلال، والاحتلال يمثل الجيش والمستوطنين، نحن نقاتل في الأصل هؤلاء الناس، ولكن هذا الجيش وهؤلاء المستوطنين يرتكبون حماقات بحق شعبنا، ونحن بدورنا نرد عليهم بالمثل.. إن هذه العمليات دفاع عن النفس.
وأكد الشيخ المجاهد أن حرب الجهاد المقدسة تلزم جميع المسلمين، رجالاً ونساءً في فلسطين على الدفاع عن أطهر بقعة.. وهذا يثبت أن المقاومة ستتواصل حتى يرحل العدو عن أرضنا ووطننا.
الشعب الفلسطيني قادر على مواصلة مشوار المقاومة والجهاد دون كلل ولا ملل
نحن نؤكد والكلام ل(ياسين): أن الشعب الفلسطيني قادر على مواصلة مشوار المقاومة والجهاد دون كلل ولا ملل.. لقد أثبت شعبنا على مدار التاريخ أنه الأقوى شكيمة والأصلب إرادة بين شعوب العالم قاطبة، ولديه من الطاقات والثوابت الإيمانية ما يؤهله لخوض معركة طويلة تستمر حقبة من الزمان.. وأن التضحيات الجسام هي التي صقلت فيه حب الشهادة وزادت في نفوس أبنائه جراءة المقاومة والدفاع عن شرف الأمة ومقدساتها، لقد كانت الأم الفلسطينية تبكي وتولول على ابن لها قتله العدو، أما اليوم فتستقبله بالزغاريد والحناء والحلوى، إن شعبنا يسير في طريق التحرير، ولقد استقل مركبة النصر، واعتلى سفينة الحرية.
وبالمقابل قال الشيخ الراحل ل(الجزيرة): فشل العدو فشلاً ذريعاً في كسر إرادة شعبنا، وبدت تظهر عليه آثار الهزيمة السياسية والمجتمعية والاقتصادية، لقد افقدتهم المقاومة ألف قتيل، وأصيب منهم أكثر من سبعة آلاف، والهجرة العكسية أصبحت في ازدياد، وعن البطالة حدث ولا حرج.. والانتحار زاد بين صفوف جنود الاحتلال، والخلافات السياسية ظهرت للعيان، وشارون فقد التأييد، لقد تأكدوا أن السفاح شارون هو الذي يقتل أبناءهم.. إن شعبيته في كل يوم تنقص، لم يحقق لهم الأمن ولم ينعش لهم الاقتصاد.. إن المقاومة هزمت شارون وزلزلت عرش دولة الكيان..
وأكد الشيخ قائلاً: إذا استمر الحال على ما هو عليه الآن اطمأن شعبي وأمتي بأن هذا العدو لن يعيش أكثر من (20 - 30 عاماً) سينهار لأنه قائم على الأمن والاستثمار.. إنها بدايات الطريق لزوال دولة إسرائيل؛ وشعبنا يملك الزاد والراحلة.
الاحتلال يريدنا أن نهتف في الشوارع مائة عام، ونرفع الرايات ثلاثمائة عام أخرى
وفي تعقيب له على الدعوات التي تنادي بتسييس الانتفاضة قال الرجل الراحل ل (الجزيرة): هذا ما يريده العدو، إن الاحتلال يريدنا أن نهتف في الشوارع مائة عام، ونرفع الرايات ثلاثمائة عام أخرى، والاحتلال يطور نفسه ويعد قواته لإبادتنا والسيطرة على مقدرات الأمة.
يريدنا هؤلاء أن نبكي على أبواب الدول الكبرى كي يأتوا لنا بالحلول السحرية.. شعبنا منذ 56 عاماً يرزح تحت نير الاحتلال ولا أحد ينقذنا ولا أحد يقف بجوارنا.. إن القضية الفلسطينية لم تحصل على المكانة والحديث في العالم إلا عندما بدأت دماء الصهاينة تسيل عندها بدأ العالم يعرض علينا الحلول، لكنها حلول استسلامية.
أما الشعب الفلسطيني المشرد والمنكوب والذي يقتل يوميا فلا أحد ينظر إليه؛ ينظرون إلينا نظرة إنسانية بتقديم التموين وأكياس الطحين.. ينظرون إلينا أننا فقراء ومحتاجون.. وليسوا أصحاب حق وقضية.. ومما قاله ياسين: أن العالم أصبح ينظر لنا الآن بأننا نسعى إلى نيل حقوقنا المشروعة؛ فالقوة الفلسطينية المتواضعة هي التي أجبرت العالم على التعامل مع قضيتنا بجدية أكبر.
نحن نعمل بنظام الشورى والنتائج تأتي حسب التشاور في الداخل والخارج ومن السجون
وعن الاستراتيجية القادمة للحركة في ظل المجريات الإقليمية والدولية كان يقول ياسين ل(الجزيرة): إن حركته هي حركة إسلامية هدفها الدعوة إلى الله، هذه الحركة وجدت في قلب احتلال، فكان لزاماً عليها مقارعة الاحتلال بكل ما تملك من وسائل، نحن نعمل بنظام الشورى، والنتائج تأتي حسب التشاور في الداخل والخارج ومن السجون ثم نتحدث عن القرارات.. ولا توجد وصاية أحد علينا، إننا نحترم وجهات النظر ونقدرها، والجميع يحترم وجهة نظرنا لأننا نسعى لرفع الظلم عن أبناء شعبنا..ولن نعترف بإسرائيل مطلقا، فأراضي عام 1948 هي أرضنا مثل أراضي عام 1967 اغتصبتها العصابات الصهيونية.. نحن نقاتل العدو من أجل تحرير أرضنا ومقدساتنا ومن أجل أن يقوم الإسلام على هذه الديار المقدسة.
وقال الشيخ الراحل عن التحرير: هو حماية الوطن العربي والأمة الإسلامية من المخططات الصهيونية، فاستمرار مقارعتنا للاحتلال يعني انشغاله عنّا في فلسطين بدل التفكير في استهداف الآخرين.. إن هذا العدو مثل إنسان أكل وجبة دسمة إذا هضمها يريد أكل وجبة أخرى، لكن إذا نغصت هذه الوجبة معدته فإنه لن يقدم على تناول وجبات أخرى.
إن المقاومة الفلسطينية تمنع العدو من التفكير أبعد من حدود فلسطين، وتجعله يفكر فقط في معالجة أموره الداخلية التي تستنزف يوماً بعد يوم من شدة ضربات المقاومة الباسلة.. إن شعبنا يقف صخرة منيعة ضد الأطماع الإمبريالية والصهيونية في المنطقة بأكملها.
وعن مستقبل أي حكومة فلسطينية في ظل استمرار الأوضاع على حالها قال ياسين: إن مستقبل أي حكومة فلسطينية مرتبط بالعدو؛ هذا الاحتلال الذي يسعى على الدوام إلى إفشال كل حكومة تسخر جهودها لصالح الفلسطينيين.. إنه يفشل كل جهد فلسطيني حثيث يهدف إلى استعادة الحقوق الفلسطينية.
نرفض قيام دولة تمييز عنصري يهودي على
أرض فلسطين
وعن ماهية حدود الدولة الفلسطينية التي ستوافق عليها حركة حماس فيما إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967؟ أجاب ياسين: إن إرادة الشعب وصناديق الاقتراع هي التي تحكم في هذا الموضوع، حماس ستعرض برنامجها على الشعب وهو النظام الإسلامي؛ فإذا أعطانا الشعب صوته وثقته لماذا لا نطبق هذا البرنامج.. نحن لن نفرض الحكم على الناس بالقوة.. إلا أن ياسين أكد ل(الجزيرة) على أن هدف حركته هو أن يتمكن الفلسطينيون من العيش على أرضهم؛ وأن يعيش الجميع سواء كانوا من المسلمين أو المسيحيين واليهود معاً؛ إن حركتنا تعارض قيام دولة تمييز عنصري يهودي على أرض فلسطين، إنهم يحاربون أصحاب الأرض الأصليين؛ قالوا: إننا نشكل خطراً ديمغرافياً يهدد كيان دولتهم؛ هذا هراء، إننا نعيش على أرض آبائنا وأجدادنا.. إن الأسس التي قامت عليها دولة الاحتلال لا يمكن أن تستمر، إنهم طردوا ملايين الفلسطينيين من ديارهم؛ ولا يريدون العيش في المنطقة على قدم المساواة مع الآخرين؛ فإذا كانوا يريدون ذلك فيمكنهم أن يفتحوا البلاد ليعيش الجميع معاً؛ وإلا فباب الصراع مفتوح، والمعادلة رموزها معروفة؛ ما دام الاحتلال فستبقى المقاومة مستعرة.
وعن دولة الاحتلال قال ياسين: إن تتخذ الخطوات الأولى نحو إقامة السلام بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، فالعنف الذي يتحدثون عنه ليس مصدره الفلسطينيون؛ بل مصدره الاحتلال الذي يجب أن ينتهي..؛ نحن نقاتل من أجل الوطن والمقدسات، ولا يمكن أن نتنازل عن ذرة من تراب أرضنا المباركة، أو أن نفرط في شبر واحد منها، من الممكن أن تتغير الوسائل وتتبدل بحسب المجريات الإقليمية والدولية، لكن ثوابتنا لا يمكن أن نتنازل عنها.. نريد الحرية لشعبنا وسنسعى إلى تحقيقها بكل ما نملك من وسائل..
وقال الشيخ ياسين: إن عدونا يجب أن يفي بعدة شروط لكي تقبل نحن بدورنا الالتزام بالتهدئة.. يجب عليه الانسحاب من أرضنا؛ وإنهاء الاحتلال وتفكيك المستوطنات وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم التي هُجروا منها في حرب 1948؛ وصولا إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس على الأراضي التي احتلت عام 67؛ لنترك للتاريخ والأجيال القادمة تحرير باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.. من غير الاعتراف بدولة الاحتلال.. مؤكداً على رفض حركته حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية ) الذي يقضي بالاعتراف بأن حدود دولة الاحتلال هي حدود ما قبل عام 1967 .
ما دام يبقى جنود صهاينة في أرضنا؛ فلا معني للحديث عن محاولات لتهدئة الأجواء
وتطرق الشيخ الراحل في حديث سابق مع (الجزيرة) إلى مبادرة رئيس الحكومة الإسرائيلي أرييل شارون الجديدة لتحقيق السلام التي تضمنت انسحاب من قطاع غزة وتقديم بعض التسهيلات للفلسطينيين قائلا: إنه كلام أجوف.. لن يصنع هذا السفاح، شارون، شيئاً.. نحن نقول والكلام للشيخ ياسين: ما دام يبقى جنود صهاينة في أرضنا ويقتحمون بيوتنا ويعتدون على مقدساتنا وينتهكون أعراضنا، فلا معنى لهذا الكلام؛ ولا معني للحديث عن محاولات لتهدئة الأجواء.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved