Thursday 1st April,200411508العددالخميس 11 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مزارعو الجوف يرفعون نداءاتهم عبر ( الجزيرة ): مزارعو الجوف يرفعون نداءاتهم عبر ( الجزيرة ):
بسيطاء سلة الغذاء لكنها حتى الآن بلا طرق ولا كهرباء
نطالب الصوامع باستقبال إنتاجنا لهذا العام والروزنامة الزراعية نسمع بها ولا نراها

  * الجوف - صالح النازل:
تسود حالة من الإحباط أوساط المزارعين في منطقة الجوف وذلك عائد إلى نقص الخدمات على حد تعبيرهم وقد وصل الحال ببعضهم إلى هجر مزرعته أو مشروعه الزراعي حتى غدا هشيماً تذروه الرياح بسبب نقص تلك الخدمات والتي تؤكدها شكاوي المزارعين التي يطالبون فيها بوضع حل لمشكلتهم وتذليل العقبات لكي يؤدوا عملهم بيسر وسهولة. ولتسليط الضوء على هذه العقبات التقينا بعدد من هؤلاء المزارعين:
*******
في البداية التقينا عقلا حمود المرشد (صاحب مشروع زراعي) حيث قال: لا يخفى ان الزراعة مصدر مهم في الاقتصاد الوطني وهي سلة الغذاء الرئيسية في المجتمعات وان (بسيطاء) الواقعة في منطقة الجوف تمثل جزءاً كبيراً في الميدان الزراعي الذي يعود على وطننا الكبير بالرخاء والأمن الغذائي وان تلك المنطقة الزراعية الكبرى لما تمثله من وفرة الإنتاج في القمح وأنواع الفواكه الكثيرة والبقولبات وملايين الأشجار من الزيتون جديرة بالاهتمام في مجالات عديدة تزيد من ثقلها وتبرز أهميتها الزراعية ولكن هناك بعض النواقص والصعوبات التي تعترض طريق تقدمنا نحن كمزارعين نأمل وضعها في عين الاعتبار لدى المسؤولين والعمل على حلها ومنها ان افتقار المنطقة للطرق الزراعية التي رسمتها وزارة الزراعة وغابت الرقابة عنها فأقفل كثير منها وضيِّق بعضها من قبل بعض المستثمرين من شركات وأفراد.
وأضاف المرشد إننا بحاجة ماسة إلى سفلتة الطرق الزراعية لتسهيل ارتيادها ولا سيما في موسم الأمطار وحفظها من التعديات.
وحول سؤالنا عن خدمات الكهرباء أجاب عقلا إننا للأسف لا نرى ما يشير إلى أي لفتة نحو إيجاد شبكة كهربائية شاملة مع حاجة المنطقة إلى تعزيز شبكة الجوال.
وبالنسبة لمكافحة الحشرات والأمراض قال إنه رغم الأهمية التي ذكرناها عن منطقة بسيطاء فانها تفتقر إلى إشراف وزارة الزراعة ومتابعة حاجتها إلى المكافحة العشبية والحشرية وإعطاء التوجيهات اللازمة نحو ذلك للمزراعين.
واختتم عقلا المرشد حديثه عن وضعهم كمزارعين قائلاً إن محصول (القمح) يبقى أحياناً سنين عديدة لدى المزارعين الصغار حيث لا يستطيعون تسويقه بطريقتهم الخاصة وهم قد تحملوا التكاليف الباهظة في إنتاجه وتحملوا القروض الكبيرة في جلب المعدات وهي إحدى وسائل الإنتاج مما يضطر بعضهم إلى تأجير مزارعهم أو هجرها لعجزهم عن مواصلة العمل.
بلا طرق
وحول هذا الموضوع التقت (الجزيرة) أحمد بن صايل بن يعيش والذي قال إن بعض الطرق في بسيطاء مقفلة كلياً بسبب الكثبان الرملية ونطالب بإزالة هذه العوائق على الأقل أن لم نقل تعبيدها.
وأضاف إننا نفتقر إلى الكهرباء بل حتى المشاريع القريبة من القرى والتي لا تبعد أكثر من ثلاثة كيلومترات طولية وتقع على خط دولي ويسكنها أصحابها مع عائلاتهم وعمال ويوجد بها ورش صيانة وإصلاح المعدات الزراعية تفتقر لهذه الخدمة.
وأضاف أما فيما يخص مكافحة الحشرات والأمراض فإن هذه العملية يقوم بها أصحاب المشاريع وبجهودهم الشخصية.
وحول تأجير المزارع للعمالة السائبة أجاب ابن يعيش بأن الظاهرة موجودة وهي بلا شك خطيرة وسيئة وتزاحم المواطن السعودي في مصدر رزقه وهي تجهد الأرض وتهدر المال قبل الماء.
وحول القروض الزراعية قال إن الدولة لم تقصر في ذلك بل لم أر أو أسمع عن دولة في العالم تساعد المزارع مثل دولتنا الرشيدة حماها الله.
وفيما يتعلق بالتسويق الزراعي قال ابن يعيش إنه لا يخفى عليكم أن هنالك عدة شركات أنشئت للتسويق الداخلي لمساعدة المزارعين في تسويق منتوجاتهم وعليك بتوجيه السؤال حول التسويق الزراعي لهذه الشركات أما التسويق الخارجي فحبذا لو تسمح الوزارة لنا بتصدير الأعلاف الزائدة عن حاجة السوق المحلي.
وحول ما يخص التحصيل وتسويق البذور على الصوامع قال إننا ننتج محصولاً واحداً فقط ألا وهو الشعير وفي هذه السنة رفضت الصوامع إعطاءنا شهادة إدخال بحجة أنهم ليسوا بحاجة لها ولا يخفى على الجميع أن كل المزارعين عليهم قروض للبنك الزراعي لذلك نرجو إعادة النظر وذلك بتغيير مسمى القرارات الزراعية من أعلاف وشعير إلى قمح وأعلاف وذلك إنصافاً لمنطقة الجوف وإعادة جدولة القروض المستحقة للبنك الزراعي ومنح المزارعين قروضاً تشغيلية قصيرة الأجل لتمكينهم من إعادة التشغيل لمشاريعهم ليتمكنوا من النهوض من هذه العثرات التي أرى أنها ليست بالكثيرة على الدولة وأؤكد أن ذلك إنصاف لمزارعي منطقة الجوف، البوابة الشمالية الخضراء لمملكتنا الحبيبة.
سعر الديزل مرتفع
كما التقينا خالد جلباخ الرويلي (صاحب مشروع) حيث قال: إن الزراعة في مملكتنا الحبيبة مصدر اقتصادي أساسي لذا يجب الاهتمام بقطاع الزراعة وإعطاؤه أهمية خاصة ولكن هناك بعض الأمور التي تعيق الاستمرار ونماء الزراعة ولا بد من النظر في وضعها ومنها على سبيل المثال ارتفاع أسعار الوقود وخصوصاً الديزل وعدم الاهتمام بالطرق الزراعية المؤدية إلى مزارعنا سواء المشاريع أو المزارع الصغيرة القريبة من المدن.
وأضاف الرويلي إن مشكلة التسويق من أهم المشاكل التي تواجهنا كمزارعين وهنا تبرز أهمية تطبيق الروزنامة الزراعية التي نسمع عنها ولم نرها.
وأضاف خالد الرويلي إننا نأمل إيجاد عمالة موسمية لجني المحاصيل الزراعية أسوة بالثروة الحيوانية حيث يتم استقدام عمالة عند قصاص الأغنام وقال إن أسعار البذور مرتفعة جدا بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات.
واختتم الرويلي حديثه قائلاً إننا كمزارعين نمثل منطقة الجوف نتمنى إعطاء الفرصة للجميع في استقبال المحصول من قبل الصوامع لضمان السداد للبنك الزراعي.
نتحمل المشاق
كما التقينا رجاء بن عبدالله الغنّام أحد أصحاب المشاريع الزراعية في بسيطاء الجوف حيث تحدث عن نقص الخدمات والصعوبات التي يواجهها كمزارع فقال إنه ليس هناك طرق تخدم المزارعين فالطرق هناك ترابية وشاقة ويتحمل المزارعون أعباء كبيرة للوصول إلى مزارعهم.
فيما يخص خدمات الكهرباء قال الغنام إن الكثير من المزارعين يسكنون داخل المشاريع بدون كهرباء حيث ان بسيطاء بعيدة عن المدن مما يضطرهم إلى السكن بقرب مزارعهم نتيجة لبعدها عن المدن كما ذكرت على الرغم من عدم وجود الكهرباء.
وحول مكافحة الحشرات والأمراض قال إن الزراعة ليس لها فرع بالمناطق الزراعية للإشراف على المحاصيل ورشها إذا لزم الأمر بل ان المزارع نفسه يتحمل كل الأعباء من رش وشراء المبيدات من السوق المحلي وهي عادة مرتفعة الأسعار.
وحول سؤالنا عن تأجير المزارع للعمالة السائبة قال الغنام إنه نتيجة لنقص الخدمات والشعور بالإحباط من جراء ذلك فان بعض المزارعين يقومون بتأجير مزارعهم للعمالة السائبة وهذا أمر محزن للغاية.
واستطرد الغنام قائلاً ان جميع المزارعين يتحملون قروضا من الدولة أو من غيرها وقراراتهم تحت مسمى أعلاف وشعير ولا يستطيعون زراعة غيرها من المحاصيل مع ان الصوامع أوقفت استقبال هذه المحاصيل مما يجعلهم غير قادرين على سداد القروض التي أثقلت كاهلهم.
وأضاف إننا نطالب باعطائنا شهادات إدخال قمح علها تعوضنا بعض الشيء.
وحول حفر الآبار العشوائية قال الغنام إن ذلك خطر كبير يهدد الثروة المائية كما ان عدم وجود خبراء لمعرفة مواقع المياه أمر في غاية الخطورة.
وفيما يتعلق بالتسويق داخلياً وخارجياً قال الغنام إن الطرق الزراعية تقف حجر عثرة أمام المزارعين في تسويق منتجاتهم داخلياً كذلك وجود منتجات تأتي من خارج المملكة شيء أضر بهم كثيراً وأضاف إن على الصوامع صرف مستحقات المزارعين سنوياً فور إدخال محصولهم حيث انهم يتحملون ديوناً لشراء البذور والأسمدة والمحروقات مما يجعلهم في حرج من أمرهم الأمر الذي قد لا يستطيعون معه الوفاء بالتزاماتهم تجاه البنك الزراعي وغيره.
العمالة تنافسنا
وكان آخر اللقاءات مع قاسم مونس الرويلي الذي تحدث معنا قائلاً: ان منطقة الجوف - بسيطاء تعتبر من أفضل الأراضي الزراعية الخصبة بالمملكة وأوفرها بالمياه وأفضلها للزراعة من حيث الأجواء الباردة وعذوبة مياهها لذلك تعتبر هذه المنطقة هي سلة الغذاء الرئيسي للمملكة.
وأضاف الرويلي: ولكن المنطقة بشكل خاص بسيطاء تفتقر لكثير من الخدمات: كالطرق مثلا لا يوجد بها سوى ثلاثة طرق غير متواصلة والطرق هي أهم ما يسعى له المزارع لتوصيل منتجاته الزراعية للأسواق ومحاصيله للصوامع ولوصوله لمزرعته في أقرب وقت أثناء الأعطال وكذلك تفتقر إلى خدمات الكهرباء رغم احتياج المزارع لها أثناء تخزين بعض المنتجات لذا تعتبر من الضروريات لكن للأسف يواجه المزارع مشاكل كثيرة وأهمها العمالة السائبة والتي تستأجر المشاريع بأسعار رخيصة ثم تنافس المزارع الحقيقي وتدمر سوقه.
وهناك البنك الزراعي فالقروض الزراعية متوفرة لكن ليس من السهل الحصول عليها فان أمامها عوائق كثيرة وبالذات من هو من خارج منطقة طبرجل فيجب عليه مراجعة مكتب طبرجل حتى ولو كان من سكان مدينة سكاكا في حالة وجود مشروعه في بسيطاء. وهذا يشكل إزعاجاً للمزارع وضياعاً لوقته وتحميل مكتب طبرجل أكثر من طاقته وعند مناقشة المسؤولين لهذا الأمر يأتون بحجة التوزيع الإداري للمنطقة أما عندما ينتج المزارع محصوله فهيهات الربح فمنافذ المملكة مفتوحة على مصاريعها نتيجة عدم تطبيق الروزنامة الزراعية والعمالة السائبة تلعب بالأسواق كيف تشاء.
وأضاف قاسم الرويلي قائلاً: ان مزارعي الشعير من أهل المنطقة يطمحون أن يعوضوا عن أضرارهم السابقة بشهادات قمح بدلاً من شهادات الشعير التي أوقفت لأنهم زرعوا محاصيلهم لهذا الموسم قمحاً كأمثالهم من مزارعي المملكة. فأملنا بالله كبير ان يرى ولاة الأمر صنيع هذه الوزارة فينا وان يعوضونا عن الأضرار التي لحقت بنا في السنين الماضية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved