Thursday 1st April,200411508العددالخميس 11 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فيلم أعاد هيبة السينما المصرية فيلم أعاد هيبة السينما المصرية
«سهر الليالي» أثبت أن البطولة الجماعية هي الحل للنهوض بالأعمال السينمائية

* رؤية وتحليل - علي العبدالله:
بعد أن افتقدت السينما المصرية هيبتها وقوتها ومكانها الطبيعي بسبب طغيان الأفلام التجارية عليها، ولأسباب أخرى نحن بصدد ذكرها الآن، أعاد فيلم (سهر الليالي) لأذهاننا هذه الهيبة، فالبطولة الجماعية التي خاضها مجموعة من نجوم السينما المصرية، وهم: شريف منير، منى زكي، حنان ترك، أحمد حلمي، جيهان فاضل، علا غانم وآخرون، ذكَّرتنا بأمجاد السينما المصرية أيام زمان، وبيَّنت لنا مدى القدرات التي يمتلكها هؤلاء النجوم الشباب، وأوضحت لنا أيضاً أنهم قادرون على تقديم سينما جديرة بالاحترام والاهتمام لدى المشاهد.
قصة الفيلم
قدَّم الفيلم ثلاثة نماذج من الأزواج الشباب، وبيَّن لنا كيف تسير حياتهم الزوجية بتفاصيلها الدقيقة، ولم يغفل الطرح الواقعي والجاد؛ حيث ظهرت لنا الفنانة المتألقة حنان ترك مع الفنان أحمد حلمي ليجسِّدا لنا نموذج الزوجين الشابين اللذين يعيشان حياة لا تخلو من المتاعب والمشاكل بسبب حب قديم كانت تعيشه مع صديق زوجها سابقاً.
أما النموذج الثاني فكان للفنانة منى زكي مع زوجها الذي يصرُّ على الاستمرار في علاقات عاطفية غير شرعية.
أما النموذج الثالث فكان للفنانة جيهان فاضل وزوجها علي (ابن الناس الكويسين)!! الذي جسَّد دور الشاب النموذجي حتى في تسريحة شعره وطريقة لبسه. وهذا ما لم يعجب زوجته، ولا سيما أنها كانت تعرف بقصة حبه القديم مع حنان ترك.
وقد حلَّت الفنانة القديرة رجاء الجداوي كضيفة شرف، وجسدت دور الأم. وكذلك الفنان سامي العدل جسد دور رجل الأعمال.
وكان الفنان شريف منير صديقاً لهؤلاء، وبرفقته خطيبته الفنانة الشابة عُلا غانم.
وأخذت هذه العلاقات الزوجية بمختلف تفاصيلها شداً وجذباً مثيرة الفضول الفطري للمتابع مما جعله لا يشعر بالملل.
الرومانسية
لم تفلح السينما المصرية، ومنذ فترة طويلة، بتقديم دراما رومانسية بطريقة سينمائية مبهرة، حتى جاء هذا الفيلم ليقدم رومانسية افتقدناها كثيراً في وقت نحن بأمس الحاجة لمثل هذا النوع من الأفلام.
وقد برزت العديد من المشاهد الرائعة في هذا الفيلم، يكاد يكون أولها عندما اكتشفت منى زكي خيانة زوجها لها، وذلك بمحض الصدفة، ولم تُرد مفاتحته بالأمر حتى تحين الفرصة المناسبة، وعندما سنحت لها الفرصة كان ذلك المشهد من أكثر المشاهد تأثيراً.. وذلك للقدرة والبراعة التي امتازت بها منى أثناء تجسيد هذا المشهد.. فأتت حركاتها وتعابير وجهها معبرة لأبعد الحدود، بالإضافة إلى إجادتها التامة لدور الزوجة التي تعرضت للخيانة، بعيداً عن الحركات المفتعلة التي لا تجعل المتلقي يتفاعل معها.
أما المشهد الثاني فكان للفنانة جيهان فاضل، وتحديداً عند ذهابها للطبيب النفسي، وجلوسها على كرسي العيادة، وطريقة شرحها المشوقة.
وحقيقةً، (جيهان) فاجأت الجميع بأدائها المتميز في هذا الفيلم، ولم نلاحظ مثل حجم هذا الإبداع من قبل.
أما المشهد الثالث فكان للمتألق شريف منير مع خطيبته عُلا غانم أثناء قدومها له وهو في رحلة للأسكندرية مع أصدقائه.. بالإضافة إلى العديد من المشاهد الأخرى الرائعة التي احتواها الفيلم، مع الأخذ بعين الاعتبار الجرأة والعمق في الحوار.
الموسيقى التصويرية
تدخل في نجاح أي فيلم العديد من العوامل، أهمها المؤثرات الصوتية والموسيقى والأغاني إذا احتوى علي شيء من الاستعراض.. وقد وُفِّق المخرج في اختيار موسيقى تصويرية مناسبة.. كانت منسجمة تماماً مع المشاهد والحوار.
وما ميَّز (سهر الليالي) أن هؤلاء النجوم الشباب لم يقدموا أغاني هابطة لا نكهة لها كما فعل غيرهم.. بل هم أتحفونا برائعة من روائع سيدة الطرب الأصيل (فيروز)، وهي أغنية (سهر الليالي)، التي تخللت أجزاء من المشاهد.
البطولة الجماعية
بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم (سهر الليالي)، بدليل الإيرادات العالية والجوائز التي حصدها.. هذا النجاح يجعلنا نطالب المنتجين والمخرجين بضروة الاهتمام بنجاح البطولة الجماعية، وعدم إغفال هذا الجانب المهم. ونتمنى أن نشاهد في المستقبل القريب وجود مجموعة من النجوم في فيلم واحد؛ لما في ذلك من تعزيز لمكانة السينما المصرية والعربية ورفع أسهمها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved