Tuesday 30th March,200411506العددالثلاثاء 9 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بين كل(بسطة.. وبسطة).. هناك بسطة لبيعها بين كل(بسطة.. وبسطة).. هناك بسطة لبيعها
الأشرطة المزورة تأخذ وضعها بين النسخ الأصلية وتتحداها

* أبها - عبدالله الهاجري:
تذهب إلى أحد المجمعات التجارية أو الأسواق المركزية بغرض شراء شيء معين، وطبعاً الألبومات الغنائية ليست من تلك الأصناف، لتعود إلى منزلك وأنت محمل بعدد كبير ليس من احتياجات منزلك وإنما بالألبومات (كاسيت، وسي دي) الغنائية الجديدة منها والقديمة.
سيديهات كُثر وأشرطة أكثر تراها أمامك في تلك المجمعات.. البيع علناً وبدون أي خوف.. انتشرت الظاهرة كثيرة بين الباعة.. حتى صار بين كل بسطة وبسطة بسطة، لهؤلاء الباعة الذين يقومون ببيع تلك الأشرطة الغنائية(مزورة) علناً وبسعر مذهل أحياناً.
تستطيع هنا الحصول على خمسة أشرطة أو أربعة بسعر شريط واحد أي بخمسة عشر ريالاً.. طبعاً حصولك على خمسة أو أربعة أشرطة تعود إلى فهلوتك في المكاسرة مع البائع.
ما رأيكم بشريط لحسين الجسمي 2004م بثلاثة أو أربعة ريالات.. أو نبيل شعيل وحتى جواد الأخيرة ولم تسلم كذلك نانسي عجرم من ذلك.
المراقبة على هؤلاء الباعة شبه غائبة.. والزبائن(ياكثرهم) والبيع حامي الوطيس.
في أحد المجمعات التجارية بمدينة جدة استوقفني شاب يبيع تلك الأشرطة وتراها وكأنها نسخ أصلية، وهذا ما يبدو لك في أول نظرة الغلاف لا تستطيع أن تفرقه مع النخسة الأصلية.. التقطت أحد تلك الأشرطة وأنا إلى الآن لا أعرف شيئاً، فأشار لي البائع، وتبدو لهجته غير سعودية, بأن سعر هذا الشريط بأربعة ريالات.. ظننته يمزح في بادي الأمر ولكن تأكدت بأنه فعلاً جاد في الموضوع. أعجبني السعر في الأول وقلت له أتبيع بخسارة والشريط كما هو معروف يباع في المحلات المتخصصة بخمسة عشر ريالاً؟!.
بيّن لي مباشرة بأن تلك النسخ(مزورة) فبدأت الخسارة في السعر حتى اتفقنا على أن أشتري الشريط الواحد بريالين فقط.. بارك لي وأخذت منه عدداً لا بأس به من الأشرطة والتي ستغنيني عن شراء أشرطة أخرى إلا بعد فترة طويلة.
وبعد مسافة لا تزيد عن الأمتار من صاحبنا توقفت عند أحد الباعة(المزورين طبعاً).. وأحسست فيه نوعاً من العقلانية والهدوء.. أما الخوف من المراقبين فبعيدة عنه كل البعد(كالبعد بين كازخستان ونيجيريا)، بدأنا نتجاذب أطراف الحديث حول الأشرطة المزورة، وانتهى حديثنا إلى الآتي: نحصل على أشرطة من مجموعة من الأشخاص الذين يقومون بتزوير الأشرطة في(منازلهم) بسعر ريال أو ريالين للشريط الواحد، ونأتي هنا إلى السوق ونبيعها وبمكسب جيد، هدفنا هنا أن يكون السعر مناسباً للجميع حتى نكسب أكبر عدد من الزبائن.. ويضيف أما بالنسبة لل(CD) فنبيعها بما يقارب العشرة ريالات، أو أقل قليلاً حسب السوق وحركته.. وعن المراقبين يقول:(ما حولك أحد)، والمراقبون لا نراهم وإن رأينا أحداً منهم فهو يمر مرور الكرام، ويعترف بأن له زبائن لا بأس بهم، وأغلب الأشرطة التي نبيعها والمطلوبة أكثر من الفنانين الخليجيين في المقام الأول، إضافة إلى أننا نقوم بعمل(منوعات)، بس على(كيف كيفك)، وهي الأكثر انتشاراً.. ويختم حديثه معي قائلاً: أحياناً كثيرة ما نلحق على الشغل والمهنة هذه انتشرت أخيراً انتشاراً كبيراً.
إلى هنا انتهت جولتي في السوق والتي حولتها إلى جولة(فضولية) حول الأشرطة
المزورة والتي فعلاً بدأت تأخذ منحنى جديداً في عملية التزوير بدون أدنى أي اهتمام أو مراعاة لأصحاب الشركات التي تتعب حتى تطرح شريطاً أين هم المراقبون.. ولماذا يتركون مثل هؤلاء الباعة يصولون ويجولون متسببين في خسائر فادحة للشركات والجماهير؟.. وكيف يواجه أصحاب شركات الإنتاج الفني تلك الظاهرة ؟.. والكثير من الأسئلة والتي يأتي في مقدمتها كيف تم السماح لهؤلاء بممارسة هذه الظاهرة.. ظاهرة تزوير الأشرطة الغنائية؟.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved