Tuesday 30th March,200411506العددالثلاثاء 9 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأزمنة الأزمنة
قيادة أرواح.. لا قيادة أشباح ..!
عبدالله بن إدريس

عجباً لذلك الشيخ المقعد الذي عاش (بنصف جسم) وكان كرسيه (نصفه) الآخر..! إلا أنه عاش بروح، وصلابة، وجهاد.. ألف مليون مسلم ..!
عجباً لشيخ المجاهدين في هذا العصر الشيخ أحمد ياسين المجاهد الرمز في أمة أراد لها أعداؤها ان تموت معنوياتها.. ويخبو ضياؤها.. ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
رحمك الله يا رمز المجاهدين الأشداء في هذا العصر.. وأمير الصابرين على البأساء واللأواء..
رحمك الله يا من جاهدت في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى..
لقد كنت مثالاً رائعاً للقائد الروحي الشجاع الذي لا يتكرر مثيله عبر القرون إلا قليلاً.
وأعدت بصلابتك الرجولية الفذة.. وثباتك على المبدأ الذي أعلنته ونلت في سبيله الكثير الكثير من المشاق والمتاعب عصور المجاهدين التاريخيين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
لقد أوجعت الدولة العبرية المحتلة.. بصمودك الباذخ.. وروحك الصابرة التي لم تتخاذل.. ولم تهن.. وأنت الأعزل من كل سلاح تلاقي به سلاح أعدائك وأعداء أمتك سوى سلاح الإيمان بالله والثقة بنصره لعباده المؤمنين، ولو بعد حين.. والإيمان بعدالة قضيتك التي عشت عليها، وعشت لها.. منذ صباك حتى وافاك الأجل المحتوم.
فهنيئاً لك يا شيخ المعنويات العالية بنيل الشهادة الأغلى والأسمى في الوجود.. الشهادة في سبيل الله - إن شاء الله تعالى - وما أكثر المسلمين الذين يتمنون ميتة كميتتك الجميلة.. خرجت من مسجدك مصلياً صلاة الفجر في جماعة.. وشاغلاً لسانك وقلبك بذكر الله، قبلاً وبعداً.. ثم يكون لك الشرف العالي ان تستشهد على أيدي أعداء الله ورسله وأنبيائه.. على أيدي ورثة الإجرام وعُبّاد (العجل) الذي صاغه لهم الساحر (السامري) فعبدوه ألِدّاء للديانتين المسيحية.. والإسلامية.. والله أخبرنا بذلك لنكون منهم دائماً، على حذر {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ} مع أن هذه الآية لا تدل على ان النصارى أقل عداوة للمسلمين.. أبداً.. وشواهد التاريخ والحال تدل على ذلك.. والاستثناء الذي ورد في نهاية الآية مقصود به عدد من نصارى الحبشة في زمن نزول القرآن الذين أسلموا ومنهم ملك الحبشة.
إذن يجب على المسلمين ألا يتهاونوا ولا ينخدعوا بأساليب السياسة (الملساء) التي يتبعها اليهود وأعوانهم وحلفاؤهم.. بملاسةٍ كملاسةِ بطن الثعبان، وهو السم القاتل.
إن الأمة العربية والإسلامية.. وفي هذا العصر بالذات في حاجة ماسة إلى زعامات تمزج السياسة الحكيمة بالروح الإسلامية القوية الفعالة والتي لا تلين ولا تتخاذل ولا تتنازل عن شيء من دينها في سبيل إرضاء أعدائها.. والذين هم لن يرضوا عن المسلمين أبداً حتى يتهودوا أو يتنصّروا.. {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}.
نريد زعامات جلدة على مقارعة الأعداء، صبورة على ما ينالها من متاعب شديدة.. لا يطيقها إلا أولو العزم من الرجال.. كالشيخ المجاهد (أحمد ياسين) رحمه الله وأكثر من أمثاله في أمة القرآن.
نريد زعامات تعنى بصلاح الأرواح قبل صلاح الأشباح.. وإن وجدت هذه الزعامات في أمة الإسلام {فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
وإذا كان استشهاد الشيخ أحمد ياسين جاء على يد أرييل شارون.. فإن أجداد هذا السفاح المجرم قد قتلوا أنبياءهم الذين أرسلهم الله لهدايتهم.. فلم يهتدوا بل أمضوا في الغي والفجور.. فقتلوا - على سبيل المثال - كلاً من (زكريا وابنه يحيى عليهما السلام).. وحاولوا قتل عيسى بن مريم عليه السلام إلا ان الله رفعه إليه.. وشبه لهم رجلاً آخر اعتقدوا انه عيسى فقتلوه.. فلا يستغرب منهم قتل شيخ مشلول الجسم.. وإن كان في منتهى العافية الفكرية والرجولة والشجاعة..!
دولة هذا طبعها الذي عاشت عليه.. وهذا مستوى أخلاقها الدنيئة منذ بدايتها الأولى على عهد موسى عليه السلام.. لا يمكن التصالح معها ولا نشدان السلام من قادتها ولا يبقى إلا فتح باب الجهاد عليها.. حتى يأتي وعد الله بهزيمتها الشنيعة يوم يختفي مقاتلوها كالفئران المذعورة.. خلف الأشجار والأحجار رُعْباً من المقاتلين المسلمين (حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فاقتله.. إلا شجر - الغرقد - فإنه من شجر اليهود) حديث صحيح.
وها هم اليهود يستعدون لتلك المعركة الفاصلة بكل وسيلة ممكنة للدفاع عن أنفسهم.. حتى بزراعة شجر الغرقد الذي يملأون به الآن أحراشهم ومزارعهم.. انتظاراً لليوم الموعود لسحقهم نهائياً - إن شاء الله - وقد قال ذات مرة وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشي ديان (نعم نحن نعرف ان ذلك سيقع.. ولكننا سنعمل على الدفاع عن أنفسنا حتى يأتي ذلك اليوم).. وهذا حزم لا يلامون عليه.. وإنما الواجب على المسلمين عامة وعلى الفلسطينيين خاصة، أن يقاتلوا اليهود دائماً وأبداً دون توقف أوانتظار لذلك الزمان الذي لا يعلم متى يحل.. إلا الله سبحانه وتعالى .. أو ان ينتهي قتالهم بتحرير فلسطين وإقامة الدولة بعاصمتها القدس.. وتلك أمنية الحياة للمسلمين جميعاً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved