Monday 29th March,200411505العددالأثنين 8 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في أول حوار صحفي.. نائب رئيس المعهد الدولي للعلوم الإدارية عن منطقة الشرق الأوسط.. لـ( الجزيرة ): في أول حوار صحفي.. نائب رئيس المعهد الدولي للعلوم الإدارية عن منطقة الشرق الأوسط.. لـ( الجزيرة ):
نسعى لتأصيل التجارب الإدارية في منطقة الشرق الأوسط لتفعيل دور دول المنطقة على الساحة الدولية
تطوير العمل الإداري في الأجهزة العامة بما يضمن كفاءة وفاعلية تقديم الخدمات

* حوار - مسلم الشمري :
أعرب نائب مدير عام معهد الإدارة العامة للبحوث والمعلومات ونائب رئيس المعهد الدولي للعلوم الادارية عن منطقة الشرق الاوسط الدكتور فهاد بن معتاد الحمد عن فخره واعتزازه بالمشاركة السعودية الفاعلة في اجتماعات المعهد الدولي الذي عقد مؤخراً، مؤكداً ان إعادة انتخابه نائباً لرئيس المعهد الدولي للعلوم الادارية عن منطقة الشرق الاوسط تثمين للمكانة الدولية العالية التي تحتلها المملكة العربية السعودية ولدورها الكبير في دعم مثل هذه المنظمات الدولية الفاعلة، موضحاً ان تحسين العمل الاداري في الاجهزة العامة هو هدف خطط وبرامج المعهد الدولي الذي يعد المؤسسة الدولية الأقدم والأوحد المتخصصة في الادارة العامة.وأشار د. الحميد في حديث مع (الجزيرة) الى سعيه لتفعيل دور دول الشرق الاوسط في نشاطات المعهد الدولي للعلوم الادارية، لإبراز وتأصيل التجارب الادارية في المنطقة، كما نوه د. الحمد بما يحظى به معهد الادارة العامة من تقدير عالمي واسع لمشاركته الفاعلة طوال 35 عاماً في صنع القرارات والتوصيات ووضع الحلول لمشاكل ادارية وتنموية ودولية، كما تطرق في حديثه الى عدد من القضايا والموضوعات المتعلقة بنشاط المعهد الدولي واجتماعاته والدور العربي في تفعيل المحاور التي تهم المنطقة وتساهم في معالجة إشكاليات تنموية ادارية عديدة.. وفيما يلي نص الحوار:
تطوير العلوم الادارية
** بصفتكم نائباً لرئيس المعهد الدولي للعلوم الإدارية عن منطقة الشرق الأوسط.. هل لكم أن تطلعونا على ماهية هذا المعهد، وما الأهداف التي أنشئ من أجلها والأدوار التي يقوم بها لتحقيق هذه الأهداف؟
- المعهد الدولي للعلوم الادارية منظمة دولية ذات هدف علمي ولقد تم انشاؤه عام 1930م بناء على القرار الذي اتخذه المؤتمر الدولي للعلوم الادارية و عقد بمدريد في نفس العام، ومقره مدينة بروكسل ببلجيكا ويعد المعهد المؤسسة الدولية الاقدم والأوحد المتخصصة في العلوم الادارية، وتتمثل اهداف المعهد الرئيسية في تطوير العلوم الادارية والسعي للارتقاء بالادارة الدولية، والوصول الى تنظيم وتشغيل افضل المؤسسات والاجهزة الادارية الحكومية، وتحسين الاساليب والاجراءات الادارية فيها، ويعمل المعهد على تحقيق هذه الاهداف المنشودة من خلال قيامه بالمهام والانشطة التالية:
1- تنظيم واقامة مؤتمرات وندوات ولقاءات وورش عمل دولية تتناول قضايا ومشكلات الادارة العامة الدولية والاقليمية والمحلية.
2- تطوير العلاقات مع حكومات الدول الاعضاء في المعهد وأجهزتها الادارية، و المؤسسات الدولية الاقليمية، والجمعيات العلمية، والجامعات والمعاهد والخبراء في حقل العلوم الادارية.
3- جمع الوثائق ذات الصلة بنشاط المعهد، وتيسير الحصول عليها لحكومات الدول الاعضاء، والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية والباحثين والدارسين عند الطلب.
4- المساهمة في تطوير طرق واساليب التدريس والتدريب في مجال العلوم الادارية، وتطوير مناهجها.
5- اجراء البحوث والدراسات والمسوح الميدانية، ووضع الخطط والبرامج، وابرام الاتفاقيات مع الدول المعنية لتطوير التنظيم والادارة.
6- تشكيل مجالس ولجان لدراسة مشاكل ادراية معينة خاصة في مجالات القانون الاداري، والادارة العامة او الممارسات الادارية.
7- انشاء اقسام وطنية مرتبطة بالمعهد بهدف الارتقاء بالادارة العامة فناً وعلماً، ولتحقيق المساهمة في الدراسات الادارية المقارنة.
8- انشاء اقسام دولية مرتبطة بالمعهد بهدف الارتقاء بالادارة الدولية والدراسات الادارية الدولية المقارنة.
9- اصدار البحوث والدراسات العلمية في مجال العلوم الادارية واصدار المجلة الدولية للعلوم الادارية بشكل دوري كل ثلاثة اشهر.
وينبثق عن المعهد جمعيتان متخصصتان هما الجمعية الدولية لمدارس ومعاهد الادارة، والمجموعة الاوروبية للادارة العامة، حيث تعملان مع المعهد لتحقيق اهدافه، ويقدم المعهد الاستشارة والمشورة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى مثل البنك الدولي، واليونسكو، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، ومنظمة العمل الدولية وغيرها.
قضايا التنمية الادارية
** الى أي مدى تستفيد منطقة الشرق الأوسط من خبرات ومشورة المعهد الدولي في معالجة كل قضايا التنمية الإدارية ومشكلات الأداء التي تواجه الوحدات والدوائر الحكومية ووضع الإطار المنهجي والعملي لحلها؟
- ذكرت ضمناً في اجابتي عن السؤال السابق ان من بين الوسائل التي يسعى المعهد الدولي للعلوم الادارية لتحقيق اهدافه من خلال اجراء دراسات يمكن ان تؤدي الى تحسين العمل الاداري وتقديم مساعدات فنية في هذا المجال، اضافة الى العمل على تبادل الخبرات ووجهات النظر عن طريق المؤتمرات الدولية والندوات والحلقات والاتصال بالحكومات والجهات المختصة بهذا الشأن، حيث يتم في هذه المؤتمرات طرح تجارب الدول وقضاياها ومشاكلها الادارية وأساليب تصديها لهذه القضايا والمشاكل، وكيف نجحت بعض الدول في تحقيق التطوير الإداري المنشود بينما اخفقت دول اخرى، من هذا المنطلق تحتل قضايا التنمية الادارية في دول المنطقة حيزاً كبيراً من مناقشات ومداولات هذه المؤتمرات واللقاءات، كون هذه القضايا تتعلق بعمليات التطوير والتحديث التي تشهدها المنطقة فيما يخص النظم والاساليب الادارية لمواكبة التطور التقني والمعرفي الذي يجتاح العالم.
متابعة القرارات والتوصيات
** تتعدد وتتنوع الاجتماعات التي يعقدها المعهد الدولي للعلوم الإدارية سواء للجنته التنفيذية أو مجلس الإدارة أو المؤتمرات الدولية، وهذه الاجتماعات يصدر عنها عدد من القرارات المهمة حول تفعيل برامج التطوير والتنمية الإدارية في الدول الاعضاء، فهل هناك متابعة من اللجنة التنفيذية لضمان تنفيذ مثل هذه القرارات المهمة؟
- مجلس الادارة واللجنة التنفيذية هما جزآن من الهيكل التنظيمي للمعهد وتتعلق اجتماعاتهما بإدارة المعهد ابتداء برسم السياسات العامة للمعهد وانتهاء بالمتابعة والتقييم للبرامج والانشطة، ويتكون مجلس الادارة من ممثلي الدول والاقسام الوطنية والدولية، والمنظمات، ويعقد اجتماعاً كل سنتين، اما اللجنة التنفيذية فتتكون من رئيس المعهد ونوابه وعدد من الاعضاء والمدير العام للمعهد، وبالاضافة الى دورها في اقتراح السياسات العامة للمعهد واقرار الموازنات والحساب الختامي للمعهد، تتولى اللجنة مسؤولية الموافقة على مكان وزمان عقد المؤتمر السنوي وموضوعه الرئيسي وموضوعاته الفرعية،
وعلاقة المعهد بهذه المؤتمرات لاتنتهي بانتهاء هذه المؤتمرات حيث يتولى المقرر العام للمؤتمر والمقررون المساعدون ومجموعات العمل المتخصصة متابعة ما انتهى اليه المؤتمر من نتائج وتوصيات، يتم صياغتها ووضعها في تقارير يتولى المعهد طباعتها ونشرها وتوزيعها على اعضائه، كما يتم نشر بعض ابحاث ودراسات هذه المؤتمرات عن طريق المعهد كذلك.
العضوية في المعهد الدولي
** ماهي طبيعة العلاقة بين معهد الإدارة العامة والمعهد الدولي للعلوم الإدارية؟
- ترجع هذه العلاقة تحديداً الى عام 1969م (1389هـ) حين انضم معهد الادارة العامة لعضوية المعهد الدولي للعلوم الادارية واشترك في مؤتمر المائدة المستديرة الذي عقد في الفترة من 23 الى 28 يونيو 1969م بمدينة برشلونة، كما اشترك المعهد عام 1971م (1391هـ) في المؤتمر الدولي الخامس عشر للعلوم الادارية بروما الذي اقامه المعهد الدولي في الفترة من 6 الى 11 سبتمبر 1971م، ومنذ ذلك الوقت ومعهد الادارة العامة يسهم بفاعلية في نشاطات المعهد الدولي ويشارك في اجتماعات اللجنة التنفيذية ومجلس الادارة بصفة مستمرة، كما يشارك في اجتماعات مجلس ادارة الجمعية الدولية لمدارس ومعاهد الادارة والاجتماع السنوي للجمعية الدولية للتوثيق والمعلومات في الادارة العامة.
تمويل أنشطة المعهد
** كيف يتم تمويل برامج وأنشطة المعهد الدولي بما يمكنه من الاستمرار في أداء دوره، وهل هذا التمويل قاصر فقط على الدول الاعضاء أم أن هناك ترتيبات معينة؟
- لا يختلف المعهد الدولي للعلوم الادارية في تمويله عن المنظمات الدولية الاخرى حيث يتم تدبير الموارد المالية لتمويل انشطة وبرامج المعهد من خلال رسوم العضوية السنوية، ومن ايرادات بيع المؤلفات والبحوث التي يصدرها، والخدمات الاستشارية التي يقدمها، ورسوم المؤتمرات التي يعقدها، ولاشك ان المعهد يعاني حالياً من قصور في موارده المالية بسبب عدم وفاء بعض الدول بالالتزام بدفع الرسوم المترتبة عليها، بيد ان المعهد يعمل على زيادة موارده من المصادر الاخرى.
نحو جودة حكومية
** قمتم مؤخراً بافتتاح أعمال المؤتمر الدولي الثاني للعلوم الإدارية الذي عقد في مدينة نيودلهي وطرح فيه عدد من القضايا المهمة، كما ترأستم اجتماع اللجنة التنفيذية للمعهد الدولي للعلوم الإدارية الذي عقد على هامش الاجتماع، فما هو أبرز ماتم طرحه من مناقشات خلال هذه الاجتماعات؟
- عقد المؤتمر الدولي الثاني للعلوم الادارية في مدينة نيودلهي بالهند خلال الفترة من 28 شعبان وحتى 4 رمضان 1423هـ تحت عنوان (نحو جودة حكومية من أجل نماء وتطوير مستمر)، وشارك فيه نخبة من المختصين في علوم الادارة العامة من أنحاء العالم شتى ، وقد قمت بافتتاح فعاليات هذا المؤتمر نيابة عن رئيس المعهد الدولي معالي الاستاذ جين ماري اتنغانا ميبارا، كما ترأست اجتماع اللجنة التنفيذية الذي عقد على هامش المؤتمر، وذلك بحكم منصبي كنائب للرئيس الذي أنابني لرئاسة الاجتماع لعدم سماح ظروفه العملية من الحضور خلال تلك الفترة.
ولقد حققت اجتماعات المؤتمر تنوعاً وعمقاً من خلال مداولات ومناقشات المندوبين المشاركين، اضافة الى ابرز الباحثين والممارسين والمتخصصين في علوم الادارة العامة الذين عرضوا اكثر من 150 بحثاً ودراسة متخصصة من مختلف انحاء العالم، وأَنتهزُ هذه المناسبة لأعرب عن فخري واعتزازي بالدور السعودي في المؤتمر ومشاركة بعض الباحثين السعوديين في طرح ومناقشة قضايا ادارية ذات مساس مباشر بواقع الممارسات الادارية في مجتمعات عصر المعلومات مثل التنمية المستدامة وتطوير وتوظيف القوى العاملة وكفاءة وشفافية ومسؤولية الادارة.
تأصيل التجارب الإدارية
** كيف يمكن تفعيل دور المملكة العربية السعودية ودول الشرق الاوسط في دعم نشاطات المعهد الدولي والإسهام في وضع حلول لقضايا ومشاكل التنمية الإدارية في المنطقة؟
- تمثل عملية تفعيل دور المملكة العربية السعودية في دعم نشاطات المعهد الدولي هاجساً ملحاً بالنسبة لي، كوني أولاً معنياً بالشأن الإداري وممارساً له ومعايشاً لقضاياه وهمومه كنائب لمدير عام معهد الإدارة العامة، وكوني ثانياً نائباً لرئيس المعهد الدولي للعلوم الإدارية عن منطقة الشرق الاوسط، وهذا بحد ذاته يثقل كاهلي بآمال وتطلعات وطموحات أتمنى أن أراها مطبقة على أرض الواقع، ولعل أبرز ما يشغلني لتفعيل هذه الأدوار هو تأصيل التجارب الإدارية في المنطقة على مستوى العالم أسوةً بمثيلاتها في مناطق ودول مختلفة، نظراً لما مرت به المنظمات والمؤسسات الإدارية في منطقة الشرق الأوسط من تجارب إدارية واقتصادية جديرة بالدراسة والتحليل، وجعلها متاحة أمام الدول الاخرى للاستفادة منها، أيضاً ولكون منطقة الشرق الأوسط رغم ما تضمه من كفاءات وطاقات وكثافة سكانية عالمية ورغم ما تم من خطوات إصلاحية لاتزال ترزح تحت عدد من مشاكل التنمية الإدارية المزمنة التي تحتاج إلى تكاتف جميع الأطراف المعنية لتضع لها حلولاً جذرية بما يمكن من تحقيق رفاهية وتنمية هذه المنطقة أسوةً بغيرها من المناطق.
مشاركة فاعلة
** أعيد انتخاب سعادتكم نائباً لرئيس المعهد الدولي للعلوم الإدارية عن منطقة الشرق الأوسط خلال المؤتمر العام الخامس والعشرين للمعهد الدولي للعلوم الإدارية الذي عقد في العاصمة اليونانية أثينا في الفترة من 18 الى 22 ربيع الآخر 1422هـ التي توافق من 9 الى 13 يوليو 2001م، مالذي تعنيه إعادة الانتخاب بالنسبة لكم؟
- أَستطيعُ القول ان إعادة انتخابي لفترة ثانية هي تثمين للمكانة الدولية التي تحتلها المملكة العربية السعودية ودورها الذي لا يقف عند حد في دعم المنظمات الدولية، كما انها في الوقت ذاته تقدير من المعهد الدولي للعلوم الادارية ومؤتمره العام لمعهد الادارة ولدوره الرائد في تحقيق التنمية الادارية على المستوى المحلي والعربي والإسهام في تحقيقها على المستوى العالمي، وهي ادوار تتسق مع عراقة معهد الادارة العامة وانضمامه المبكر لعضوية المعهد الدولي للعلوم الادارية الذي يرجع لأكثر من 35 عاماً، ومشاركته الفاعلة طوال هذه الفترة الزمنية الطويلة في صنع كثير من القرارات والتوصيات ووضع عديد من الحلول لمشاكل إدارية وتنموية كانت تطرح للحوار والنقاش خلال الاجتماعات والمؤتمرات.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved