Sunday 4th April,200411511العددالأحد 14 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وللإعلام الاقتصادي حق علينا وللإعلام الاقتصادي حق علينا
حمد بن عبدالله الحوشاني ( * )

عادة ما يتبادل الناس التهاني عندما يرزق الواحد منا بمولود.. ويزداد ابتهاجهم وعلى عادة العرب عندما يكون المولود ذكراً!!.. وفي حياة الشعوب والأمم فترة توقف ومخاض عسير تنتج عنها تحولات مهمة لا يشعر بها الناس إلا بعد مرور وقت طويل رغم أهمية تلك التحولات.
قبل أن أدلف في الموضوع الذي أنا بصدده اليوم دعوني أقول انه إذا كان لكل هذا الذي نعيشه في عالم اليوم من تداعيات جانب ايجابي فهو هذا النتاج من الجيل الواعي والمدرك لتحديات العصر والمتسلح بأدوات القوة والمناعة دفاعا عن مكتسباته الحضارية وإنجازاته التنموية عبر سنوات طويلة من الجد والاجتهاد.
لقد تمكن هذا الجيل في مملكتنا الحبيبة وبفضل قواعد التنشئة الحضارية والثقافية الصلبة أن يحدث تحولات ايجابية مهمة في مجتمعنا.. لقد تمخض هذا الزواج الشرعي بين الحضارة والتجدد مولوداً جديداً في كل مكان يعكس ثمرة الحصاد الجميل لثقافة جميلة ستظل مزدهرة أبداً بإذن الله.
لكن ل(مولودنا) اليوم احتفالية خاصة لأنه يأتي في زمن العقم الإبداعي ولأنه يأتي بعد مخاض عسير تراوح بين اليأس والأمل.. بين الصمت البليغ والكلام عن الإعلام ودوره وأهميته في عالمنا المعاصر. هذا المولود الجديد (الإعلام الاقتصادي) الذي جاء متأخراً بالنظر إلى المقومات الاقتصادية لبلادنا يحق لنا أن نفرح ونحتفي به، فهنيئاً لنا بقدوم هذا النمط من الصحافة الاقتصادية المتطورة وشكرا لصحافتنا إذ تهدينا هذه الزهرة اليانعة بعد أن تربت في كنفها جيلا بعد جيل.. لقد بدأ الإعلام الاقتصادي يزين صحافتنا منذ وقت ليس بالطويل فيتمدد ملاحق تعكس ملامح نهضتنا الاقتصادية ومقالات تعطر ساحات الحوار الوطني البناء.. حتى أصبح لنا تراث وأدب إعلامي خاص.. كانت صحفنا في الماضي تأتي إلى الأخبار الاقتصادية عابرة ولم يكن هذا النمط من الإعلام الاقتصادي الذي يتناسب وقوة المملكة الاقتصادية يحظى بالاهتمام الذي يليق، ولكن عكف رؤساء تحرير الصحف والقائمون على الإعلام على تنشئة جيل جديد متخصص في هذا النمط من الصحافة.. جيل متحمس لا يهدأ وهو يطرق كل الأبواب للحصول على المعلومة الصحيحة، جيل يسعى ويجتهد لنجد كل يوم وعبر الصحف اليومية مجموعة واسعة من الأخبار الاقتصادية المحلية إذا شئت والإقليمية لو أردت والعربية والدولية إذا (تعولمت)، وهناك التحليلات والتغطية المستمرة لكل ما يجري في أركان هذه المنظومة الاقتصادية السعودية.. لقد أصبح الإعلام الاقتصادي الروح التي تدب في كل شركة ومؤسسة وجسر التواصل بينها وبين جمهور المستهدفين من عملاء محتملين أو مستهلكين أو غيرهم.
إن ما يبذله الزملاء من خلال الصحاقة الاقتصادية المتطورة على ساحتنا الإعلامية بهذ النمط المتطور من العمل الصحفي يستحق التقدير، ولكن الأهم ما ينجزه هذا النمط من الإعلام الحديث لدينا لصالح القطاع الخاص السعودي ونحن جزء منه.. فتجد الصحفي الاقتصادي حاضراً معطاء وسخياً متفانياً في أداء عمله إدراكاً ربما منه لدور يجب أن يؤديه لقطاع خاص معطاء بدوره ومهموم بقضايا الوطن متكامل مع قطاعه الحكومي بحسه المهني يدرك الصحفي انه جزء من منظومة يجب أن تكون في حركة دائبة في زمن يعج بالمنافسة ولا يقبل السكون.
إن التطور الإعلامي الكبير الذي تشهده مملكتنا الحبيبة ليس ضربة حظ أو مجرد إنجاز عشوائي لكنه حصيلة جهد طويل، ومن ثم فان مولودنا (الإعلام الاقتصادي) إذن هو ابن الصحافة السعودية العريقة.. لقد تطورت صحافتنا السعودية خلال السنوات الماضية تطورا يليق بحجم التحديات ويقترب من مدى الآمال.. مبروك إذن لنا في عالم الإعلام الاقتصادي هذا الفارس الجديد الذي يتفانى دفاعاً عن احد أهم قطاعات مجتمعنا السعودي إن لم يكن الأساس والعمود الفقري ومصدر القوة لمملكتنا الحبيبة.
اننا ننظر باحترام وفخر لإصداراتنا الصحفية الوطنية وهي تمثل الآن خط دفاعنا الأول امام الهجمات الشرسة التي تتعرض لها بلادنا وهي تتقدم الصفوف لحماية الأمة الإسلامية ومكتسباتها الحضارية.. نعم كان لزاماً على صحافتنا أن تهتم بالاقتصاد السعودي وقضاياه خلال فترة تحول وإعادة هيكلة شاملة تشهدها بلادنا وبطلها الاقتصاد سواء على صعيد الخصخصة أو السعودة أو إيجاد فرص عمل جديدة للشباب السعودي القادم للمشاركة في النهضة الشاملة من خلال المؤسسات الاقتصادية الوطنية، لكن ليس هذا (المولود) وحده يستحق التهنئة بل التهنئة والتقدير لهذا الجيل من الصحفيين الاقتصاديين الذي يرسخون قيماً مهنية جديدة بمجتمعنا والله المستعان.

( * ) مدير العلاقات العامة والإعلام بمجلس الغرف السعودية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved