Wednesday 24th March,200411500العددالاربعاء 3 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

27-5-1391هـ الموافق 20-7-1971م العدد 352 27-5-1391هـ الموافق 20-7-1971م العدد 352
ماذا سيفعل منتخب الوسطى أمام فريق الإسماعيلي المصري؟

تشهد الجماهير هنا بالرياض على ملعب الملز يوم الجمعة القادم أروع لقاء رياضي، بل أكثر كل اللقاءات الرياضية إثارة وحماساً وجدية.. ويكفي لكي نتأكد من توفر كل هذه المميزات في لقاء الجمعة القادم أن أحد طرفيه بطل أفريقيا والطليعة في فرق الشقيقة الجمهورية العربية المتحدة.
يوم الجمعة القادم يتعانق شباب السعودية ومصر عناقاً أخوياً ممثلاً ذلك في المباراة الكبرى التي سيلعبها منتخب المنطقة الوسطى مع فريق الإسماعيلي المصري الذي يضم عدداً من خيرة النجوم في المنتخب القومي لمصر. وهذا اللقاء، الذي هو رابع وآخر مباراة يجريها الضيوف على أرضنا وبين جمهورنا ومع لاعبينا، لا تتحدد أهميته من خلال النتائج التي أسفرت عنها المباريات الماضية، ولا تبرز قيمته من واقع الأهمية التي يعطيها وجود الإسماعيلي البطل طرفاً في المباراة، ولكن أهميته تتحدد كما أرى من خلال توقعات المراقبين بأن احتكاك لاعبينا بمثل هذا الفريق العظيم سوف يكسبهم الخبرة والمعرفة والتعلم والتمرس لآخر ما وصلت إليه اللعبة الشعبية -كرة القدم- من ابتكار في الخطط والتكتيك، باعتبار الضيوف من أكفأ الفرق الكبرى في التقاط ما يجري في العالم الرياضي من جديد، ومن ثَمَّ تطبيقها تطبيقاً سليماً ومجدياً، بل وأحياناً التجديد على ما يصلهم من جديد في الخطط والطرق، ليأتي ذلك منهم منسجماً تماماً مع إمكانياتهم المادية والبشرية، وهذا يعطي الدليل على القيمة التي يتمتع بها أفراد الإسماعيلي الذين يشكلون القوة الساحقة لمواجهة الخصوم من الفرق المنافسة الأخرى سواء في مصر أو أفريقيا.
يوم الجمعة (وسوف أصرف النظر عن نتائج مباريات الإسماعيلي في المنطقة الغربية مستوى ونتائج) يحدد منتخب الوسطى مكانه بين المنتخبات الأخرى بما سيفعله أمام هذا الفريق العنيد، خاصة أن منتخب هذه المنطقة ما زال مجال شك من ناحية الكفاءة التدريبية، بل ومن ناحية سوء الاختيار على ضوء نتائج مبارياته مع المنتخبات الأخرى في الأسابيع الماضية والتي كانت إنذاراً صارخاً بإعادة النظر بالمنتخب من الأساس. ولعل هذه المباراة تعطي رأياً أخيراً ونهائياً بما يُثار من اتهامات حول المنتخب من أنه أضعف مستوى من أي عام مضى، وأنه على هذا الأساس لا بد من إعادة النظر فيه.
الفرق الكبيرة هي التي تحدد مستوياتنا.. هي التي تعطينا التقديرات الصحيحة لمستوانا.. بل وهذه الفرق هي التي تدفعنا إلى الحماس والعمل لخلق المستويات المطلوبة.. إن لم تكن عاملاً في تصحيح الأخطاء وتقويم المعوج من أعمالنا. لذلك فإن اختيار الأمير الرائد عبدالله الفيصل للإسماعيلي بالذات ليلعب مع منتخباتنا في مثل هذا الوقت بالذات لدليل على بعد نظر سموه، ودليل على أنه يهدر جل وقته بغية إعدادنا لدورة الخليج القادمة بمستوى مغاير تماماً لما كنا عليه في الدورة السابقة.
ولا تنتظروا الفوز على الإسماعيلي؛ فهذا ليس مهماً بالدرجة التي نتصورها.. المهم أن يفتح اللاعب السعودي عينيه (وأن يشغل مخه)؛ ليعرف كيف يلعب الضيوف، وبأي أسلوب يؤدون المباراة.. وليس عيباً أن ننهزم مقابل أن نتعلم كيف نلعب الكرة.. بل إن العيب أن نفوز بالعافية.. أن يأتي انتصارنا مقابل فرص تهيأت لنا صدفة.. ثم نخرج وكأننا لم نؤد مباراة لكي نتعلم.. وليس يعني ذلك أنني لا أريد الفوز.. ليس يعني ذلك أنني لا أتمنى الانتصار.. أنا أريد ذلك وأتمنى أن يكون رصيدنا ضخماً من الأهداف، ولكني لا أعطي وزناً لهذه العواطف إطلاقاً أمام مصلحة بلادي.. وفي اعتقادي أن المصلحة لبلد وشباب البلد تكمن في أن نتعلم دروساً من أشقائنا؛ لأنهم الأكثر خبرة، والأرفع مستوى.. وكم أتمنى أن نكسب المباراة مقرونة بالاستفادة من كفاءة الضيف.
إن لقاء الجمعة القادم بالرياض لن يكون سهلاً من جانب الإسماعيلي؛ فهو اللقاء الوحيد بالرياض.. ويهم الإسماعيلي أن يقدم لجماهير الرياض صورة لمستواهم؛ ليرضي الحشد الضخم الذي سيحرص على مشاهدة مباراتهم.. والفرق الكبيرة لا تتأثر مستوياتها من خلال لعبها لمباريات كثيرة في أسبوع أو حتى أقل.. لنقول: إن الاسماعيلي متعب الآن، ولن يلعب مباراة جيدة بالرياض.. ذلك لأن الفرق الكبيرة تتميز بتوافر اللياقة الجيدة في صفوف أفرادها من جهة، واكتمالهم من ناحية الإعداد الفني من جهة أخرى. وهذا يرفض الادعاء الذي تعود إطلاقه جمهور المدرجات في مثل هذه الحالات.. ومن هنا فإني أحذر وأنبه من جهة أخرى لاعبي الوسطى من أي تهاون أو تساهل يسبب لهم في النهاية موقفاً محرجاً مع هذه الجماهير.
يبقى في ذهني كلمة قصيرة لا بد من ذكرها قبل أن أختتم هذه السطور، وهي أنني قد تعمدت عدم الغوص في الحديث عن مستوى الضيوف؛ لأن معلوماتي عنهم ليست عن معايشة، بل عن قراءات متقطعة وسماع غير منتظم.. ولذلك كان حديثي سريعاً عنهم وعن منتخب الوسطى الذي فضلت أن أتحدث عنهم على نمط حديثي عن فريق نادي الإسماعليلي.
وفي الأخير، دعوات من قلبي وقلوب كل قرائي لأفراد البعثة الرياضية المصرية ممثلة بفريق الإسماعليلي بأيام كلها سعادة بين إخوانهم بالرياض.

المحرر الرياضي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved