Tuesday 30th March,200411506العددالثلاثاء 9 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حدث مروِّع وتحول خطير.. حدث مروِّع وتحول خطير..
سليمان بن عطالله اللاحم/القصيم - بريدة

في صباح يوم الاثنين بتاريخ 1-2-1425هـ أصابت العالم موجة عارمة من الحزن، تحمل بين ثناياها الموقف البشع والتصرف اللاإنساني من إسرائيل راعية الإرهاب في العالم المتمثل باغتيالها الشيخ المجاهد مؤسس وزعيم الحركة الإسلامية حماس.
ذلك الصباح المريع بصورته العدوانية التي نسجها يهود الغدر والخيانة وألبسوها شيخ الانتفاضة ورمزها في فجر يملؤه النور ويحدوه الأمل.
في ذلك الصباح أضيفت لطمة جديدة على خد أمتنا الإسلامية، ووصمة عار على جبينها، ومازالت تتلقى الضربات الساعة تلو الساعة.
في ذلك الصباح اهتزت أسهم انتصارات الأمة، وارتفع مؤشر الذل فيها وظل المواطنون العرب ينظرون إلى الحدث وكأنه طيف خيال أو ضرب من التحسب والتوقعات.
في ذلك الصباح فقدنا شيخا له أثره وعالماً له من الفضل ما لا يقاس به أغلى الألماس والدرر، مؤسس الجهاد ومربي الأجيال وذا الطريقة المنهجية الحكيمة تجاه طلابه وأمته.
ذلك الشيخ المكافح، رائد النضال ومسيّر طلعات المقاومة، انه الشيخ أحمد إسماعيل ياسين ذلك الشيخ المقعد على كرسي الشلل الذي أدار من خلاله شعبا نضاليا صامدا، كرسي ذي نوع فريد لا كغيره من الكراسي!
مقعد تحمله نفسه الأبية، وتسمو به روحه الشامخة إلى معالي الأهداف وعظيم التطلعات التي رسمت للعالم قاطبة مبد أ الرجل الألف الذي يحقق ما لا يحققه غيره من القادرين.
إن عزائي لأمتنا الإسلامية الصامدة بوجه هذه التطورات المخيفة، وعزائي لقادتها الصابرين على ذلك المصاب الجلل، وعزائي للشعب الفلسطيني المجاهد الباحث عن لحظة الشهادة أو الانتصار، وعزائي أيضا لشعوب العالم الإسلامي التي تحمل هم النصرة للأمة بفقدانهم علما ومربيا وقائدا فذا أريبا..
وأخيرا:-
ماذا بعد هذا الحدث؟
إن إسرائيل بتصرفها الغاشم المعلن - الاغتيال - تقفل باباً كان مفتوحا وكان من المحتمل أن يخرج منه حل يخدم القضية الفلسطينية، وهذا بالفعل ما جاء على لسان المتحدث باسم حركة حماس عبدالعزيز الرنتيسي في يوم الاغتيال بقوله: الآن أصبحت المعركة مع إسرائيل مفتوحة، وجاء هذا التصور أيضا على لسان غيره من المقاومين.
وفي النهاية لا أظن أن عاقلا منصفا، يجهل أو يتجاهل بعد هذا الحدث عداوة إسرائيل للمسلمين ودعم أمريكا لتوجهها المقيت وحربها الشرسة على الإسلام وانتقامها من المسلمين، ولا أدل على ذلك من أن طائرة الأباتشي التي قامت بالعملية كانت أمريكية الصنع!!!
بعد هذه المعطيات والتطورات تنكشف للعالم عقيدة اليهود المحرفة الرامية إلى احتلال الأرض وخطة من النيل إلى الفرات، وتبدو حقيقة العداء وحتميته وديمومته حتى قيام الساعة، هكذا علمنا شرعنا المطهر وما شهد به واقعنا المرير. فلنعُدّ للعدوالعٌدّة ولنعقد العزم ولنغزُ العدو بسلاح نافذ من مشاريع طموحة بناءة، وموقف إيجابي مؤثر، كل بحسبه واستطاعته وما يخدم المصلحة العامة المناطة به فردا وشعبا.
قال صلى الله عليه وسلم (من لم يغزُ أو يحدِّث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق)...


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved