Sunday 28th March,200411504العددالأحد 7 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وإنا على فراقك يا شيخنا لمحزونون وإنا على فراقك يا شيخنا لمحزونون
عادل علي جودة

هنيئا لك يا شيخنا الجليل الأشم الأعظم، هنيئا لك الشهادة، هنيئا لك الجنة، وهنيئا لك وعد الله سبحانه وتعالى:{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} (الفجر 27-30).يا شيخنا الصابر، يا شيخنا المجاهد، يا شيخنا الشهيد، هنيئا لك هذا العرس العظيم، هنيئا لك دموع هذه الجموع، هنيئا لك هذه القلوب والحناجر، هنيئا لك زغاريدهم وأناشيدهم، هنيئا لك إصرارهم على المضي قدماً على دربك درب الجهاد والمقاومة لنيل الحقوق كاملة غير منقوصة، حق العودة وإقامة الدولة على تراب فلسطين، كل فلسطين، وعاصمتها القدس الشريف، هنيئاً بشعب تجمعه دوماً محبتك، وتوحده أبداً قوتك، وهنيئاً لك (سيدي) ذلك المقام المحمود، {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (آل عمران 169 - 170).وهنيئاً لنا نحن أبناء فلسطين بك يا شيخنا الحبيب، ارتفعت بك رؤوسنا محلقة في سماء العزة والكرامة، وهنيئاً لنا نحن أبناء الأمتين العربية والإسلامية، هنيئا لنا بصبرك، هنيئاً لنا بعزمك، هنيئاً لنا بقلبك وفكرك وإيمانك، هنيئا لنا بما أدخلته في مشاعرنا، فتارة نراك والدنا، وتارة نراك أخانا، وتارة نجدك ابننا، وغير ذلك، فأنت معلمنا ورمزنا وقدوتنا، هنيئاً لنا بك معنا وحولنا، هنيئاً لنا بك في أعيننا وعقولنا وقلوبنا، هنيئاً لنا برائحتك الزكية، هنيئا لنا بسيرتك العطرة الأبية، هنيئاً لكل أم فلسطينية أسمت وليدها (أحمد ياسين) وهنيئاً لوليدها بهذا الاسم العظيم.يا شيخنا، يا من يعمر قلوبنا اسمك ورسمك وعملك ووقارك، احتار الناس في وصفك، وحق لهم أن يحتاروا، فهم أمام رجل فريد في صبره وأصالته وإيمانه وشموخه، قالوا عنك: (الشيخ) و (الشهيد) و (الشهيد الشامخ) و (أمير الشهداء) و (البطل) و (المجاهد) و (شيخ الجهاد) و (الصابر) و (المجاهد الشهيد) و (الرمز الفلسطيني الخالد) و (شيخ المقاومة وشيخ المقاومين) وغير ذلك كثير وكثير، أذهل الناس كبرياؤك فأجمعوا أنك كل هذه الصفات، ثم عادوا ليقسموا أنها لا تكفي.يا شيخنا يا أمير الشهداء نم قرير العين، مطمئن النفس وهادئ البال، فأشبالك وشبابك أبناء فلسطين بكل أطيافهم اتحدوا وامتزجوا وهبوا على هيئة رجل واحد بلسان واحد ومعتقد واحد يرددوا الوعد ويجددوا العهد.أما المجرم الفاشل فها هو يغرق في وحل الخزي ومستنقع العار، ظن أنه حقق، أنه أنجز، أنه انتصر، ظن أن شيخنا قد مات وأن المقاومة انتهت!!خسئ ظنه وخاب من يمهد له دربه، فقير معدم، لا يدرك أن هناك شيئا اسمه الجسد وهناك شيئاً اسمه الروح، لا يعرف فلسفة الموت في ثقافتنا، فنحن قد نقتل ولكننا لا نموت، أيعقل أن يفني الوجودَ العدم!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved