Tuesday 23rd March,200411499العددالثلاثاء 2 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

هذا هو الإرهاب..!! هذا هو الإرهاب..!!
بقلم: خالد المالك

يوقظك المنبه فجر كل يوم من نوم عميق وقد سبق رنينه صوت المؤذن الذي ينادي أن: حي على الصلاة.. حي على الفلاح.. الصلاة خير من النوم، وذلك للتذكير بموعد أداء الصلاة جماعة مع المسلمين..
فيما يوقظك منبه المجرم (شارون) لإبلاغك بأن رمزاً فلسطينياً كبيراً قد قتل فجراً بالقرب من محراب المسجد الذي بناه (الشهيد أحمد ياسين) واعتاد أن يؤدي الصلاة فيه مثلما فعل وصلى صلاته الأخيرة فجر أمس.
إنه توقيت واختيار (شاروني) غبي من حيث الزمان والمكان والانتقاء للرموز..
وتصعيد خطير نحو ما هو أسوأ للحالة المتردية أساساً في كل من فلسطين وإسرائيل..
وهو سلوك مشين ومرفوض، وسوف يفتح الطريق أمام الفلسطينيين والإسرائيليين ليكون كل شيء مستباحاً هنا وهناك بعد اليوم..
يحدث هذا بينما يقف العالم -بدوله ومنظمته- متفرجاً وصامتاً وذليلاً وغائباً ويكيل بمكيالين أمام إرهاب دولة بهذا المستوى.
ويفعل شارون غير المكترث بالعالم كل ذلك، وكأنه يريد أن يقول وهو المطمئن بأنه لن يمسه ولو الحد الأدنى من التنديد والإدانة فضلاً عن المحاسبة، بأنه قد أهال فجر أمس التراب على كل المبادرات والاتفاقات المطروحة للخروج من النفق المظلم الذي أقامته إسرائيل، وأنه لا انسحاب ولا دولة فلسطينية ولا سلام مع الفلسطينيين..
ولا بأس أن يقول ذلك من لطخ يديه بدم الأبرياء والشرفاء، ومن مارس على مدى حقبة طويلة من الزمن كل أنواع وأصناف ما يندرج في قاموس الإرهاب من دلالات ومعانٍ..
لكن مالا بأس فيه ومالا يمكن القبول به أن تكون دول العالم -وأمريكا تحديداً- هي الغطاء والداعم والمؤيد لمثل هذه الممارسات غير المسؤولة إما بالصمت على هذه الجرائم أو بتقديم المساندة والدعم لها.
وشارون حين لا يكتفي بالإعلان عن مقتل الشيخ ياسين، ليضيف إليه وبتباهٍ لايقدم عليه غيره من أنه أشرف بنفسه على تنفيذ هذه الجريمة النكراء التي أمر بها، فهو يتحدث بمثل هذه اللغة وبهذا الصلف لأن من أمن العقوبة فقد أساء الأدب، غير أن تأديب شارون متاح وقد تكفل به أولئك الذين أثاروا الرعب في نفسه فأخرجوه عن طوره ليُقْدِم على عمل جبان باغتيال الشيخ ياسين، ولمثل هذا العمل كما لسابقاته -وكما يعرف شارون- ثمن قادم ولا شك.
لقد مات أحمد ياسين عظيماً..
مثلما عاش كبيراً بنظر الشرفاء في العالم..
وسيظل تاريخه هكذا في عيون الأعداء قبل الأصدقاء..
وستبقى صورته هكذا برأي الكارهين مثلما هو برأي المحبين..
وهو إن استشهد اليوم في سياق العمليات العدوانية المتكررة للقادة الفلسطينيين في جميع فروع المنظمات..
فهذا قدره وما سعى إليه وما كان هاجسه وحبه الكبير..
مثلما كان قدر «أبو جهاد» حين استشهد من قبل..
ومثلهما حين اغتيل الشهيد أبو إياد..
وهو قدر كل من غُدر به من الرموز الفلسطينية وهم كُثْر..
ودون أن نستثني أحداً ممن لُوحِقوا من القادة الفلسطينيين الآخرين الذين استشهدوا بعد أن تمت تصفيتهم سواء في الداخل أو الخارج..
والسؤال:
هل تريد إسرائيل أن تقول للعالم إن هذا هو عنوان انسحاب شارون المخادع والمزعوم من غزة..؟
وإن العملية السلمية التي فرغتها إسرائيل من مضمونها قد ماتت..؟
هل يريد شارون أن يقول لنا إن إسرائيل فوق القانون وخارج المحاسبة عن جرائمها ضد شعب أعزل يدافع عن حقوقه..؟
وأن لا أحد يملك الحق في أن يجرّمها أو يوجه السؤال لها عن هذه الجرائم..؟
نعم هذه هي رسالة شارون وجوابه على هذا النوع من الأسئلة..!!
لكنه يخطئ كثيراً بمثل هذا الجنون وبمثل ما ينفذه على الأرض من جرائم، ويخطئ أكثر إذا ما اعتقد أن الاغتيالات سوف تخيف هذا الشعب العظيم..
فجولة الباطل والظلم والعدوان ساعة وجولة الحق إلى يوم الساعة، هكذا قال ويقول من يدافع عن حقه، ورحم الله أحمد ياسين وجعله مع الصديقين والشهداء في جنات النعيم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved