العملية ليست موضع خلاف مع الوكالة الدولية للطاقة النووية
إيران استأنفت معالجة اليورانيوم والإنتاج التجريبي قريباً

* طهران:
استأنفت ايران العمل في قسم اساسي من دورة تخصيب الوقود النووي، فيما ترى اوساط غربية انه تراجع في موقف طهران بعد اتفاقها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تجميد مثل هذه الانشطة ، غير ان ايران تقول ان الموقع الذي سيتم فيه هذا العمل لا يخضع للاتفاق المبرم مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، كما ان عملية المعالجة في حد ذاتها ليست موضع خلاف مع الوكالة الدولية..
وقال غلام رضا اغازاده المسؤول عن القطاع الذري الايراني للتلفزيون الايراني يوم الاحد ان (المرحلة التجريبية لعملية التخصيب في مرافق اصفهان بدأت وقبل انتهاء هذه المرحلة، خلال الايام العشرين المقبلة، سيبدأ الانتاج التجريبي لهذا المرفق).
واضاف ان (مصنع معالجة اليورانيوم في اصفهان سينتج المادة الاولية لدورة التخصيب)، ومصنع اصفهان جزء من البنى التحتية لتخصيب اليورانيوم التي تكرر هذه المادة لانتاج مواد يمكن استخدامها لانتاج اليورانيوم المخصب.
يذكر أن المعالجة هي إجراء تقني يسبق عملية تخصيب اليورانيوم وهي خطوة أساسية مطلوبة لانتاج الوقود لاغراض سلمية او لانتاج سلاح نووي.
وقال أغازادة إن (معالجة اليورانيوم لم تكن مطلقا محل خلاف بيننا والوكالة الدولية للطاقة الذرية).
وأكدت المتحدثة باسم الوكالة الدولية ميليسا فليمنج وجهة النظر هذه أمس الاول السبت في فيينا بقولها (أنشطة التحويل ليست موضوعا نطالب بإيقافه). وقالت فليمنج إن المسئولين الايرانيين أبلغوا الوكالة بعملهم في هذا المجال وإن معالجة اليورانيوم بدأت بالفعل في أصفهان على أساس تجريبي، وقال أغازاده إن إيران ستنتظر حتى انتهاء عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية في كل من أصفهان ونطنز بوسط إيران قبل البدء في برنامج شامل لمعالجة اليورانيوم.
وقد ابرمت ايران اتفاقا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحت اشراف بريطانيا وفرنسا والمانيا في 2003 تعهدت بموجبه بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم وجميع الانشطة المتصلة به.
لكن ايران التي اثارت شبهات مفتشي الامم المتحدة بأنها تخفي خلف انشطة التخصيب، برنامجا لتطوير اسلحة نووية، طالبت بحقها في انتاج وقود نووي لغايات مدنية طبقا لمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية.
وتؤكد طهران أن تخصيبها لليورانيوم من المستوى المنخفض وأن البلاد لم تقم مطلقا بتصنيع نماذج من تلك التي تستخدم لانتاج أسلحة ذرية.
وقال اغازاده ان (الوقف الطوعي لتخصيب اليورانيوم في ايران اثبت ارادتها بكسب ثقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبموجب الاوامر التي اصدرتها الامانة العامة للمجلس الاعلى للامن القومي، فان منظمة الطاقة الذرية الايرانية ستوقف في هذا المجال بناء هذه البنى التحتية).
لكن التلفزيون الرسمي علق على هذه التصريحات قائلا ان مركز التكنولوجيا النووية في اصفهان القريب من المركز التاريخي للمدينة ليس (جزءاً من الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية).
ويرأس المجلس الاعلى للامن القومي الايراني (الذي يضم اعلى السلطات الايرانية للنظر في المسائل الامنية)، حسن روحاني المسؤول عن المناقشات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي فاوض على اتفاق 2003 مع الدول الاوروبية الثلاث.
واكد اغازاده وهو ايضا أحد نواب رئيس الجمهورية الاسلامية ان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي سيعود الى ايران في السادس من نيسان - ابريل لاجراء مناقشات (مع مسؤولين رفيعي المستوى)، وهذه هي زيارته الثالثة لايران منذ شباط - فبراير 2003 .واكد اغازاده ايضا ان فريقا من مفتشي الوكالة الدولية موجودا الان في ايران، زار يوم الاحد مصنع تخصيب اليورانيوم في ناتانز التي تبعد 250 كلم جنوب العاصمة الايرانية.
وقالت المتحدثة باسم الوكالة الدولية في فيينا مليسا فليمينغ ان المفتشين سيزوران ايضا مركز التكنولوجيا النووية في اصفهان لاجراء عملية مراقبة روتينية، وهذا ما اكده اغازاده.
واشار البرادعي الى ان المهمة الحالية للوكالة الدولية هي توضيح بعض الجوانب حول اجهزة الطرد المركزي المتطورة لتخصيب اليورانيوم من نوع بي 2 والتأكد من وضع الشمع الاحمر على مصنع اجهزة الطرد المركزي في ناتانز.
وأدى العثور في ناتانز على آثار لليورانيوم المخصب بنسبة اعلى مما تحتاج اليه الاستخدامات المدنية، وعدم ابلاغ الوكالة الدولية بوجود خطط لاجهزة الطرد المركزي بي 2، الى زيادة شكوكه.
لكن عملية تفتيش اخرى مقررة خلال اسبوعين ستتعمق في هذا الموضوع، كما ذكرت الوكالة الدولية. وتقضي مهمة الوكالة الدولية بالقاء كامل الضوء على الطبيعة المدنية او العسكرية للبرنامج النووي الايراني في اطار برنامج لعمليات التفتيش بدأ تطبيقه في شباط - فبراير 2003 .