في الطريق إلى القمة

قبل انفضاض اللقاء الوزاري العربي في تونس كان هناك إحساس الحضور أنهم في سباق مع الزمن لإنجاز التحضير للقمة، وكانت هناك ساعات تفصل بينهم وافتتاح القمة، بينما تبقى القليل من الخلافات التي قيل يومها إنه كان بالإمكان التغلب عليها.
والآن وحتى الموعد المفترض للقمة- الذي تجمع عدة مصادر على أنه سيكون في الأول من شهر مايو المقبل- هناك الكثير من الزمن يسمح للقاءات وزارية ولقاءات على مستوى القمة مثل التي التأمت أمس في شرم الشيخ.
وعلى ذلك فليس هناك مشكلة فيما يتعلق بالزمن، ويبقى من المهم بعد إزاحة عامل الزمن التركيز على إنجاز العمل بالطريقة التي تلبي طموحات القادة والجماهير العربية التي تابعت باهتمام ملابسات تأجيل القمة والمشاورات الجارية لالتئامها.
التطورات والأحداث الحالية وحتى انعقاد القمة يمكن النظر إليها على أنها تطورات مميزة من جهة الإصرار على انعقاد هذه القمة، ما يعني أن تطوراً نوعياً يمكن أن يتحقق لصالح العمل العربي المشترك وأنه يمكن تطوير هذا النهج لتكريس الصورة المثلى للعلاقات العربية.
وعلى النقيض من ذلك فإن الإخفاق في هذا المسعى سيكون مدعاة للإحباط وتفاقم المشاكل والخسران أمام التحديات القائمة.
لقد تم التعبير بشكل واسع إثر تأجيل القمة عن حالة الإحباط السائدة على المستويات الرسمية والشعبية وترددت عبارات مثل أن (العرب اتفقوا على ألا يتفقوا) وكلها تعبير عن حالة اليأس التي قد تصيب الأمة العربية وهي ترى التراجع أمام تحديات مصيرية.
وهكذا يبدو من الضروري أن يكون هناك إصرار على النجاح لأن النجاح يحفز على إحراز المزيد من النجاحات لتجاوز كامل السلبيات على ساحة مثخنة بالجراح.