Monday 29th March,200411505العددالأثنين 8 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تقاعد المعلمات المبكر تقاعد المعلمات المبكر
فهد الحوشاني

يوجد في مدارس المرحلة الابتدائية نسبة لا بأس بها من معلمات (كبيرات في السن) وتلك المعلمات الفاضلات تفصل بينهن وبين طالباتهن مساحات شاسعة من الفارق السني الذي يؤثر حتما على مستوى التعامل ومستوى التقبل والتفاعل, فالكثير منهن تعتبر طالباتهن بسن حفيداتهن.. وبعضهن حاصلات على تعليم أقل من المرحلة الجامعية!! وأولئك المعلمات الكبيرات لا يمكن لهن أن يتواءمن مع جيل الصغيرات اللواتي يحضرن للمدرسة بأفكار ومعلومات تختلف كليا عن طريقة تفكير معلماتهن!! من افضل الحلول هو تقاعد تلك المعلمات الكبيرات بقوة النظام تقاعدا مبكرا لا رجعة فيه, فالتقاعد المبكر سوف يتيح فرص عمل جديدة لمعلمات خريجات مللن الانتظار في طوابير الوظيفة الموعودة وهن يبدأن للتو حياتهن الأسرية وبراتب الوظيفة يستطعن مع أزواجهن مواجهة الحياة ومتطلباتها لكن المعلمة الكبيرة أنهت جميع مسؤولياتها وهي في الغالب قد زوجت أولادها وبناتها وربما تزوج أيضا أبو عيالها!
وإذا كانت الوظيفة كما قالت إحداهن (أوسع للصدر من قعدة البيت) فهذه يمكن حلها بسهولة عن طريق إنشاء جمعيات صباحية تشبه المدارس ولكن بدون طالبات تجتمع فيها المعلمات من نفس الفئة العمرية! ابنة أحد الأصدقاء التي تدرس في الأول الابتدائي، ورغم انه لم يتبق ألا جزء يسير من العام الدراسي مازالت تلح عليه بالنقل إلى الفصل الآخر حيث إن معلمتهم الصغيرة تحبها الطالبات ويتفاعلن معها بشكل كون ان لها جماهيرية في المدرسة فهي بحكم تقارب السن وحداثة التعليم تفهم مشاعر وأحاسيس الطالبات الصغيرات وتتحدث معهن بلغة مشتركة يفهمها جيل اليوم، بينما معلمتهم الكبيرة التي (زهقت) من التعليم ولم يتبق في العمر (أكثر مما مضى) صدرها ضيق ولا تحتمل مشاحنات الطالبات وتشكو الروماتيزم وآلام الركب والضغط، ومشكلة الطالبات معها أنها تبث على موجة (SW) بينما تبث غالبية الطالبات على موجة (FM)! والحل لهؤلاء المعلمات هو تكريمهن بتقاعد مبكر مع شهادات تقدير لما قدمنه في سنوات خاليات من نشاط وحيوية وجهد يشكرن عليه لكن عليهن الآن فتح المجال أمام آلاف المعلمات اللاتي يقفن بالطابور ويضعن أقدامهن للتو على سلم الحياة الزوجية ويحتجن لراتب الوظيفة ويحتاج إليهن التعليم. وهذا قرار لا يمكن أن يتخذه ألا السلطات التعليمية لأن من يمسك بتلابيب الوظيفة لا يمكن له أن يتركها بقرار اختياري منه. قلة فعلوا ذلك، دائما التقاعد بقوة النظام هو المخلص الوحيد!! ولو تم التفكير باستفتاء حول التقاعد المبكر فأرجو أن يؤخذ رأي الخريجات اللواتي ينتظرن الوظيفة أو المعلمات اللواتي تركن المدينة للسكن في قرية أو هجرة أو يترددن مئات الكيلو مترات يوميا!
إن تغيير أو تطوير أو تحديث المناهج لا يكفي ولن يحقق الهدف الذي يسعى إليه. فكيف سنوصل المناهج الحديثة بالأدوات القديمة نفسها؟!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved