Tuesday 30th March,200411506العددالثلاثاء 9 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
مؤتمر المصالحة الوطنية بالعراق
جاسر عبدالعزيز الجاسر

الفتنة الطائفية، والحرب الأهلية هما أخطر ما يتخوف منه العراقيون، وإذا كان الوضع الاقتصادي في طريقه إلى التحسن لإمكانيات العراق الضخمة، وأن الأمن لا بد من أن يستتب بعد أن تؤول الأمور إلى العراقيين وترحل القوات المحتلة، فإن تنامي الدعوات لتفجير الفتنة الطائفية القادمة من خارج العراق، وبذور الحرب الأهلية نتيجة عدم معالجة أخطاء الإقصاء والإلغاء قوى سياسية مؤثرة هي الأكثر إلحاحاً في أجندة العراقيين والتي تتطلب حلولاً قبل أن تندلع الشرارة فيشتعل الحريق.
من خلال هذا الفهم عقد في مدينة أربيل في شمال العراق وتحت رعاية الزعيم العراقي الكردي عضو مجلس الحكم العراقي مسعود البرزاني مؤتمر المصالحة الوطنية العراقية.
المؤتمر الذي شارك فيه أكثر من خمسمائة شخصية عراقية وطنية وسياسية ودينية يعقد على غرار المؤتمر الذي نظم في جنوب أفريقيا بعد إزالة نظام الفصل العنصري وقد عقد ذلك المؤتمر تحت مسمى المصالحة والعدالة ونجح المؤتمر بسبب تبني وقيادة الزعيم التاريخي لجنوب أفريقيا نلسون مانديلا ومعه القس الأفريقي توتو ورئيس الأقلية دي كليرك في الحد والقضاء على نزعة الانتقام لدى الأفارقة ضد البيض وفي نفس الوقت ألغى النزعة العدائية لدى البيض ضد الأفارقة بحجة الدفاع عن النفس.
سياسة الإقصاء والاستئصال والانتقام والانتقام المضاد كادت تغرق جنوب أفريقيا في بحار من الدماء ولذلك نجحت (مبادرة مانديلا - توتو - كليرك) في تجنيب بلادهم ذلك المصير.
والآن مسعود البرزاني يقوم بنفس هذا الدور وتتضامن معه شخصيات عراقية سياسية ودينية مشهود لها بالوطنية حيث شكل مؤتمر أربيل للمصالحة الوطنية العراقية خطوة أولى على الطريق الصحيح لمواجهة النعرات العنصرية والقضاء على التفرقة الطائفية في مهدها قبل أن تستشري، ولقد كان المشاركون في قمة المسؤولية وتشخيص الداء حينما ناقشوا بكل وضوح الخطأ الذي بدأه المحتل الأمريكي بالدعوة إلى تعميم سياسات الاستئصال والإقصاء من خلال قانون اجتثاث البعث الذي بموجبه شرد الحاكم الأمريكي ملايين الأسر العراقية، بعد فصل الموظفين في وزارات الداخلية والإعلام والدفاع والجيش العراقي والجامعات العراقية بحجة أن أغلبية موظفيها من البعثيين مع أن العراقيين جميعاً يعرفون أن الكثير من البعثيين أصبحوا بعثيين لتأمين لقمة العيش وضمان بقائهم في العمل والحفاظ على وظيفتهم. ومساواة هؤلاء بنفر قليل أو كثير من السلطويين السابقين من العهد السابق سواء كانوا بعثيين أو غير بعثيين، ظلم وهدم للوحدة الوطنية، فهؤلاء سواء كانوا بعثيين ملتزمين أو بعثيين بحثاً عن الوظيفة هم في الأول والأخر عراقيون لا يمكن استئصالهم أو إقصاؤهم وإلا يكون النظام العراقي الجديد الذي يتشكل صورة أخرى عن النظام السابق الذي كان رجاله يستأصلون من كانوا منضمين للحزب الحاكم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved