Wednesday 24th March,200411500العددالاربعاء 3 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فقيد اليتامى والمساكين فقيد اليتامى والمساكين
محمد عبدالرحمن المسعود

في يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء 5-6-12-1424هـ وإثر حادث اليم فقد الجميع من أهل وأصحاب وكبير وصغير ومسكين حتى دواب الأرض رجلاً عظيماً شهماً هو: المغفور له بإذن الله عبدالكريم بن عبدالجليل عبدالكريم الدرويش رحمه الله.
عاش يتيم الأب هو وإخوته صغاراً مساكين لدى عمهم ووالدتهم رحمهم الله جميعاً حتى شبوا وكافح وثابر تعاضده امرأة تربت أحسن تربية تعرف حقوق الزوجية، حفظت له ماله وعرضه.
كانت نعم الجليس ذات العقل الراجح السديد. فكانت تواسيه إذا ضاقت به الدنيا وشدت من أزره حتى بلغ من الدنيا ما بلغ، نشأ متديناً بطبعه، أفنى حياته كلها في طاعة الله، يمتاز بدماثة الخلق والابتسامة المشرقة على محياه. وبالكرم والجود وحبه للصدقات على الفقراء والمحتاجين والمساكين واليتامى والأرامل.
كان لا يألو جهداً بعلمه بفقير أو يتيم أو محتاج بعيداً كان أو قريب إلا سارع بالصدقة عليهم ولا يعلم بقطة لديها صغار إلا وسارع بإطعامها.
فكم من مسجد شيده وكم من مسجد ساهم ببنائه وكم من معسرٍ فرج عنه وكم من مديون أمهله. وحث على البر بالوالدين. وسعى لإصلاح ذات البين وحث على صلة القربى. وكان منذ شبابه عرف عنه الاستقامة والعفاف فكان أهله يستيقظون وسط الليل على تهجده وتلاوته للقرآن الكريم. وكان يصوم النصف الأخير من كل عام من شهر رمضان بجوار الحرم بمكة المكرمة يجود بإطعام طيورها قبل مساكينها.
وكان رحمه الله يعرف عنه حبه وولاؤه لولاة الأمر وكان لايألو جهداً بالدعاء لهم مع الوالدين وكان يردد دائماً بعفوية تامة في أي وقت: ما اجتمعت إسلام وصحة وأمان إلا في هذا البلد في هذا العهد الزاهر. وكان يردد دائماً بأن فضلهم كبير على أمن هذا البلد واستقراره. والحمد لله على قضائه وقدره كل شيء هالك إلا وجهه سبحانه وتعالى.
قال تعالى {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}. ولا نقول إلا (اللهم فارج الهم وكاشف الغم مجيب دعوة المضطرين رحمان الدنيا والآخرة ورحيمها ارحم خالي أبوعبدالجليل رحمة تغنيه عن رحمة من سواك ويا سابغ النعم ويا دافع النقم يا نور المستوحشين من الظلم نور قبره وافسح له فيه مد بصره يا أرحم الراحمين.
الهم يا رب أسألك بحقك وقدسك وأعظم صفاتك وأسمائك أن تجعل قبره روضة من رياض الجنة وارزقه جنة الفردوس.
اللهم أجعله من الذين سرحت أرواحهم في دار العلا وحطت همم قلوبهم في غاية التقى حتى أناخوا برياض النعيم وجنوا من رياض التسنيم وخاضوا لجة السرور وشربوا بكأس الرحيق المختوم. واستظلوا تحت ظل الكرامة الظليل اللهم آمين يا رب العالمين ولا نقول إلا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
قال الشاعر:


كم صحيح مات من غير علة
وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكاً
وأكفانه في الغيب تنسج وهو لا يدري


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved