Tuesday 23rd March,200411499العددالثلاثاء 2 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
تنظيم العمل الخيري
عبدالرحمن صالح العشماوي

قبل الحديث عن تنظيم العمل الخيري السعودي خارج المملكة يحسن أن أشير إلى أن الجمعيات الخيرية، والمؤسسات الأهلية التي تدعم أعمال الخير منتشرة بأعداد كبيرة في أنحاء العالم، فهناك ما يزيد على مليون ونصف المليون من الجمعيات الخيرية الأهلية في الولايات المتحدة وحدها، لها أنشطتها خارج الولايات المتحدة في مجالات الدعم الخيري، والدعوات التنصيرية ومراكز الأبحاث المتعددة، وتعمل هذه الجمعيات بصورة منتظمة تحظى بدعم الحكومة الأمريكية المادي والمعنوي.
وإذا أخذنا الدولة اليهودية في فلسطين مثالاً للدول الصغيرة فإننا سنجد أن عدد الجمعيات الأهلية الخيرية يزيد على أربعين ألفاً، تقوم بأعمال متعددة خارج الكيان الصهيوني.
وهذان المثالان يؤكدان لنا أهمية استمرار العمل الخيري في عالمنا الإسلامي، وضرورة دعمه أمام المحاولات القوية التي تبذلها دول كبرى - في هذه الفترة - لتقويض دعائم العمل الخيري الإسلامي بحجة مكافحة الإرهاب، مع ما يصاحب ذلك من تضخيم الأخطاء، وإلصاق التهم، والتهويل الذي يجد ما يؤيده على أرض الواقع.
نقول هذا قبل حديثنا عن أهمية العمل الخيري السعودي الواضح الذي يقوم بدوره في دعم مشروعات الخير في أنحاء العالم بصورة جليّة لا تمويه فيها ولا تعتيم. صحيح أن الجمعيات الخيرية السعودية العاملة خارج المملكة لا تزيد على عشرين جمعية إلا أنها تقوم بدور مشهود في رعاية الأيتام، ودعم المحتاجين، وإيواء المشردين، وتعليم المحرومين من التعليم بسبب الفقر والحاجة، وهو دور يعرفه القريب والبعيد، لأنه يجري في وضح الشمس، ولأجل ذلك كله كان لزاماً علينا جميعاً أن نعمل على إزالة الغَبَش، وجلاء الغبار الذي يثار حول هذه الجمعيات منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وعلى تطوير هذه الأعمال الخيرية وتنظيمها، وزيادتها، وإيضاح حقيقة الأدوار الخيرية التي تقوم بها. ولعل المؤسسة الخيرية السعودية لتنظيم العمل الخيري في الخارج، بعد أن صدر قرار ملكي بإنشائها تقوم بدور إيجابي فيما نطمح إليه من تنظيم جهود الجمعيات الخيرية القائمة ليكون عملها أفضل وأكمل، وأكثر تنظيماً، وأبعد عن أخطاء الارتجال والأعمال الفردية الاجتهادية.
وكأني بهذه المؤسسة تضيف إلى العمل الخيري السعودي في الخارج ما يجعله أكثر فاعلية وأحسن تنظيماً، خاصة إذا حرصت هذه المؤسسة على أن تكون مظلة إشرافية تنظم وترتب وتوجه المؤسسات الخيرية القائمة، وتفيد من خبراتها البشرية ذات التجارب الطويلة في مجال العمل الخيري، بحيث تختار من أصحاب تلك الخبرات أعضاء عاملين في المؤسسة الجديدة، وتبقي كل ذي خبرة ناضجة في موقعه الذي أصبح قادراً على الإنتاج المتميّز فيه، لأن أصحاب الخبرات الطويلة في مجال العمل الخيري قطعوا طريقاً طويلاً في تكوين التجربة الناضجة الناجحة، فإذا أضيف إلى ذلك ما تقدمه المؤسسة الجديدة من حسن تنظيم العمل، والإشراف عليه، فإن دور أصحاب الخبرات سيكون كبيراً ذا أثر إيجابي يدعم العمل الخيري، ويزيد من فائدته.
إنّ العمل الخيري في الخارج امتداد للدور الكبير الذي تقوم به المملكة في دعم مشروعات الخير في العالم، وجسر يصل بين قلوب الناس وبين هذا البلد الطيّب المبارك، وإنّ المحافظة على ذلك مسؤولية مشتركة بيننا جميعاً حتى نصدّ تلك الدعوات الحاقدة التي تنادي بتضييق مجالات العمل الخيري الإسلامي ظلماً وعدواناً.
إشارة:


لنا عمل الإغاثة منذ أجرى
سفينته على الطوفان نوحُ


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved