قبل أن نبدأ في الحديث عن كيفية غرس القراءة لدى الطفل علينا في البداية أن نتعرف على العمر الذي تبدأ معه القراءة, فليس من المستطاع أن نحدد عمراً يمكن أن تبدأ عنده عملية تعلم القراءة بالنسبة لجميع تلاميذ الصف الأول بالمرحلة الابتدائية، ان إلحاق الأطفال بهذا الصف في سن السادسة أو نحوها لا يمكن أن يتخذ مبرراً لبدء القراءة للجميع في هذه السن، وذلك لما بين الأفراد من فوارق.
وإذن فالمثل الأعلى الذي يجدر بنا ان نحتذيه هو تحديد الفترة التي يكون كل طفل فيها - على حدة - مستعداً للقراءة, وأن نبني هذا التحديد على فحص شامل دقيق لجميع العوامل التي تدخل في هذا الاستعداد، وبذلك لا يبدأ طفل تعلم القراءة إلا إذا بلغ حداً كافياً من النضج الذي يؤهله للنجاح حينما يواجه ما تتطلبه القراءة من مهارات (1).
التهيئة للقراءة:
تعد فترة التهيئة للقراءة غير منعزلة عن بدء تعلم القراءة فهي تهيئ ذهن الأطفال وتفكيرهم للكلمة المقروءة، ومن هذه الأساليب:
- الرحلات:
يأتي كثير من الأطفال إلى الروضة ومن ثم إلى المدرسة بخبرات قليلة لا تساعدهم على مجاراة زملاء لهم في تعلم مهارات معينة كالقراءة والكتابة.
وأحد أساليب تنمية خبرات الأطفال وتزويدهم بخبرات جديدة يأتي من خلال الرحلات التي يرافق فيها الأطفال ذويهم إلى الحدائق، المنتزهات وغيرها من الأماكن التي لا بد ان يأتي ذكرها في قصص وكتب وأدب الأطفال، وتصبح هذه الأماكن والمشاهدات مواضيع للنقاش، وهي أيضا تساهم في فهم أدق وأعمق لما يقرأ.
إذ إن الرحلات تنمي لديهم مهارات حسن الاستماع ودقة الملاحظة والاعتماد على النفس وتساهم في إيجاد مواضيع للنقاش والحوار المعزز بخبرات عملية وأيضا تعزز لديهم مهارة التعبير والتي سوف تظهر في كتاباتهم.
- الصور:
وهذه تفيد في المرحلة الأولى التي يتعلم فيها الطفل مبادئ القراءة، أي عندما يكون غير قادر على فهم الفكرة من الرموز المكتوبة وحدها.
تظهر حاجة الطفل منذ سنوات عمره المبكرة للمعرفة، ولإشباع هذه الحاجة ظهر الكتاب المصور للأطفال, فيستطيع الطفل في سني عمره المبكرة ان يتعرف ويحدد ويسمي الأشياء الحسية التي يعرفها، ويعيش معها كل يوم ويربط ما يراه بالكلمة ثم بالجملة المفيدة. إن النظر إلى الصور يقود الطفل نحو التعبير بكلمة في البداية ثم يجد أن الكلمة لا تكفي، وسيلجأ بعد ذلك إلى إطلاق تعبير (جملة بسيطة).
ُُيُقدم للطفل بعد ذلك الكتاب المصور الذي يقدم حكاية ترتب فيه الصور بطريقة منطقية تنتج عنها حكاية يستمتع الطفل بتصفحها خاصة إذا ما كانت الصور واضحة بسيطة ذات ألوان زاهية تشمل مضموناً جيداً.
تلي هذه المرحلة, المرحلة التي يبدأ الطفل فيها معرفة الحروف الهجائية، ويمكنه هنا قراءة القصص المصورة المزودة بنص قصير، غير أننا يجب ان نلاحظ ان الطفل الصغير يمل ويتعب بسرعة من النصوص الطويلة.
- الكتب المصورة:
الغاية منها تعلم الأطفال مبادئ وأساسيات القراءة, فالكتب المصورة تساعد الأطفال على تنمية مهارات كثيرة لديهم كدقة الملاحظة وتنمية ملكة الخيال. وأيضا فان الصور تعطي للأطفال معاني، فصور الحيوانات والجمادات والأشجار تدل كل منها على المعنى بدقة ووضوح, وهي أيضا من وسائل الإيضاح التي تساعد الطفل على تذكر ما يقرأ.
- الاستماع للقصص والأناشيد:
يميل الأطفال إلى سماع القصص والأناشيد منذ طفولتهم المبكرة ولذلك يراعى في القصص والأناشيد المخصصة لهم ما يأتي:
1 - ان تكون مثيرة وجذابة وتتناسب مع خبراتهم وقاموسهم اللغوي وتتدرج القصص من السهل للصعب.
2 - ان تشتمل الأناشيد على النغم البسيط واللحن الذي يناسب أعمار الصغار وغالباً ما يحفظ الأطفال الأناشيد الجميلة ويرددونها على مسامع الأهل.
3 - ان تكون الأناشيد والأشعار ذات دلالات ومعانٍ، وموازنة لتسهيل عملية حفظها.
أسلوب قراءة القصة الملائم للأطفال، أو أسلوب قصها (للمعلمة):
- تمكّن القارئة للقصة، أو القاصة من مضمون القصة، ليكون القصّ طيعاً محبباً.
- أن يجلس الأطفال حول المعلمة على صورة هلال، وان تكون جلستهم مريحة، أو أن يجسلوا أي جلسة أخرى، على أن تكون مريحة، وتساعد على الاستماع الجيد.
- استخدام الوسائل التعليمية أثناء القص.
- القص بأسلوب تعبيري محبب، يخلو من نبرات التكلف والتصنع، ويتسم بالبساطة.
- التمثيل بحركات اليد أو تعابير الوجه، أو أية حركة جسمانية، أو صوتية مغايرة للصوت الذي اعتاده الأطفال من القارئة قبلاً.(2)
إعداد: العنود حمد اليوسف
(1) تشجيع عادة القراءة لدى الأطفال، حسان عبابدة، الطبعة الأولى 2002-1422، دار صفاء للنشر والتوزيع.
(2) أساليب تعليم الأطفال القراءة والكتابة، نايف سليمان، الطبعة الأولى 2001-1421، دار صفاء للنشر والتوزيع.
|
