Tuesday 30th March,200411506العددالثلاثاء 9 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

صحة وسعادة صحة وسعادة
د. عبدالعزيز العثمان (*)

ما أجملك، عبارة تنتظرها المرأة من الأخريات، وهذا أمر من طبيعة المرأة وليس بشيء مستغرب أو غير طبيعي، ولكني أسألكن هل كل النساء اللاتي تقابلنهن جميلات؟ الجواب بالتأكيد لا.. ما السبب ياترى؟ لأن الأذواق تختلف هذا اولا، وثانياً لأن معيار الجمال ليس في لون الوجه أو تقاسيمه او نضارة البشرة بل أن المرأة قد لا تكون جميلة لكنها جذابة (مملوحة)، وبعض الناس ترى النور في وجهه دون أن يكون جميلاً وهناك نساء لا تحمل من مؤهلات الجمال شيئاً ولكنها درة مكنونة تجذب أنظار الأخريات بل وتسلب قلوبهن.
لماذا؟ إنه جمال الروح، انه الأنس الذي يظهر في التعامل الراقي المليء بالطيبة والنبل، إنها المشاعر الصادقة التي تترجمها العينان، وترى ظاهرة على السلوك، عندما تتحدث تتمنين الا تسكت، في تواضع جم وأخلاق حميدة، تحبينها ويميل قلبك بقوة نحوها فترينها أجمل الجميلات، إذاً الجمال الروحي يطغى بالتأكيد على الجمال الجسمي بمراحل.
هل معنى هذا ان لا تهتم المرأة بمظهرها؟ لا بالعكس... ولكن هذا السباق المحموم لتلقي أي منتج جديد دون التأكد من سلامته أو تأثيراته السيئة أو أعشاب لا يعلم ماهي واستخدام كل ذلك دون مشورة صحية هذا مانعترض عليه، كذلك ذلك الاهتمام الزائد حتى كانت مسألة الاهتمام بالشكل هي الشغل الشاغل لكثير من فتياتنا وحتى شبابنا مما يشغل أذهانهم عن الأهم ويقصر هممهم على القشور والتفاهات، والا مطلوب من المسلم الاعتناء بمظهره دائماً دون الافراط ومطلوب من الزوجة اهتمام أكبر فقد عرفت من بعض الأزواج أن أساس مشكلته مع زوجته هو عدم اهتمامها بشكلها، وقد كانت جميلة يوم الخطوبة واقتنع بها أما اليوم فظهرت بشكل مبتذل.
لا ننسى أن ماتعرضه الفضائيات والمجلات من نساء شبه عاريات وقد تفننت كل واحدة في عرض جسمها وبذلك الكثير من أجل صقله، على الرغم من أنهن لا يمثلن الشريحة الكبيرة لأن أولائك النساء تم اختيارهن بعناية لغرض العرض، لكن بعض الأزواج قد تجذبه مثل تلك المشاهد في نفس الوقت لا يجد الاهتمام المناسب من زوجته فيعينه ذلك على الاقتناع بفكرة خاطئة أساساً وهي مداومة متابعة تلك الصور والمشاهد.أنا هنا لا أحمل الزوجة هذه المسئولية لكنها بالتأكيد تستطيع أن تغير الفكرة الخاطئة عند ذلك الزوج المفتون بغيرها ومن باب أولى أن تهتم كل زوجة بمظهرها داخل البيت قبل أن يزوغ نظر زوجها لأي امرأة أخرى ناهيك أن اعتناءها ذلك أمر مطلوب شرعاً وأخلاقاً.
أرجو ألا تغضبي مني أيها الزوجة الكريمة لكنك تعرفين أن هناك زوجات يبحثن عن الأعذار في عدم اهتمامهن بأنفسهن فهذه تقول هذا جهدي وهذا ما أعرف وهذا غير صحيح فإذا دعيت لمناسبة أو حفلة مهمة أو حتى غير مهمة تفننت في التجمل حتى أن زوجها قد لا يعرفها بعده، وتلك التي تقول قولوا له يهتم بنفسه أولاً فهو يلبس قميصاً واحداً يعمل به في حديقة المنزل ويذهب فيه للبر ثم ينام فيه، وأقول كلامك صحيح ولكن صدقيني تستطيعين أن تغيري هذه الصفة غير الجيدة فيه فابدئي أنت بالتغيير للأحسن وسيجد نفسه محرجاً أن يقول شيئاُ، لكن لابد أن تبدئي، أخيراً من قلبي أقول أنتما المسئولان عن سعادتكما وسعادة واستقرار الأسرة بكاملها فاحذرا أن تتحطم الأسرة بسبب بسيط مثل الاهتمام او عدم الاهتمام بالمظهر، نقطة صغيرة لكنها تكبر كل يوم حتى تفرق الأسرة وينفصل الأحباب.

(*) استشاري التغذية الاكلينيكية
فاكس 4355010 تحويلة 386


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved