Wednesday 31th March,200411507العددالاربعاء 10 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
بين المعلِّم، وبريد المعلم
عبدالرحمن صالح العشماوي

في أسبوع واحد وصلتني أعدادٌ من مجلَّتين تتعلَّقان بالتربية والتعليم، إحداهما تحمل اسم (المعلِّم) تصدر عن جمعية المعلمين بدولة الإمارات العربية المتحدة كل شهر، وتتناول في أبوابها المتعدِّدة قضايا التربية والتعليم الكبرى، وتجري لقاءات مع كبار مسؤولي التربية والتعليم داخل دولة الإمارات وخارجها، وتنشر تحقيقات شاملة عن المؤتمرات والندوات التي تعقد حول التربية والتعليم، وتُعْنَى بأخبار التربية والتعليم في الإمارات العربية المتحدة بصفة خاصة، ولها سعناية ببعض القضايا الاجتماعية المتعلِّقة بالأولاد وتربيتهم، وبناء شخصيتهم مثل (أوقات ثمينة تهدرها برامج فضائية هابطة) و(صورة المعلِّم في وسائل الإعلام).
والمجلة الأخرى عنوانها (بريد المعلم) وهي مجلة تربوية مهنية تصدر عشرة أعداد خلال العام الدراسي وتخاطب كل القائمين على التربية والتعليم من معلمين وآباء ومختصين بتعليم الطفولة المبكرة، وقد لفت نظري ما في المجلة من مادة تربوية منوَّعة ومحاولة جادَّة لتقديم الجديد المفيد في مجال التربية والتعليم، وإيضاح ما يحتاج إليه المعلِّم والمربي من تقنيات جديدة في هذه المجالات المهمة، مع حرص على التجديد في طريقة العرض، وإن كانت المجلة بحاجة إلى إخراج أفضل، وأكثر حركة، وفي (بريد المعلم) من أسرار مهنة التربية ما يغري بالقراءة، وما ينفع كلَّ من لهم علاقة بالتربية من الآباء والأمهات والمعلمين، وقد توقفت عند موضوع مهم في أحد أعدادها بعنوان (التشجيع بالعدسة المكبرة)، تناولت فيه الكاتبتان اللتان أعدتاه موضوع التشجيع للأطفال كيف يكون، وما أفضل وسائله حتى يعطي النتيجة المطلوبة، وشرحتا فيه معنى التشجيع والتعزيز والمديح لغوياً وتربوياً، فالتشجيع هو العملية التربوية التي يتم فيها التركيز على نقاط القوة لدى الطفل بهدف بناء الثقة وزرع مفهوم إيجابي للذات، ومثال ذلك: طفل لعب في ركن المكعبات وبنى قصراً كبيراً، يقول له المعلِّم: أنت قمت ببناء قصر كبير، استخدمت عدداً كبيراً من المكعبات مختلفة الأشكال.
أما المديح، فهو نوع من الجائزة وهو عبارة عن إصدار حكمك على الطفل، والمديح يعتمد على التنافس ويقدَّم في حالة الفوز، جزاء لجودة العمل والإتقان من وجهة نظر المربي، ويهتم بالنتيجة وهو محاولة لدفع الطفل نحو الإنجاز معتمداً على المؤثِّرات الخارجية أكثر من الرغبة الداخلية، ومثال ذلك: أن يقول المعلِّم للطفل الذي بنى المكعبات قصراً: رائع، لقد بنيت بيتاً متقناً، أنت ممتاز لأنك اتبعت تعليماتي بشكل دقيق.
أما التعزيز فهو: مكافأة تُعطى لفردٍ استجاب لمتطلَّبات معيَّنة، تؤدي إلى تكرار هذا السلوك وزيادة احتمال ظهوره في المرات القادمة، ومثال ذلك: أن يقول المعلِّم للطفل الذي بنى المكعَّبات: لقد أنهيت بناء البيت، يمكنك الآن الخروج للعب في الرمل كما وعدتك.
ثم تورد الكاتبتان تساؤلاً: ما تطلُّعاتك تجاه أطفالك، وما الممارسات التي يمكن أن تقوم بها لتحقيق ذلك، وماذا لو قمت بتغيير الممارسات الخاطئة إلى ممارسات صحيحة نافعة لطفلك؟
هذا نموذج لموضوع من موضوعات (بريد المعلم)، ولا شك أن وجود مجلاَّت ذات مهنية جيدة في هذا المجال يثلج الصدر، خاصة وأن في المجلة صفحات تُعنى بتنمية قدرات الأطفال في مجال الرسم، وصنع الوسائل التعليمية بطريقة فيها قدر من التشويق، ويبقى بعد ذلك دور الأسرة والمعلمين في العناية بأساليب التربية الناجحة، ودور الأهل في مساعدة أطفالهم على قراءة مثل هذه المجلة، وعلى حلِّ ما فيها من أسئلة، وعلى تركيب ما يحتاج إلى تركيب من الأشكال الهندسية المختلفة فيها.
إنَّ العناية بجانبي التربية والتعليم مسؤولية كبيرة لا يكفي فيها كتابٌ أو مجلة، أو برنامج واحد، ولكنها تحتاج إلى عشرات الوسائل التي توصل إلى أطفالنا المعلومة، وتربيهم على السلوك المستقيم بقوة واقتدار.
إشارة
التوبيخ يعدُّ سبباً رئيساً لتدمير روح التجريب والمحاولة لدى الطفل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved