Wednesday 24th March,200411500العددالاربعاء 3 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يارا يارا
كيف خرج خلاوي من ستار أكاديمي؟!
عبدالله بن بخيت

مرشحة هذه الأيام لتصبح أيام أيمن الظواهري (كما كانت قبل عدة أشهر أيام صدام حسين) يقال :إن القوات الباكستانية تحاصره في منطقة الحدود مع أفغانستان. وإذا ألقي عليه القبض سيعاد فتح ملف القاعدة من وجهة النظر العربية ؛ فالعرب لا يرون في القاعدة تنظيما جهاديا أو تنظيما إرهابيا- قاتلا أو مقتولا- فالنظر إلى القاعدة لا يختلف عن النظر إلى ستار أكاديمي.
هاتفتني ابنتي الصغيرة وأنا خارج المملكة تنهي لي بكل أسى خروج خلاوي من ستار أكاديمي. من هول الصدمة لم أجد العبارات المناسبة التي أعبر بها عن ألمي واستنكاري. ولكن بصفتي الأب حاولت أن أبدي بعض التجلد وضبط النفس. فبحثنا أنا وإياها الأمر وسط العواطف الوطنية الجياشة. حسبما لمست من كلامها فالأمر لا يخلو من مؤامرة. فهي تعرف - وهذه حقيقة - أن كثيرا من إخواننا العرب لا يحبوننا كخليجيين أو كسعوديين ، لن يرضوا أن يروا سعودياً يشق طريقه من نصر إلى نصر على أي عربي آخر. فهي ترى وهي محقة أن المكالمات الصادرة من السعودية أضعاف مئات المرات المكالمات الصادرة من أي مكان من العالم اعتمادا على الروح الوطنية الوثابة التي أبداها شباب هذا البلد في دعمهم اللامحدود لابن الوطن البار خلاوي.
لن يسقط شاب سعودي طالما شبابنا يقف خلفه ويشد من أزره ولله الحمد. وتؤكد ابنتي وجهة نظرها التآمرية بقولها : إن لجنة الترشيحات في ستار أكاديمي لم تتوقف عن ترشيح خلاوي كل اسبوع تريد طرده بأي ثمن. كنت أفسر لها بسذاجتي المعهودة أن ترشيح الخلاوي كل أسبوع يعود إلى رغبة جماعة ستار أكاديمي في حلب السعوديين؛ فالسعوديون لن يكلفوا أنفسهم التصويت لمتنافسين ليس بينهما سعودي. فأخذوا يضعونه (نموني) كل أسبوع وعندما انتهوا من حلب الملايين حان الوقت لإبعاده بالتي هي أحسن. إلا أن ابنتي العزيزة أصرت على روح المؤمراة الموجهة من العرب ضد السعوديين وطالبتني بالكتابة عن الموضوع فورا. حيث جاء دور القلم.عندما قلَّبت الأمر وجدت أنه يستحق الكتابة فعلا. جلست على كرسي الكتابة وأنا لا أعرف كيف أتعامل مع هذا الموضوع الخطير. من الذي خذل خلاوي؟ الجماهير السعودية الغفيرة أم مؤامرة إخواننا العرب؟ ترى ما هي التوصيات والمقترحات التي عليَّ أن أقدمها حتى لا تتكرر هذه الحادثة المأساوية مرة أخرى؟ هل أطالب بقطع العلاقة مع لبنان؟ هل أطالب وزارة الإعلام بإنتاج برنامج ستار أكاديمي سعودي في واحدة من الاستراحات المنتشرة في أرجاء بلادنا ولله الحمد؟ أم أنصح المسؤولين بفرض مجموعة من السعوديين الثقات على لجان العمل في هذه البرامج.
بعد تأمل أكدت لي الحادثة إحدى أهم وجهات النظر في الكتابة التي تقول :إن الكتابة لا تصلح أثناء غليان العواطف الوطنية الجياشة في البداية قررت أن ألتزم بقواعد الكتابة المحايدة العقلانية. وأن أؤجل الكتابة عن الموضوع حتى تتراجع عواطفي وعواطفي مواطني إلى وضعها الطبيعي لكي لا تكون كتاباتي تحريضاً على الأمة العربية. فنحن أحوج ما نكون إلى رص الصفوف والسير سواء خلف ستار أكاديمي أو الرئيس أو الجامعة العربية.وإلا نجعل عواطفنا الإقليمية والجهوية تتغلب على عواطفنا القومية ،إلا أن الظروف المستجدة على الحدود الباكستانية الأفغانية تريد أن تفرض نفسها وتملي علينا سرعة العمل بغض النظر عن الملاءمة والتوقيت والإحساس القومي. فالقوات الباكستانية ربما تلقي القبض على الظواهري عندئذ سندخل في نفس اشكالية خلاوي مع ستار أكاديمي. فاخواننا المصريون لن يقبلوا أبدا أن يطلق على الظواهري لقب مساعد( بلادن). كيف يصير مصري مساعد سعودي ؟! هذا غير معقول. حتى في الأعمال الإرهابية لا يريدوننا أن نكون متقدمين عليهم. لاحظوا في كل مقابلة مع أي مصري مثقف تسمعه يقول (أصلو الظاهري هو الرأس المدبر في القاعدة) (الظواهري قلب استراتيجية القاعدة) (أصلو أحداث أحدشر سبطمر من تخطيط الظواهري) (ما أقولك شي دا مخه كبير أوي) (بن لادن ما يقدرش يعمل حاجة من غير ما يرجع له) (آه طبعا أمال أيه)حتى في الإرهاب لا نخلو من الحسد.

فاكس 4702164


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved