Thursday 1st April,200411508العددالخميس 11 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحميدان معقباً على د.العودة: الحميدان معقباً على د.العودة:
خلط المواضيع يضعفها إلا إذا كنت تقصد لوم «الأنظمة»

سعادة رئيس تحرير (الجزيرة) - حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تعقيباً على ما كتبه د. سلمان بن فهد العودة في العدد 11504 للسنة الخامسة والأربعين يوم الأحد السابع من صفر 1425هـ تحت عنوان (إنه كان منصوراً) عن اغتيال قائد حركة حماس الفلسطينية.أود أن أسوق ملاحظاتي على نفس النسق الذي اتبعه الكاتب إن سمح لي عن الفقرة (ج) في المقال والتي نصت على أنه (لم يعد أمام اليهود ما يخشونه, ولذا فالخطوط الحمراء لديهم كالأسطورة، وهم يمدون أيديهم بعنجهية واعتباط إلى حيث يريدون، ولا غرابة بعدما دخلت الأنظمة في دهاليز السلام المزيف، وانشغلت بالحفاظ على وجودها، واكتفت بالإدانات التي لا تعدو ذر الرماد في العيون. الأمر لا يتطلب معجزة، إنما يتطلب إرادة في إصلاح، وتطبيعاً مع الشعوب، وتخندقاً معها).
1- الموضوع كان حادثة بشعة، ولا غرابة في تفاعل الكاتب معها، لكنها لم تكن فرصة للترويج لبعض أفكار الكاتب عن أنظمة وسبل إصلاحها, فخلط المواضيع صحفياً يضعفها، إلا إذا كان الكاتب يقصد لوم (الأنظمة) على ما حصل للضحية، وهذا أمر يجب على الكاتب إثباته بوضوح أكثر مع أنه هو الاستنتاج الذي يخرج به القارئ، ويحقق هدف الكاتب بسهولة.
2- المقال عموماً ليس خبراً أو تحقيقاً، وحسب النمط السائد لم يجد الكاتب حرجاً في الوقوع في بعض المعثرات التي تثقل الكتابة الصحفية هذه الأيام؛ مثل التعميم والحرص على استعمال الكلمات الرنانة لاختصار المسافة إلى عاطفة القارئ وليس إلى عقله.
3- ربما أن تطرق الكاتب ل(الأنظمة) و(الاصلاح) هو طريقته في الاحتفال باتساع حيز الحرية الصحفية له ولغيره، لكن يجب على الكاتب أن يعلم أنه يكتب للقراء وليس للرقيب أو مسؤول التحرير مثلاً، وأن شغل الحيز مشروط بالاستحقاق الذي يجب أن يتجدد مع كل مقال، وليس (مضموناً)، وليس هذا حكماً على الكاتب بعينه، فباعه طويل وموهبته في الكتابة ظاهرة. لكن كتابة الرأي أشبه بطريق السيارات، فهناك طريق من عدة مسارات، وفي الاتجاهين، مثل ما أن هناك طريقاً من مسار واحد وفي اتجاه واحد فقط لا مجال فيه لسيارات أخرى إلا تلك التي تسير في نفس السرعة ونفس الاتجاه، وفي الخلف..
4- عودةً إلى موضوع الفقرة، من حق القارئ أن يكون الكاتب موضوعياً ويكلف نفسه عناء الإعداد والاستقصاء والبحث والتأكد من الأرقام والمعلومات الواردة بدلاً من التلميح وإطلاق عبارات قابلة للتأويل تسعى إلى استغلال نقص الاستعداد لدى القارئ عوضاً عن احترامه والمساعدة في نضوجه. ولنا عبرة في الوضع المزري الذي تعيشه الصحافة العراقية هذه الأيام؛ حيث يجد الصحافيون أنفسهم عاجزين عن التعامل مع متطلبات المرحلة التي تعيشها بلادهم.
5- لذا آمل من الكاتب أن يتأكد من نسبة المسؤولية التي تلحق ب(الأنظمة) والإصلاح تجاه ما يحصل في فلسطين، وألا يتجاهل الأسباب الأخرى التي أوصلته إلى الاستنتاج الذي ذهب إليه، وألا يتخاذل أمام الكم الهائل من الحقائق والأرقام المتعلقة بإقامة إسرائيل وبقائها وتصرفاتها في الماضي والحاضر، وألا يخذل القارئ ويأخذ (المخرج رقم 1) إلى التعميم والتلميح وهضم القارئ حقه في الوضوح والاستفادة.
6- آمل أن يكون الرد إن وجد موضوعياً لا دفاعياً ولا هجومياً أو شخصياً، وإلا فتجاهل هذا التعقيب أجدى وأفضل.
والله من وراء القصد..

م. منصور الحميدان / الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved