اضطرابات الدورة الشهرية (النزف الرحمي)

  يتحكم في نزول الدورة الشهرية عدة هرمونات تخرج أساسا من المبيض وتسير صعودا أو هبوطا في دورة معينة بحيث تبدأ أولا في إعداد الرحم وتجهيزه مسبقا لتقبل البويضة الملقحة، فتزيد من سماكة البطانة الداخلية, وكمية الإفرازات بداخله، كما يزيد أيضا معدل التروية الدموية له. ثم يحدث التبويض فإذا لم يتم تلقيح البويضة في خلال 24 ساعة هي كل عمرها تموت البويضة وتقل نسبة الهرمونات المفرزة منها بصورة كبيرة مما ينتج عنه انهيار في جدار الرحم وسقوط الطبقة المبطنة له مكونة الدورة الشهرية والتي تحدث بشكل دوري (كل 26 إلى 34 يوم) وتستمر في المعدل الطبيعي لأقل من 7 أيام.
*فما هي يا ترى الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث اضطرابات في هذا النسق المنتظم؟
-إن النزف الرحمي أو المهبلي هو من أهم الشكاوى التي ترد لعيادات أمراض النساء والتي تمثل المرتبة الثانية في الشكاوى بعد الالتهابات التناسلية حيث يتم تعريفه حيث تشكو السيدة من وجود تجلطات دموية أو تغير في شكل دورتها من حيث عدد الأيام أو كمية النزف.
وقد يختلف شكل الاضطرابات في الدورة الشهرية ليندرج تحت إحدى هذه المسميات:
- زيادة عدد مرات النزف حيث تكون المسافة بين كل دورة وأخرى أقل من 12 يوماً.
- قلة حدوث النزف حيث تكون المسافة بين دورة شهرية وأخرى أكثر من 34 يوماً.
- زيادة كمية النزف حيث تطول مدة الدورة لأكثر من 6 أيام.
- نزف متقطع في غير أيام الدورة وبصورة متكررة غير منتظمة.
- نزف متقطع مع غزارة في الكمية.
- نزف بصورة منتظمة في أيام محددة بين دورات شهرية منتظمة.
فما هي الأسباب يا ترى؟؟
إن أسباب النزف يمكن تقسيمها إلى:
1- أسباب عضوية.
2- أسباب غير عضوية.
أولا الأسباب العضوية:
أسباب خاصة بالجهاز التناسلي:
الأورام الليفية:
وهي أشهر أنواع الأورام الحميدة التي تصيب الرحم وتتواجد بنسبة 20% إلى 30% في السيدات فوق سن 30 سنة وفي الغالب تشكو المريضة من غزارة كمية النزف أثناء الدورة الشهرية.
الزوائد اللحمية: وهي تتواجد إما في بطانة الرحم أو عنق الرحم وغالبا هي أنواع حميدة موجودة في حوالي 4% من النساء تكتشف في أثناء الكشف العادي وغالبا ما تتسبب في حدوث نزف ما بين دورات شهرية منتظمة أو نزف بعد الجماع.
الأورام السرطانية: إما في الرحم أو عنق الرحم حيث إن الأورام الرحمية نادرة الحدوث في سن أقل من 40 سنة أما أورام عنق الرحم فتحدث بصورة أشمل في النساء سواء من هم في سن الإنجاب أو ما بعد سن اليأس وفي الغالب تظهر أثناء الفحص النسائي الدوري وتتسبب في نزف ما بين دورات شهرية منتظمة أو بعد الجماع.
أسباب خاصة بالجسم ككل:
- مشاكل في تجلط الدم.
- تكيس المبيض وعدم حدوث التبويض.
- الفشل الكبدي.
- السمنة المفرطة.
- الحمل.
- الأدوية المتعلقة بالهرمونات و تنظيم الدورة أو تحريض التبويض.
- بعض الأدوية النفسية كمضادات الاكتئاب.
- حبوب منع الحمل وحقن منع الحمل.
- كبسولات منع الحمل التي تزرع تحت الجلد.
- اللوالب التي تحتوي على هرمونات.
النزف الرحمي نتيجة للاختلال الوظيفي:
هذا عبارة عن نزف رحمي بدون سبب عضوي ظاهري ويتم تشخيصه باستبعاد كل الأسباب السالف ذكرها والتأكد من خلو المريضة من أي سبب يمكن أن يؤدي إلى هذا النزف وذلك عن طريق أخذ تاريخ صحي مفصل من المريضة - إجراء الكشف الطبي - عمل الفحوصات الطبية المختلفة.
وينقسم أسلوب التشخيص على حسب عمر المريضة:
- فالسيدات أقل من40 سنة: تكون الأسباب عندهم غالبا متعلقة بالحمل أو الهرمونات.
- السيدات أكبر من 40 سنة تكون الأسباب متعلقة بالأورام الحميدة أو الخبيثة.
- السيدات ما بعد سن اليأس: تعتبر الأورام الخبيثة سببا رئيسيا في أكثر من 10 % منهن والفحوصات التي يجب إجراؤها يمكن إيجازها في التالي:
- أخذ التاريخ الصحي المفصل.
- عمل كشف طبي لكامل الجسم وللجهاز التناسلي خاصة.
- فحوصات الدم: صورة دم كاملة - بعض الهرمونات(كهرمون البرولاكتين) - سرعة النزف والتجلط.
- أخذ عينة من بطانة الرحم لاستبعاد الالتهابات والأورام الخبيثة.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية على البطن والجهاز التناسلي.
- تنظير عنق الرحم.
- تنظير تجويف الرحم.
- أشعة بالصبغة على الرحم.
العلاج:
- علاج السبب المباشر سواء كان أوراماً، التهابات، مشاكل صحية عامة كتقليل الوزن أو علاج مشاكل سيولة الدم.
- كي بطانة الرحم عن طريق الليزر - التسخين - التبريد.
- استئصال الرحم فيمن هم بعد سن الأربعين أو بعد سن اليأس.