Sunday 4th April,200411511العددالأحد 14 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

واشنطن تتوعد برد (قاس) خلال الأيام القادمة وبوش يتعهد بألا ينسحب واشنطن تتوعد برد (قاس) خلال الأيام القادمة وبوش يتعهد بألا ينسحب
أمريكا تحدد هويات بعض حارقي الأمريكيين في مدينة الفلوجة بمساعدة شهودعيان

* واشنطن - الفلوجة - الوكالات:
حدد المسؤولون الأمريكيون هويات عدة أشخاص شاركوا في الهجوم الذي وقع يوم الاربعاء على أربعة مقاولين أمريكيين في مدينة الفلوجة العراقية.
ونقلت شبكة تلفزيون (إيه بي سي نيوز) عن مصادر المخابرات قولها إن من بين هؤلاء الاشخاص أعضاء سابقين في القوات شبه العسكرية العراقية (وعربا غير عراقيين).
وأضافت الشبكة أن من المتوقع أن تقوم القوات الامريكية بعمل حاسم ضد المهاجمين في غضون الايام القليلة المقبلة وأن مصادر المخابرات تعرف من هم الذين ستتعقبهم.
ونقلت الشبكة عن مصادر المخابرات الأمريكية قولها إن المقاولين كانوا (أهدافا ) أدى حظهم السيئ إلى المرور في موقع كمين تم الاعداد له سلفا.
وقالت الشبكة إن شهود عيان أبلغوا مصادر المخابرات أن ما بين سبعة و18 شخصا شاركوا في الهجوم.
وقالت إن المقاومين العراقيين أقاموا عدة نقاط ككمائن حول الفلوجة ومونوها بالبنزين صباح يوم الهجوم. وأبلغ مسئولو المخابرات الشبكة أنه تم تحذير بعض سكان البلدة من الخروج من منازلهم.
وأوضحت الشبكة أن المقاولين الاربعة غادروا مدينة تاجي العراقية يوم الثلاثاء لمرافقة قافلة تضم عدة شاحنات مليئة بالسلع وقضوا الليل في قاعدة شرقي الفلوجة.
وصباح الاربعاء اقتربت القافلة من دائرة مرورية في الفلوجة حيث رأى شهود العيان مركبة توقفت أمام العربة الصغيرة التي كانت تقود القافلة في حين أطلق أشخاص من عدة سيارات أخرى نيران المدافع الرشاشة والقذائف الصاروخية.
وعرض عراقيون مهللون يوم الاربعاء الجثث المحترقة للمقاولين الأمنيين الامريكيين عبر شوارع بلدة الفلوجة وهي إحدى بؤر أعمال العنف في العراق. وأحرقت جثثهم ومثل بها وعلقت جثتان في جسر ليراها الناس.
من جهة اخرى ندد رجل دين في الفلوجة بالتمثيل بجثث اربعة مقاولين امريكيين قتلوا في كمين وقال سكان البلدة انه يتعين على القوات الامريكية التي تعهدت بالرد ان تتذكر ان عددا قليلا فقط من الناس هم المسؤولون عما حدث.
وفي احد مساجد الفلوجة استنكر الشيخ حامد صالح التمثيل بالجثث الا انه لم يندد بشكل صريح بقتل الامريكيين. واضاف (هذا سلوك طفولي ارتكبه جهلة لا يعرفون معنى الحياة والموت.. هذا خطأ خطير يدمر سمعة الاسلام والمسلمين).
وأعرب البعض عن القلق بشان قمع أمريكي والقوا باللائمة في الهجوم على قلة من الاشخاص.
وقال عبد القادر وليد احد سكان الفلوجة :(نحن نندد بالاعمال التي ارتكبها بعض الاشخاص قصار النظر). واضاف :(هذه الاعمال لا تعبر عن شعب الفلوجة.. الرسول نهى عن التمثيل (بالجثث). اذا كان الأمريكيون يهددون فاننا نقول لهم اننا لسنا مسؤولين عما حدث).
وقد تعهد الرئيس الامريكي جورج بوش بألا ينسحب من العراق بعد أن أثار قتل أربعة مقاولين أمريكيين والتمثيل بجثثهم تساؤلات جديدة بشأن الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من عدم تعليقه مباشرة على قتل المقاولين الاربعة أو على المشاهد التي بثت في كل أنحاء العالم لجثثهم المتفحمة وهي متدلية من جسر تعهد بوش بأن يخفق (السفاحون والقتلة) في العراق في وقف عملية التحول الديمقراطي في البلاد.
وقال بوش خلال زيارة لاحدى الكليات في وست فرجينيا :(إنهم يحاولون هز إرادتنا، ولكنهم لا يفهمون هذا البلد. لن يتم إرهابنا أبدا. هذا البلد سيبقى على الطريق).
وفي واشنطن حذر ريتشارد أرميتاج نائب وزير الخارجية الأمريكي من يقفون وراء هذا الهجوم بقوله سيكون هناك ثمن لذلك. سيكون هناك رد وسيكون واضحا للجميع.
وتعهدت الولايات المتحدة علنا ان تحمل الذين ارتكبوا الاعمال الوحشية ضد أربعة مدنيين أميركيين الاربعاء في الفلوجة في العراق (على دفع الثمن)، وابلغت الكونغرس بصورة سرية بالاستعدادات التي تتخذها للقيام بهذا الرد.
وفي وزارة الدفاع، اطلع مساعد وزير الدفاع الاميركي بول ولفوفيتز والجنرال بيتبر بيس مساعد رئيس هيئة اركان الجيوش، اعضاء في لجنة الدفاع في الكونغرس في جلسة مغلقة على احتمالات الرد الاميركي، كما اعلن رئيس اللجنة دانكان هانتر.
وقال هانتر: (التاريخ سيثبت ان الذين ارتكبوا هذه الاعمال ضد الاميركيين قللوا من قدراتنا في تحديد هوياتهم من جهة وفي القضاء عليهم من جهة اخرى).
ومشاهد عملية قتل المدنيين الاربعة الذين سحبوا من سيارتهم بعدما وقعوا في كمين في الفلوجة (غرب بغداد) وضربوا بالرفوش من قبل عراقيين غاضبين ثم علقوا فوق جسر، اصابت أميركا بصدمة.
وأمس الاول أعلن الجنرال مارك كيميت المتحدث العسكري ردا على سؤال من بغداد لشبكة (فوكس) التلفزيونية الاميركية: (أولا وقبل الذهاب الى هذه المدينة (...) سنترك لسكان الفلوجة فرصة تسليمنا هؤلاء المجرمين).
وأضاف :(اذا لم يقوموا بذلك، فنحن على استعداد للذهاب والعثور عليهم)، مشيرا إلى ان اعمالا ستجري وستكون مزيجا من (قبضة حديد وقفاز مخملي).
وتابع يقول: (بالنسبة للذين يريدون عراقا افضل، نحن هنا لمساعدتهم. وبالنسبة للذين اختاروا العنف، سنرد).
من جهة اخرى ذكرت الصحافة الأميركية ان ثلاثة من الأميركيين الاربعة الذين قتلوا في الفلوجة الاربعاء بيد عراقيين، هم جندي سابق في المارينز وعسكري سابق حائز على وسام الجيش الاميركي ومترجم عضو هو الآخر في وحدة خاصة أميركية.
وقد تم تحديد هوية ثلاثة من الضحايا الاربعة وهم سكوت هلفنستون (38 عاما) ومايكل تيغ (38 عاما) وجيري زوفكو (32 عاما).وهلفنستون الذي التحق بالوحدة الخاصة في المارينز وهو في السابعة عشرة، توجه الى العراق لكسب المال، كما ذكر احد اصدقائه ردا على سؤال لصحيفة في فلوريدا. أما جيري زوفكو الذي تتحدر عائلته من كرواتيا ويتكلم خمس لغات بطلاقة، فالتحق بالجيش وهو في التاسعة عشرة وخدم في وحدة خاصة قبل ان يغادرها في العام 2001. والضحية الثالث مايكل تيغ حائز على الميدالية البرونزية لخدماته الجلى في افغانستان.
وهؤلاء الرجال الثلاثة اضافة الى الرابع الذي لم تتضح هويته بعد، كانوا يعملون لحساب شركة "بلاك ووتر سيكيوريتي كونسالتينغ" المكلفة بتوفير الامن لقوافل المواد الغذائية وتعطيل الشحنات الناسفة وأيضا توفير حراس لحماية الحاكم المدني الأميركي على العراق بول بريمر.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved